تلخيص كتاب بلايين وبلايين (للعالم كارل ساجان) / ج 1

هل قلتَ ذلك حقّاً ؟ بلايين وبلايين !sagan

تلخيص كتاب بلايين وبلايين (للعالم كارل ساجان) / ج 1
أفكار حول الحياة والموت على حافة الألفية
سنة تأليف الكتاب 1998

مقدمة :
قالوا عن هذا الكتاب !
[مجموعة رائعة من المقالات عن العلم والفلك والوعي الإجتماعي .
تقدّم هذه الموضوعات ال 19 ما قد يكون أعظم عطاياه : القدرة على توضيح العلم المعقّد للقاريء العادي .
والمحاضرة الأخيرة تأمّل مؤثّر حول التفكير النفّاذ والمعتقدات ومنجزات العمر ]

(Dayton Daily News)
***
[ لم يستمر عالم الفلك كارل ساجان حيّاً ليشهد الألفية .لكنّهُ قد يكون فعلَ أكثر ممّا فعل أيّ عالم مشهور آخر , ليجعلنا مستعدين لإستقبال هذه الألفيّة ]

(Atlanta Journal-Constitution )
***
[ يُجبر ساجان قرّاءهِ على تأمّل الحياة !]
Publishers Weekly
***
كارل ساجان ,عالم وخبير في كلٍ من علم الفلك والبايولوجي .
خبير ومستشار في وكالة ناسا منذُ الخمسينات , ولهُ دور مهم في برنامج الفضاء الأمريكي منذُ بدايتهِ .
حصل على بضعة أوسمة من ناسا وجوائز عديدة مثل أبوللو وجون كيندي وبولتزر ووسام الخدمة العامة … وغيرها .
وحتى تمّ تسمية الكويكب (( 2709 ساجان )) على إسمهِ !
قدّم درسات حول طبقات الجو الكوكبية وأسطح الكواكب وتأريخ الأرض والبيولوجيا الخارجية .
أغلب العلماء الناشطين حالياً في هذا المجال كانوا طلاب أو مساعدين له
وهذا الكتاب الذي نلخصه هو الكتاب رقم 30 من بين كتبهِ !
***
الجزء الأوّل من الكتاب / قوّة وجمال القياس .
الفصل الأوّل / بلايين وبلايين !
( لاحظوا أنّ الأرقام وقت كتابة هذا الكتاب عام 1998 تُعّد متواضعة مقارنةً بما هي عليه اليوم 2014 ) !
يتسائل ساجان ما الذي جعل عبارته ( حتى وإن لم يقلها صراحة ) بلايين وبلايين بهذه الشعبية ؟ بحيث يسألوه أينما ذهب / هل قلت ذلك حقاً ؟
ويجيب :
كان من العادة إستخدام ( ملايين ) كنموذج لعدد كبير من الأرقام .
كان الأغنياء بالغوا الثراء هم المليونيرات .
وكان عدد سكان الأرض زمن المسيح نحو 250 مليون .
وكان هناك 4 ملايين نسمة في الولايات المتحدة عام 1787 , وهو وقت إنعقاد المؤتمر الدستوري !
ثم وصل هذا العدد الى 132 مليون مع بدء الحرب العلمية الثانية .
والأرض تبعد عن الشمس بحوالي 150 مليون كم .
وبلغ عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى 40 مليون قتيل .
ووصل عددهم الى 60 مليون في الحرب العالمية الثانية .
وتوجد 31,7 مليون ثانية في العام الواحد ( وهو أمر من السهولة بحيث يمكن التأكّد منه ) .
و إحتوت الترسانات النووية مجتمعةً في ثمانينات القرن العشرين ما يكفي لتدمير مليون مدينة مثل هيروشيما .
القصد / لمّدة طويلة كان رقم المليون هو الرقم الكبير المثالي !
لكن الأزمنة تغيّرت , وأصبح في العالم اليوم حفنة من البليونيرات , ليس فقط بسبب التضخّم المالي .
وثبت أنّ عمر الأرض 4,6 بليون عام .
ويقترب التعداد البشري من 6 بلايين نسمة ( وقت تأليف الكتاب ) .
وكلّ ميلاد ليوم جديد يمثّل رحلة أُخرى حول الشمس طولها بليون كم .
وتصل تكلفة أربع قاذفات قنابل بين 2 الى 4 بليون دولار .
وتكاليف البنتاجون تتخطى ال 300 بليون دولار سنوياً .
ويقدّر العدد الفوري للضحايا في حالة نشوب حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة بنحو بليون شخص .
وتُمثّل بضعة بوصات بليوناً من الذرات المتراصة .
وهناك أيضاً كل تلك البلايين من النجوم والمجرّات .
***
هناك نكته ذات مغزى عن التفريق بين المليون والبليون .
حيث كان مُحاضر يشرح نموذج يمثّل النظام الشمسي ويقول للحاضرين
إنّ الشمس بحكم تفاعلاتها المستمرة ستتضخم لتصبح عملاقاً أحمراً منتفخ ,وسوف تبتلع كوكبي عطارد والزهرة حتى أنّها قد تلتهم الأرض في نهاية المطاف !
فسألهُ احد الحضور : معذرة يادكتور هل قلت :
إنّ الشمس ستحرق الأرض بعد 5 بلايين عام ؟
فرّد المحاضر : نعم تقريباً .
فقال : الحمدُ لله ظننتك لوهلة قلت 5 ملايين عام !
سيّان كانت المدة 5 ملايين أو 5 بلايين عام فتأثير ذلك ضعيف على حياتنا الخاصة .
لكن التمييز بين الملايين والبلايين له أهميّة أكبر بكثير في مجالات مثل
الميزانيّات القومية وتعداد سكان العالم وضحايا الحرب النووية !
***
والآن قبل أن تتلاشى شعبية ( بلايين وبلايين ) , هناك أرقام أكثر عصرية نحتاجها في حياتنا هي التريليون ( ألف بليون ) !
حيث تقترب النفقات العسكرية (عالمياً) من تريليون دولار سنوياً .
ومديونية الدول النامية للبنوك الغربية حوالي 2 تريليون دولار .
والميزانية السنوية لحكومة الولايات المتحدة تدنو من 2 تريليون دولار .
والدين القومي نحو 5 تريليون دولار .( أظنّ هذا الرقم الأخير وصل الى 16 تريليون دولار حالياً / كاتب السطور )
وتزن كلّ النباتات على الأرض تريليون طن !
وبين النجوم والتريليونات صفة قرابة طبعاً .
فالمسافة بين نظامنا الشمسي و أقرب نجم

(Alpha Centaurus‏ )

تصل نحو 40 تريليون كم !
الخلط بين الملايين والبلايين والتريليونات مازال داءً مستوطناً في الحياة اليوميّة . ويندر ان يمّر إسبوع دون حدوث خطأ تلفازي من هذا النوع .
( يضع مؤلف الكتاب جداول في نهاية هذا الفصل توّضح الأرقام الكبيرة , والترقيم العلمي أو الاُسّي بالكلمات … , وماشابه )
***
الفصل الثاني / لوحة الشطرنج الفارسية ! ص 39
[ ليست هناك لغة أوسع إنتشاراً على المستوى العالمي وأكثر بساطة وتحرراً من الأخطاء والغموض …أكثر من الرياضيات .التي تعتبر موهبة للعقل البشري مكرّسة لتعويض قصر الحياة ونقص الحواس ] جوزيف فورييه !
يتحدّث مؤلف الكتاب عن لعبة ( شاه ــ مات ) أو الشطرنج .
التي إخترعها ( الصدر الأعظم ) أو ما يعادل الوزير الأوّل للشاه ( أو الملك ) في بلاد فارس أو الهند أو الصين !
وكيف أنّ مكافئة الملك لهذا الوزير كانت سخيّة مادياً .
لكنّ الوزير رفضها قائلاً أنّهُ سيقبل بدلها عدد حبّات من القمح توضع حسب مربعات لعبة الشطرنج ال 64 , بحيث تتضاعف دوماً في المربع التالي , يعني :
( 1, 2, 4, 8, 16, 32, 64, 128, 256, 512, 1024, ..الخ )
وكيف اُسقط في يد الملك عندما عَلِمَ في نهاية المطاف أنّ طلب وزيره لهذه المكافئة يدّل على عبقرية نادرة ,وأنّهُ سيحصل على وليمة دسمة !
حيث مع الإقتراب الى المربع ال 64 أصبح الرقم ضخماً بصورة غير مسبوقة , ووصل الى 18,5 كوينتليون .
[ الكوينتليون يعادل 10 أس 18 صفر ,أو مليون تريليون لو شئتم ]
ماذا يكون مقدار ال 18,5 كوينتليون من حبّات القمح ؟
إذا كان حجم كلّ حبّة ملم واحد , فإنّ وزن الحبوب قد يصل الى 75 مليون طن متري ,وهو مايتجاوز بكثير ما قد يكون مخزون في مخازن قمح الشاه !
وفي الواقع تناظر تلك الكميّة إنتاج العالم اليوم من القمح لمدّة 150عام !
قد تكون قصة الشطرنج الفارسية مجرد خرافة ,لكن الفرس والهنود القدامى كانوا رواداً وأذكياء في الرياضيّات .بحيث عرفوا أهميّة تضاعف الأرقام الذي يُسمى التتابع الهندسي ويُطلق على العملية (التزايد الاُسّي) .
وأهميّة هذا التزايد الاُسّي يستخدم حالياً في كافة المجالات .
وكمثال في مجال التضخم يعطي المؤلف المثال التالي :
لو أنّ أحد أجدادكَ وضع 10 دولارات في البنك بفائدة 10% أيام الثورة الأمريكية ( قبل أكثر من 200 عام ) فإنّها اليوم ستعادل 1,9 بليون دولار , لكن أيّ جد سيفكر بتلك الطريقة لأحفادهِ البعيدين ؟
***
أمّا الحالة الأكثر شيوعاً للتضاعف المتكرّر ( وبالتالي للنمو الاُسّي ) فتتمثل في التكاثر البيولوجي .
فالجرثومة البسيطة التي تتكاثر بإنقسامها هي نفسها الى إثنتين .
بعد قليل ستنقسم الإثنتين الى أربعة … وهكذا , طالما توّفر الطعام وعدم وجود سموم في البيئة .وهذه العملية التي تتكرّر كل ربع ساعة تقريباً تقود بعد يوم ونصف الى تكوين كتلة من الجراثيم يقرب وزنها من وزن الكرة الأرضية .وخلال يومين سيتجاوز وزنها وزن الشمس .
سيناريو رهيب طبعاً لكنّهُ لحسن الحظ لن يحدث ,لبعض الأسباب منها أنّ الجراثيم نفسها تهرب من الطعام ,وإلاّ فإنّها تسمّم بعضها البعض !
ولو طبقنا فكرة التزايد الاُسّي على المصابين بمرض الإيدز الذين يتضاعفون حالياً كلّ عام .سينتهي المطاف بموت جميع البشر خلال 20 عام مثلاً , في حالة عدم وجود المضادات والأدوية والعلاج !
هذا عدا أنّ بعض الناس لديهم مناعة طبيعية ضدّ هذا المرض الذي يصيب الشواذ جنسياً بالدرجة الأساس !
وعمليّات النمو الاُسّي تعتبر أيضاً التفسير الأساسي لأزمة الزيادة السكانية في العالم .
عموماً في الماضي السحيق كان عدد سكان العالم في حالة توازن.
لكن بعد إكتشاف الزراعة وحصاد الحبوب وما شابه تضاعف عدد البشر بسرعة .وفي وقتنا هذا يتضاعف البشر كل 40 عام !
وحسب فكرة القس الإنكليزي (توماس مالتوس) الذي لاحظ تضاعف عدد البشر بمتوالية هندسية 2 4 8 16 32 64 … الخ
بينما تزداد الموارد الغذائية بشكل متوالية عددية 1 2 3 4 5 6 .. وهكذا
فلا يمكن لأيّ ثورة زراعية خضراء أن تحّل المشكلة ,ولا حتى لو توسعنا على حساب الكواكب الأخرى في حالة صلاحها للعيش .
لأنّهُ حالياً ( وقت تأليف الكتاب 1998) يزداد البشر حوالي ربع مليون نسمة في اليوم .
لكن المؤلف يضع مخطط بياني يوّضح فيه سيناريو (يبعث على التفاؤل قليلاً) هو تراجع الزيادة الاُسيّة للسكان مع بلوغ الرقم 12 مليار .
وحالياً وصلت في بعض البلدان (أمريكا وروسيا والصين وعموم أوربا ) الى ما يسمى النمو السكاني الصفري . أيّ لا توجد زيادة سكانية أبداً !
لكن المشكلة ستستمر والكارثة سوف تحّل بجميع الأرض حتى لو بقيت بعض البلدان فقط تزداد بالطريقة الاُسّية المضاعفة .
وبما أنّ العلماء وجدوا من دراساتهم أنّ البلدان الفقيرة هي التي تتزايد بهذه الطريقة لأسباب عديدة .
(من بينها وضع المرأة وحقوقها وتعليمها وعدم توفر وسائل منع الحمل , … وعموماً إفتقار النساء الى قوّة سياسية فعّالة)
فقد ربطوا بين الفقر الطاحن ,وهذه المشكلة الديموغرافية الخطيرة .
لذلك فإنّ التعامل مع الفقر العالمي سيكون اليوم أقلّ تكلفة وأسهل نوعاً ما وأكثر إنسانية .. مقارنة فيما لو أصبح تعداد البشرية 48 بليون نسمة في نهاية القرن ال 21 مثلاً . حيث لايوجد مَنْ يصدّق بإمكانية العيش بتلك الحالة .
فالدول المتقدمة التي تُساعد اليوم بسخاء الدول الفقيرة ,لا تقوم بذلك لأجل إنقاذ تلك الشعوب فقط .
إنّما أيضاً لإنقاذ مصيرها هي في هذا العالم المفتوح !
***
ص 51
هناك تطبيق آخر للنمّو الاُسّي يتمثل في فكرة العمر النصفي للعنصر المشع , البلوتونيوم او الراديوم مثلاً !
وهذا الموضوع مهم جداً عند تقرير ما يمكن عمله بالنسبة للنفاية النووية المشعة الناتجة عن محطة توليد طاقة نووية .
أو في معرفة حجم الغبار الذري المشّع المتوقع في الحرب النووية !
الإنحلال الإشعاعي يعتبر وسيلة رئيسة في تحديد (تأريخ) في الماضي .
فإذا تمكنّا من قياس كميّة مادة الأصل المُشّع ,وكميّة إنحلال وليدهِ الموجود في عيّنة ما … أمكننا معرفة عمر هذه العيّنة بالتقريب !
وبهذهِ الطريقة توّصلنا الى أنّ ما يُطلق عليه (كفن تورين) ليس (كفن قبر المسيح) ,إنّما هي خدعة دينية من القرن الرابع عشر (عندما شجبتها السلطات الكنسيّة) !
وتوّصلنا أيضاً الى أنّ البشر أشعلوا نيران المخيمات منذُ ملايين السنين .
و أنّ معظم حفريات الحياة القديمة على الأرض تعود الى 3,5 بليون سنة على الأقل . و أنّ عمر الأرض نفسها 4,6 بليون عام .
وعمر الكون بالطبع يبلغ بلايين السنين حتى الآن .
الخلاصة : إذا فهمتَ العمليات الاُسّية , فإنّ مفتاح كثير من أسرار الكون سيكون بين يديك !
المعرفة الكيفية بالشيء لاتكفي لوحدها وتبقى غامضة.
المعرفة الكمية, ستضيف قوّة الفهم لذلك الشيء .
ليبقى القياس العددي (الكمّي) أحد أهّم الإمكانيات المهمة في فهم وتغيير العالم !

****
الفصل الثالث / الصيد مساء الإثنين ! ص 53
في البدء إصغوا معي لهذه القصة الحقيقية القصيرة التي نقلتها لكم من حواشي الكتاب ,ولاحظوا كيف يفكر الأقوياء حتى في لحظات الموت .
(( من أجل جيبير

Gipper )) !
هذا قول تشجيعي حماسي لاهب ,شائع في الملاعب الأمريكية .
يستخدمه اللاعبين في حالة حاجتهم لبذلِ جهدٍ فائق لتغيير النتيجة الى الأفضل .
أصل فكرته :
اُطلق لقب (جيبير) على اللاعب الأمريكي جورج جيب

George Gipp

الذي وُلِدَ عام 1895 وحاز على شهرة واسعة في الألعاب الأمريكية على مستوى الجامعات ثم في كرة القدم على المستوى القومي.
اُصيب بمرض أدّى الى وفاته وعمره 25 عام فقط !
وقبل وفاتهِ أوصى مدربه ,بأنّهُ في حالة إقتراب الفريق من الهزيمة
عليه أن يدعو اللاعبين الى بذلِ أقصى مافي وسعهم للفوز ,
(( ولو مرّة واحدة من أجلِ جيبير !))
وأضاف توصيتهِ لمدربه :
لا أعلم أين سأكون حينها ,لكنّي سأشعر بما حدث ,وسأكونُ سعيداً !
بعد 8 سنوات من موته لعب (رونالد ريغان) دور جيبير في فيلم عرض عام 1940
وأصبح تعبير(هذه المرّة من أجلِ جيبير) قولاً شائعاً بين الأمريكيين !
[ من حواشي كتاب بلايين وببلايين لكارل ساجان (المترجم) ]
***
لماذا نشجّع فريق معيّن بالذات ؟
كان رجال القبائل الأفغانية يلعبون (البولو ) برؤوس أعدائهم المقطوعة !
ومنذ 600 عام في المكان الذي يعرف الآن بمكسيكو سيتي ,كان هناك ملعب كرة يجلس فيه النبلاء يشاهدون المباراة .حيث يتّم قطع رأس كابتن الفريق الخاسر .ثمّ تعرض جماجم الخاسرين السابقين !
عواطفنا تجاه فوز فرقنا المُفضّلة ;تعود الى نزعة الصيد عند الإنسان القديم !
لو كنت تبحث بين قنوات التلفاز على شيء تشاهده وتعثر على مباراة
لا تثيرك , كمباراة كرة طائرة بين تايلند وميانمار… فمن ستشجع ؟
لماذا لا تبقى على الحياد وتشجع اللعبة الأفضل وتكتفي بالتمتّع بالمباراة ؟
يواجه أغلبنا مشكلة حيال ((حالة اللاتحيّز)) هذهِ !
نحب أن يكون لنا دور في المنافسة ,وأن نشعر كما لو أنّنا ضمن الفريق الذي نشجعه ,لذا يجب أن ينتصر !
أحياناً عندما تحدث سلسلة من الهزائم الموسمية يميل ولاء بعض المشجعين لفريق آخر ,إنّنا نبحث عن نصرٍ دون جهد .
نريد أن نصبح مُكتسحين بشيءٍ ما مثل حربٍ صغيرة .. آمنة وناجحة !
إنّ عواطفنا تجاه الرياضة ذات جذور عميقة داخلنا وذات درجة إنتشار واسعة .
ومن المرجّح أن هذهِ (النزعات) تكون مغروسة داخل جيناتنا منذ عصر الصيد .بحيث لا تمثل 10 آلاف سنة منذ إكتشاف الزراعة ,وقتاً كافياً كي تتطور هذه النزعات وتختفي !
[ كتاب بلايين وبلايين / كارل ساجان / الفصل 3 / ص 56 ]
***
ص 61
يتشوّق جزء من كينونتنا للإنضمام الى فرقة صغيرة من أشقائنا لتحقيق مطلب يحتاج جسارة وجرأة .
ويمكننا التعرّف على ذلك حتى في تمثيل الأدوار وألعاب الكومبيوتر الشائعة بين الأولاد في سنّ ما قبل البلوغ والمراهقة .
والفضائل الرجوليّة التقليدية الحقّة : قلّة الكلام , سعة الحيلة , الإعتدال , الدقّة , الإستقامة , المعرفة العميقة بالحيوانات , العمل الجماعي , حبّ الهواء الطلق .
كانت كلّها سلوكاً تكيفياً خلال أزمنة الصيّاد الجامع !
ومازلنا نعلي من شأن هذه الصفات ,رغم أنّنا نكون قد نسينا في الغالب سبب إعجابنا بها !
وبجانب الألعاب الرياضيّة تتوفر بعض المتنفسات .
مازلنا نتعرّف في ذكورنا المراهقين على الصيّاد الشاب المُحارب الطموح , من خلال مايلي :
القفز الى أسقف الشقة , ركوب الدراجات البخارية بلا خوذات ,الدخول في مشاكل بسبب فريق فائز في إحتفالات مابعد المباراة .
***
وسأنهي الجزء الأول من تلخيص هذا الكتاب بملاحظتي التالية :
بعض المعلقين الرياضيين والمشجعين في بلادنا البائسة يُطلقون دون وعي منهم ,ألقاب ذات علاقة مباشرة بالصيد على لاعبهم المُفضّل , كأن ينعتوه بالصيّاد أو القنّاص أو حتى السفّاح .ونرى أنّ اللاعب المقصود فرح بتلك الألقاب ,وأحدهم إسمهٌ يونس محمود يصرخ بطريقة بشعة بعد تسجيله هدفاً ليؤكد إستحقاقهِ لقب السفّاح !

( يتبع الجزء الثاني )

تحياتي لكم

رعد الحافظ
17 مارس 2014

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.