تزامن حرب النجوم مع حرب الجراد‎

د. ميسون البياتي

أشهر كومبارس في تاريخ السينما العالميه هو الرئيس الأمريكي رونالد ريغان , ولد عام 1911 وعمل في حياته مراقب شواطيء ثم معلق رياضي , ومنها بدأ ولعه بدخول عالم السينما حيث أفلح في مدة 28 عام الحصول على 50 دور كومبارس في استوديوهات هوليوود كان آخرها دوره في فلم ( القتله ) عام 1946 .

المعروف عن رونالد ريغان أنه كان ( مخبر سري ) يكتب التقارير عن النشاطات السياسيه لزملائه الفنانين الى السلطات , وهذه الوظيفه أهلته بعد أن توقفت جهات الإنتاج عن إسناد حتى دور الكومبارس له , لأن تدعمه سلطات بلاده ليصبح رئيساً لنقابة الممثلين الأمريكيين عام 1947 , ولأن يعاد انتخابه لهذه الرئاسه 6 مرات على التوالي .

شهد رونالد ريغان على عدد كبير من زملائه الفنانين أمام المحاكم التي أعقبت الحرب العالمية الثانيه متهماً إياهم أما بالشيوعيه أو بمعاداة الساميه _ خصوصاً الزملاء من أصول أوربيه والذين نزحوا الى الولايات المتحدة الأمريكيه بسبب ضراوة الحرب العالمية الثانية في قارة اوربا , فكانت شهاداته تلك سبباً في إنزال الكوارث بهم .

كان حلمه أن يحصل على دور بطوله .. حتى لو كان دور القرد ( تونگا ) أو الحوت ( موبيديك ) أو الثعبان ( أناكوندا ) لكن حلمه لم يكلل بالنجاح , ومن المؤكد أنه حلم بأن يأخذ دوراً ما في مسلسل الخيال العلمي ( ستارترك ) … كأن يعقفون أذنه مثلاً ويجعلونه يمثل دور ( المستر سبوك ) قائد الإنتربرايزر العملاقه التي تدور في الكون … لكن أحلامه ذهبت أدراج الرياح .

تعويضاً عن ذلك تم تعيينه على إعتباره ( منتخباً ) من قبل الشعب حاكماً على كاليفورنيا عام 1966 وبقي في هذا المنصب 8 سنوات .

عام 1980 وصل رونالد ريغان الى البيت الأبيض الأمريكي , وأعيد إنتخابه للمرة الثانيه عام 1984 .

عقدة مسلسل ( ستارترك ) وقيادة الإنتربرايزر صاحبته الى البيت البيض الأمريكي ولهذا فقد إنبرى الرجل الى تطبيق برنامج ( حرب النجوم ) لكي يمنح لنفسه ومن موقعه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكيه التخويل بتمثيل دور قائد الإنتربرايزر التي ظهرت في المسلسل التلفزيوني وبذلك يشفي غليله من الدور .. ممثلاً ورئيساً .

برنامج ( حرب النجوم ) الأمريكي للقضاء على الأسلحه البالستيه والصواريخ الحامله للرؤوس النوويه .. القريبة منها والمتوسطه والبعيده , هو برنامج وهمي , مصمم للإستعمال الإعلامي فقط ولا حقيقة له على أرض الواقع , ولهذا فمن سخرية القدر أن يتعرض الكاذب قائد حرب النجوم رونالد ريغان الى 3 فضائح مدويه على التوالي هي : فضيحة ايران غيت عام 1985 , فضيحة العدوان الجوي على ليبيا عام 1986 … أما ثالثة الأثافي فقد كانت فضيحة آفة الجراد عام 1988 .

ما يقدر عدده ب 50 مليار جراده تكوّن سرب طوله 30 ميل يسد عين الشمس في قارة أفريقيا الحاره , بدأ يطير فوق القرى والحقول ليلتهم مئات الأطنان من المحاصيل بلمح البصر ثم يعاود الطيران من جديد , مما جعل الأفارقة يعانون من مجاعة حاده .

الشتاء الرطب الدافيء بين عامي 1987 – 1988 في جمهوريتي موريتانيا و مالي كان مناسباً جداً لتناسل وتكاثر كميات مهولة من الجراد .

ما أن وصلنا الى ربيع عام 1988 حتى هاجر سرب من هذا الجراد الى المغرب والجزائر فإلتهم مزروعاتهما عن بكرة أبيها .

حزيران 1988 لم يعد الجراد يجد ما يأكله في هذين البلدين فحمل نفسه وهاجر الى ليبيا والنيجر وتشاد والسودان , فلم يبق فيهن ولم يذر .

عبر السرب الهائل الخرافي الحجم من السودان الى أثيوبيا فإلتهم ما فيها , ومن ( حلاة الروح ) وضغط الجوع عبر فوق مضيق باب المندب الى اليمن والسعوديه في أيلول 1988 .

تشرين الأول 1988 وكانت صغار الجراد التي تركت في موريتانيا متخلفة عن الركب كونها لا تستطيع اللحاق بركب الجراد البالغ , قد أصبحت بالغة هي الأخرى ويفتك بها الجوع فهاجرت في سرب مهول عبر المحيط الأطلسي قاطعة مسافه 3 آلاف ميل في 5 أيام لتصل الى الساحل الآخر في أميركا الوسطى والشماليه والجنوبيه

بداية عام 1989 عبرت أسراب الجراد من الكويت والبصره الى ايران ومنها الى الباكستان وافغانستان والهند قاطعه 6 آلاف ميل سفر عن موطن ولادتها الأصلي في موريتانيا ومالي .

صرفت الأمم المتحده مبلغ 240 مليون دولار لرش أسراب الجراد أثناء تحليقها بواسطة طائرات تحلق أعلى من أسراب الجراد مما يؤدي الى سقوط ملايين الجراد على الأرض ميته أو غير قادره على الحركه .

منذ آلاف السنين , إعتاد الناس في المناطق التي تضربها أسراب الجراد على إستهلاك هذه الحشره كمادة غذائيه يأكلونها مقلية أو مشويه مع الرز أو الكسكس , لأجل أن لا يموتوا من الجوع .

بالعوده الى حرب النجوم والأسلحه البالستيه والصواريخ العابره للقارات ( لو كانت حقيقيه وليست حرب وسائل إعلام ) كيف كنتم ستخوضونها وانتم لا تملكون السيطرة على جراده ؟ … ولم تتمكنوا حتى من منعها حتى وهي تعبر الى عقر داركم !!؟؟

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.