تقديس الحجر الأسود ورثها الإسلام من العقائد الكنعانية في بلاد الشام

الحجر الأسود كان مقدساً في ديانة البونيقيين
لا يزال موضوع الحجر الأسود (النيزكي) وتقبيله مثار نقاش بين دارسي التاريخ الاسلامي حول أصل هذه الشعيرة الدينية، وقد ثبت من خلال النصوص التاريخية الآثارية أن العرب والفينيقيين في بلاد الشام كانت لديهم هذه الممارسة الدينية، وكان معبد حمص مقر الحجر الأسود المقدس كما كتبنا في أكثر من منشور.
وهذه الممارسة الدينية كانت موجودة أيضا عند البونيقيين في شمالي إفريقيا، إذ انتقد القديس أوغسطين الهيبوني في رسالته إلى ماكسيموس من مادورا
(Maximus of Madaura)
التي تحمل رقم 17، انتقد هذه الممارسات وسمى الحجر المقدس عندهم


(Abaddir)
والذي فسره الباحثون بأنه يعني الحجر النيزكي المقدس.
وقد ذكرت هذا الحجر تقدمات كثيرة في قرطاج ونوميديا، ومنها نقش لاتيني عثر عليه في مدينة مليانة الجزائرية وفي نقوس بونية في قسنطينة.
لاشك أن لهذا الحجر رمزية دينية موروثة من عقائد كنعانية قديمة تواصلت في بلاد الشام والحجاز وشمالي إفريقيا ولا تزال مستمرة في الاسلام حتى اليوم.

About تيسير خلف

تيسير خلف كاتب وصحفي ومؤرخ سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.