تركيا (أردوغان ) تدفع ضريبة موقفها المؤيد للربيع العربي الديموقراطي والداعم للثورة السورية

Abdulrazakeidتركيا (أردوغان ) تدفع ضريبة موقفها المؤيد للربيع العربي الديموقراطي والداعم للثورة السورية !!!! وبئس كل الأصوات السورية (المعارضة) التي تتهم تركيا بالتواطؤ على مستقبل الثورة السورية !!!

نحن الوطنيون السوريون الديموقراطيون ( ليبراليون ويساريون جدد غير شيوعية ستالينية ) كنا في مقدمة المستقبلين لتجربة حزب العدالة الديموقراطية التركي ، وقد كنا على حماس شديد لها قبل نتائجها الباهرة على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الناجحة، بل والأقل فسادا في العالم الاسلامي..

وذلك .من منطلق أن تركيا الأكثر تقدما إسلاميا (اقتصاديا وسياسيا وعسكريا) هي الجديرة بقيادة تجربة المصالحة بين الإسلام والديموقراطية في العالم الإسلامي، وذلك لعمق التجربة المدنية النهضوية التنويرية العلمانية في تركيا القائدة إسلاميا خلال قرون من خلال حاضرة العاصمة اسنتانبول منذ( القرن الثامن عشر ) وانفتاح نخبتها على العالم الحديث، ومن ثم تتويجها بقيام الدولة الوطينة العلمانية (الأتاتوركية ) على انقاض مفهوم الامبراطوية الاسلامية العثمانية التي بدت شائخة وهرمة أو كما سميت في عصرها ( الدولة المريضة) ..

لقد كنا بسبب تقدمها السباق في حقل حقل الممارسة السياسية الديموقراطية على ثقة بإخلاصها لتجربة الريع العربي، رغم تحفظنا على نزوعها القيادي لهذا الحراك من خلال دعمها للاخوان المسلمين وكأنهم صانعو الربيع العربي، بسبب عدم تقدير جاد لدور الحراك الشبابي الوطيي الديموقراطي المستقل عن البنى التنظيمية السياسية الحزبية العربية التقليدية (إسلاميا أن علمانيا) ، حيث أن الترحيب بالتجربة الديموقراطية التركية كان جاذبا للنخبة الليبرالية العربية ( بيسارها ويمينها، وعلمانيها وإسلاميها ) ، لكن تركيا تبنت الحركات الأخوانية التقليدية بوصفها قاعدتها دون أن تنتبه إلى أن حركات الأخوان العربية –ماعدا التونسية – تعيش ما قبل الانعطافة الديموقراطية لحزب العدالة التركي ونجاحاته الشعبية والسياية والتنموية …

لقد حاولنا أن ننبه التجربة الأردوغانية من خطر الانزلاق وراء (الكاريزما الشعبوية )، اعتمادا على فهم وتحليل -ياسين الحافظ وهو أو ل مفكر يساري عربي ليبرالي في قرائته وتحليله لانكسار التجربة (الناصرية الشعبوية الكاريزمية ) ، بأن عبد الناصر كلما حقق نجاحا شعبيا على المستوى الشعبي العربي، كانت إسرائيل بدعم أمريكي تسقط مهابته ومكانته المعنوية بتحرشات عسكرية تطفيء وهج صورة الناصرية في عيون الشعوب العربية …

ولهذا نبهنا إلى خطورة ردود الفعل العاطفية للرئيس أردوغان بعد عملية (سفينة مرمرة )، والرد الاسرائيلي الشرس بقتل ثمانية مواطنين أتراك، ومن ثم قيام الرئيس أردوغان رتهزئته لبيريز وانسحابه من الجلسة، أن إسرائيل لن تترك هذا الأمر بدون رد مدعوم أمريكيا مؤلم لتركيا ولأردوغان ولتفاعلات الموقف الشعب العربي والاسلامي المؤيد والمعجب بشجاعة اردوغان وحضوره الكاريزمي الباهر حينها …

ولذلك فنحن اليوم لسنا مفاجئين ، بالمرونة التركية في احتواء الموقف ( الإسرائيلي الأمريكي ) ، ومن ثم تبريد دماغ بوتين المسخن والمحمى أمريكيا لا ستدراج تركيا إلى مواجهة مع إسرائيل مؤيدة أمريكيا، بالإضافة إلى روسيا التي تريد أمريكا إغراق تركيا وروسيا في فتح جبهة بين الأتراك والروس، مع الدعم العلني والصريح لعصابات ميليشيا (البي كيكي) العميلة دوليا لا حتلال أراضي سورية متاخمة لتركيا … وكل ذلك ثمنا وعقابا للموقف التركي المؤيد والمتضامن مع الثورة السورية كحدث مفصلي مؤثر على مستقبل الشرق الأسوط ، عبر المزيد من توريط تركيا في توسيع جبهة أعدائها المقادة أمريكيا مع ( إسرائيل وإيران وقوى داخلية تركية –كردية عميلة كالبي كيكي ، لتوريط تركيا في مواجهة الجميع بهذه الحرب التي تدور دوليا على الأراضي السورية بإدارة أمريكية من بعيد …….

إن فهم الليبراليين اليساريين العرب لا ستهداف المشروع الديموقراطي التركي العلماني –الإسلامي ، هو الذي يتيح لهم عدم التورط في تحليلات معادية لتركيا من قبل العديد من القوميين والإسلاميين والإخوانيين العرب مع الأسف، التي تصدق كذبة التشكيك ان تركيا تساوم على الثورة السورية، وعلى طموحات الشعب السوري في الحرية والكرامة واسقاط الأسدية بكل رموزها وتعبيراتها ( المؤقتة أوالطويلة الأجل ) وفق ما يتم إعداد المعارضة (السورية)، لقبول دور في المرحلة الانتقالية لبشار الجزار ..
.
.وذلك لتفريغ الثورة السورية من محتواها، وهذا إن حصل فهو أمر سوري لا علاقة لتركيا به، وذلك عندما ستوافق عليه المعارضة السورية القومجية من أمثال (حسن عبد العظيم الناصري العربي وصالح مسلم الكردي التركي البيكيكي )، وذلك قبل الإسلامية (الأخوانية ) في التحضير …لمؤتمر جنيف القادم بعد العيد ..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.