تاريخ الإسلام المبكر القسم الأول
تاريخ الإسلام المبكر القسم الثاني
تاريخ الإسلام المبكر 9 الترجمة والجمع
كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير
كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون
يكاد يكون من شبه الإجماع لدى المختصين في علوم الدراسات القرآنية من المستشرقين أن القرآن وهو كتاب المسلمين المقدس ليس تنزيلا وليس من كتابة النبي “محمد” الذي يعتقدون انه تلقى النص القرآني وحيا عبر وسيط هو جبريل”. وتبدو رواية الموروث الإسلامي فيما يخص مسالة جمع القرآن متهافتة للغاية. والمرجح أن القرآن هو نتاج ما قامت به لجنة من رجال الدين النصراني الذين عملوا مع الدولة الأموية الناشئة وترسخت أعمالهم مع عبد الملك بن مروان. فهؤلاء هم الذين قاموا بجمع النصوص التي وضعت في مصحف يكون كتاب قراءات للمؤمنين عند صلاتهم. ولذلك فالكتاب الجديد اخذ اسم القريانة من اللغة السريانية كما كانت تعرف كتب القراءات الليتورجية عند السريان التي كانت تستخدم في الطقوس الكنسية. ويبدو من طبيعة النصوص المشكلة للقرآن أن الجمع تم على أكثر من مستوى ومن قبل أكثر من لجنة وربما كان هناك أكثر من قريانة واحدة. ودليل ذلك تكرار كثير من النصوص والقصص وأحيانا تكرار مع تناقض واختلاف مما يدعم فكرة أن أكثر من يد عملت في هذا الكتاب. فالخلط الكبير في المعلومات والقصص والشخصيات يؤكد على كثرة الأيدي التي عملت في وضع النص النهائي حيث القصة مذكورة أكثر من مرة. ويدل هذا بصورة مباشرة على أن القرآن نص تطور مع الزمن عبر أكثر من مئة سنة. وعندما يقال إن القرآن نزل على سبع قراءات فهل يعني أن سبعة أشخاص عملوا على وضعه وتنقيحه؟ أم هؤلاء هم الذين قاموا بالترجمة أو ربما بالنسخ؟
وكما تمت الإشارة في الفصل السابق لم يكتمل هذا الكتاب قبل القرن التاسع الميلادي، بل ويذهب مستشرق روسي إلى أن الإسلام نفسه لم يتبلور حتى الحروب الصليبية إذ لم يكن هناك تمييز بين أتباعه وبين اليهود. ومن الواضح كما تشير دراسة جريئة ورائدة لعالم اللسانيات الألماني كريستوف لوكسنبرغ أن القريانة جمعت أساسا من نصوص سريانية وآرامية. فقد كانت هذه هي اللغة السائدة في المنطقة في الوقت الذي نشأت فيه الدولة العربية التي احتاجت إلى جمع النصارى إلى كلمة سواء. وهذا ينطبق بصورة أساسية على ما يعرف بالقرآن المكي الرحيم والمسالم والتبشيري بصورة جلية والمليء بقصص التوراة والأناجيل المنحولة. وأول إشارة للقرآن ككتاب ظهرت في منتصف القرن الثامن الميلادي 135 للهجرة وكان يوصف بانه كتاب الله ولم يذكر بانه قرآن المسلمين.
على أي حال، لا يعرف بالضبط كيف نظم القرآن لان محمد لم يكتب شيئا بيده. هذا ما يراه نولدكه في كتابه الكبير: القرآن. فهو غير متأكد من مسألة أمية محمد كما تشير إليها المرويات الإسلامية المتأخرة. ويرى أن سبب التباين في القيم الفنية الإبداعية بين سور القرآن هو دخول مفردات أجنبية غير عربية مثل الآرامية وغيرها. لم يخطر على بال نولدكه ما خطر على بال لوكسنبرغ بان النص الأصلي لهذا الكتاب لم يكن في الأصل باللغة العربية. ويرى باحث تونسي أن ما يعرف بقصة جمع القرآن ما هي في الواقع إلا تاريخ تأليف وكتابة القرآن “بعد وفاة النبي” وهي قصص ملحقة بالسنة.
لقد قامت المسيحية العربية اليهودية بتأليف كتابات وشروح وتفسيرات للعهدين القديم والجديد بلغتها السيرو آرامية تناسب رؤاها وربما أضافت إليها من الموروث التقليدي الشعبي ومما هو منتشر بين الناس من روايات شفهية. وقد تم نقل ذلك كله إلى العربية في عهد عبد الملك بن مروان الذي جعل اللغة العربية لغة رسمية للدولة.
بالعودة إلى ما قاله جاي سميث في كتابه القرآن المنحول فإن القرآن يبدو أشبه ما يكون تجميعا لبيانات وأفكار ليس بينها علاقة ربط قوية. ويرى غيره من الباحثين عدم وجود أي ترابط بين نصوص القرآن في مجملها. ويتساءل البعض ما دام القرآن تنزيلا فلماذا يضطر الله إلى تكرار نفسه؟ فالقصة تتكرر أكثر من مرتين وفي كل مرة هناك تفصيلات مختلفة.
عند البحث والتدقيق في كتب التراث هناك الكثير بين المشاركين في عملية جمع وتدوين القرآن وهم غير معروفين لأغلب المسلمين. يسرد إبراهيم جركس في مقال بعنوان: من هم مؤلفو القرآن، إن الجزء الأكبر من القرآن من تأليف هؤلاء: امرؤ القيس، سلمان الفارسي، الراهب بحيرا، جبر ويقال إنه غلام يهودي، ابن قمته ويقال إنه عبد نصراني، ورقة بن نوفل، أبي بن كعب، عبد الله بن سلام، مخيريق، كما يضيف إليهم بطبيعة الحال محمد وعائشة وعمر بن الخطاب. هناك باحثون آخرون يضيفون إلى هؤلاء كلا من لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت وخديجة بنت خويلد.
إن فكرة تعدد مؤلفي القرآن أو واضعي القرآن أو حتى مترجميه تؤكدها كثرة التناقضات والاختلافات الموضوعية إلى جانب التباين في الأسلوب وهذا مؤشر على اختلاف الكتاب. فلكل كاتب أسلوبه وبصمته وروحه التي يمكن تلمسها في النص. لكن فكرة اجتماع لجنة للكتابة لا تبدو منطقية والمنطقي هو قيام هؤلاء بتجميع ما هو موجود في مصادر مختلفة والقيام بتنقيحه بلسان عربي. أما جمع النصوص على صعيد واحد فكانت عملا لاحقا.
وبما أن الرواية الإسلامية تنسب إلى عثمان بن عفان فضل جمع القرآن فربما يكون هو من رأس لجنة الحكماء من اكليروس الأمويين لجمع القراءات لاستخدام صلاة المؤمنين. من المؤكد أن الرواية الإسلامية الرسمية نسبت هذه الشخصية إلى عهد قريب للنبي لكي تكمل الإسقاطات التي تبني الرواية بأكملها. تبدو قصة جمع القرآن كما ترويها المصادر الإسلامية قصة جميلة وفيها حبكة معقولة إن كانت تمت في أوائل الدولة الأموية أو ربما قبل هذا الوقت. فالنصوص كانت تكتب على الجلود وقطع العظم وسعف النخيل ولحا الشجر. وكذلك كان يوجد كثيرون يحفظون من النصوص الدينية الشيء الكثير وخصوصا من القصص الديني الشعبي المستند إلى الكتب المنحولة.
استنادا إلى الرواية الإسلامية في جمع القرآن، لا يبدو أن ما كان يجمع هو نص موحى به إلى نبي كان له كتاب وحي معروفون في التراث الإسلامي، وكان صحابته يتسابقون على حفظ ما يتنزل على رسولهم. وبحسب التراث كان هناك على الأقل عشرون شخصا يحفظون القرآن كله. فلو كان الأمر كذلك لماذا يحتاج زيد رئيس لجنة جمع القرآن إلى البحث عن النص بين الرقاع وقطع الشجر والعظام والجلود؟ الم يكن أبو بكر يحفظ القرآن؟ وكذلك عمر وعلي وعثمان وغيرهم من الصحابة المقربين؟ فلماذا لم يجلس هؤلاء ويملون النص على زيد فيكتبه في يومين أو ثلاثة؟ فالمعروف أن أبا بكر كان الأكثر حفظا. ثم أين كانت تذهب النسخ التي كان النبي يمليها على كتبة الوحي؟ ولو كان هناك كتاب وحي فعلا فأين كان هؤلاء يكتبون؟ الجواب التاريخي يقول انهم كانوا يكتبون على جلود الحيوانات والألواح وبقايا العظم. ولكن لماذا لم يكن “محمد” وهو المعني أولا وآخرا بضمان صيانة النص السماوي، لماذا لم يكن يحتفظ بتلك النصوص أو بالأحرى بتلك القطع التي كتب عليها نص الوحي؟ ولماذا في قصة الهجرة إلى المدينة لم يذكر النص أن محمد حمل معه مادة القرآن؟ أم هل اكتفى بانه كان يحفظها؟ فإن كان يحفظها فلماذا يوظف كتابا للوحي؟
النص الحالي ثبته بحسب الرواية الرسمية زيد بن ثابت الذي كان يترأس لجنة عثمان لجمع القرآن. لكن ترتيب السور إلى حد بعيد اعتباطي ولا يرتبط باي مبدأ على الإطلاق. فاختلطت الآيات ببعضها دون أي اعتبار للتاريخ والمكان.
في قصص الموروث الإسلامي نلحظ اعتراضات من بعض الصحابة على جمع القرآن. فهل يعقل أن يعترض عاقل على جمع وحي الله في مصحف؟ يبدو أن اعتراض عمر الذي تشير إليه الرواية الإسلامية كان اعتراضا من نوع آخر وربما من شخص آخر. وبحسب الرواية الإسلامية فقد عارض ابن مسعود أيضا نص عثمان كما جمعه زيد ورفض تسليم ما كان بحوزته من نص قرآني إلى لجنة عثمان ويقال إن الخليفة ضربه فمات بعد أيام.
ثم ما هو القصد من رواية مختلفة تذكر أن علي بن أبي طالب كان يعمل على جمع القرآن أيضا؟ هل كان الإمام علي شخصية أخرى في العراق تضاهي معاوية في الشام يجمع قريانة أخرى لأمة المناذرة كما فعل الأمويون لأمة الغساسنة؟ كما تشير الرواية الإسلامية إلى أن عمر كان لديه نسخة من القرآن وكذلك عائشة. فلماذا لم تأخذ لجنة زيد هذه النسخ وتضاهيها على بعضها مع ما يحفظه عمر وعلي وأبو بكر فيكون لدينا نسخة كاملة من وحي القرآن؟
من الغريب انه لم يتم اكتشاف أي نسخة من النسخ الأصلية للقرآن خصوصا تلك التي جمعها زيد ونسخها عثمان وبعث بها إلى الأمصار. فهل يعقل كما يقول كامل النجار أن يتسابق المسلمون الأوائل على نخامة النبي وبصاقه وشعره وماء وضوئه ويفرطون في الاحتفاظ بأول مصحف يجمع القرآن في كتاب واحد؟ إن عدم اكتشاف أي نصوص أصلية يؤكد نظرية تأليف القرآن في وقت متأخر يعود إلى سني العصر الأموي. فالأمويون هم الذين قادوا نصارى الشام في الاستقلال عن بيزنطة وتأسيس دولة عربية احتاجت كتابا فكان القرآن.
لم يكن القرآن جديدا فهو مجرد إعادات وتكرار لتقاليد كانت معروفة وتم ربط بعضها بالتراث اليهودي أضيفت إليه في الإضافات العباسية المتأخرة فكرة الجهاد والقتال في سبيل الله. ولذا فالقرآن ليس كتابا أصيلا إذ تمت صياغته النهائية بعد زمن محمد بمئة وخمسين سنة. وهو تجميع لنصوص ليتورجية نصرانية ويهودية وضعت معا وجمعت لمواجهة حالات مستعجلة. ويرى لوكسنبرغ إن افتراض كون القرآن مختارات ومجمع فصول من الكتب والأناشيد القدسية يعني انه لا يزعم من البداية أن يكون سوى كتاب قدسي يتضمن مفاصل مختارة من الكتب السماوية أي العهدين القديم والجديد وليس بكتابة مستقلة في حد ذاتها. ولهذا نجد في القرآن إشارات متعددة إلى الكتابات السابقة بدونها يبدو للقارىء أن الكتاب مغلق بسبع عقل. لقد جمعت لجنة عبد الملك القريانة من مقطوعات منسوخة من الإنجيل القديم أو من المسيحية القديمة ومن اليهودية وكذلك استعان بنصوص زرادشتية. ولكن إصرار واضعي القرآن انه مصدق لما سبقه نابع من كونهم اعتقدوا أن كل النصوص التي استندوا إليها كانت من الكتاب المقدس. ولم يدركوا أن معظم تلك النصوص والقصص كانت إما من أناجيل منحولة أو من كتب وأساطير قديمة.
بحسب ما تقدم فالقرآن كان تجميعا لنصوص سريانية مأخوذة من العهدين القديم والجديد ومن الكتب المنحولة والتراث النصراني الشفهي. واكتمل على ما يبدو في عهد عبد الملك بن مروان الذي فرضه على الأقاليم الخاضعة لسلطانه. ويبدو انه كان متداولا لفترة ما باللغة الآرامية إلى حين احتاج عبد الملك إلى تعريبه بعد توسع رقعة الدولة وتغلبه على ابن الزبير وانضمام العرب إلى دولته. فرض عبد الملك نسخته المترجمة من القرآن لكنها لم تستمر طويلا. فقد أعيد النظر في مصحف عبد الملك وأضيف إليه على يد الحجاج. وفي أواخر القرن الثامن تدخل الخليفة العباسي المهدي فأرسل إلى المدينة مصحفا يحل محل مصحف الحجاج. ومن الواضح في نسخة مصحف صنعاء أن النص الأصلي وهو نص عبد الملك قد تم محوه وكتب فوقه النص الجديد. وفي منتصف القرن العاشر الميلادي انتهى الجدل والتنقيح واعتمد النص النهائي المتداول الآن.
ومع أن المسلمين يجادلون بقوة أن القرآن في الأصل وضع باللغة العربية إلا أن الدراسة المتعمقة لبنيته تؤكد الآن انه نص مترجم وليس أصيلا. وفي القرآن نفسه ثمة آيات عديدة تشير إلى هذه الترجمة أو فسرت على أنها إشارة للترجمة. من هذه الآيات:
فإنما يسرناه بلسانك، وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا،
قرآنا عربيا غير ذي عوج، فصلت آياته قرآنا عربيا
ماذا يعني أن يقول القرآن إن مضمونه موجود في كتب أخرى؟ إن هذا بحسب محمد علي عبد الجليل في مقالة له بعنوان الألفاظ الأعجمية في القرآن يعني حكما أن القرآن مقتبس من تلك الكتب. فإن كانت لغة هذا الكتاب الجديد تختلف عن لغة الكتب السابقة المقتبس منها فهذا يعني بالأكيد أن هذا الكتاب الجديد هو ترجمة من تلك الكتب. فهو يقول: ولقد صرفنا وبينا وفصلنا وما شابه ذلك يعني التحويل من شكل لغوي إلى شكل آخر. كما أن عدم استبعاد المفسرين لفكرة أن ثمة كلمات في القرآن قد أخذت من الكتب السابقة يعني منطقيا إمكانية أن يكون القرآن كله أو كثير منه قد أخذ من غيره. ولا يمكن الأخذ من تلك الكتب إلا بطريق النقل أي الترجمة لان الكتب المقدسة السابقة لم تكن بالعربية مما يفترض وجود مترجمين قاموا بعملية النقل إلى العربية.
في كتابه قراءة سريانية آرامية للقرآن يرى لوكسنبرغ أن القرآن المكي على الأغلب اعتمد على نصوص سريانية كانت تستخدم في الطقوس الكنسية بما فيها كلمة القرآن التي كانت القريانة أي كتاب القراءات الكنسية.
يرى لوكسنبرغ ويؤكد بشدة أن القرآن ترجمة عن نص سرياني وبهذا يمكن حل معضلات كبيرة في النص القرآني. فالتفصيل بحسب مفهوم القرآن يعني أمرين: أولهما يعني تعريبا ونقلا من لغة إلى لغة ليدرك السامعون مضمونه ويعملون بموجبه. ولو جعلناه كتابا أعجميا (كما هو الكتاب العبراني) لقالوا لولا فصلت آياته. فأكد لهم أن الكتاب نقل إلى العربية بواسطة خبير حكيم. فهو كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن خبير حكيم.
يقول التقليد الإسلامي أن الرواية الشفهية هي التي حفظت لنا القرآن بشكله المتماسك لكن ذلك الشكل تراجع بعد تدوينه. فهل كانت لغة القرآن عند ترجمته الأولى أكثر صفاء مما هو النص الذي وصلنا؟ سؤال يمس مصداقية الرواية الشفهية التي نقلت إلينا القرآن. وربما كانت كل الإشارات إلى عربية القرآن أضيفت بعد الترجمة لإبعاد الشبهة عن الأصل الآرامي له.
عندما يقول القرآن: بلسان عربي مبين فهذا لا يعني الفصاحة العربية التي نعرفها اليوم بل يقصد بها لسان العرب ليميزها عن لغة غير العرب الذين كانوا بين ظهرانيهم. ولذا فإن مقولة لوكسنبرغ بان النص القرآني كتب أولا بالآرامية ثم ترجم ولو ترجمة غير دقيقة تبدو معقولة. واستنادا إلى هذه المقولة فإن بعض الآيات الغامضة باللغة العربية يمكن أن تفهم إذا قرأت بلغتها الأصلية وهي السريانية. لا يقول لوكسنبرغ أن القرآن كله كان مكتوبا باللغة الآرامية ولكن برأيه فإن الذي كتبه كان يفكر بالطريقة السريانية ويكتب باللغة العربية.
والقرآن في رأي لوكسنبرغ كان أول محاولة في التعبير الذاتي باللغة العربية في ذلك الوقت حيث لم يكن هناك أي نموذج للغة المكتوبة. والذين بدأوا استخدام اللغة العربية استدعوا عناصر اللغة التي كانوا يستخدمونها في الحوار المتحضر ويمكن الافتراض أن تلك اللغة كانت الآرامية وليست العربية. ولذلك فالعربية القرآنية يمكن أن تظهر كمزيج من العربية والآرامية أراد كتبة القرآن أن يخلقوا لغة مشتركة مفهومة ومقبولة لأكبر عدد ممكن من الناس.
في النص القرآني نجد كثيرا من الكلمات الغامضة أو من أصل غير عربي. وعدم فهم معاصري القرآن لها يدل على أنها ليست من لغتهم بل مقترضة من لغات وثقافات أخرى. ووجود كلمات غامضة يظهر أن القرآن مترجم من ثقافات مهيمنة إلى ثقافات خاضعة محلية وناشئة. والقرآن لذلك مترجم بطريقة الترجمة النازلة من لغة قوية إلى لغة ضعيفة. لذلك كان تحرير النسخة النهائية من القرآن ضعيفا ومواضيعه مرتبة بشكل فوضوي. وهذا مما يؤكد تطور القرآن عبر عشرات أو مئات من السنين.
الكلمات الغامضة غير المفهومة في القرآن هي كلمات سريانية عجز منقحو القرآن في القرنين الثامن والتاسع من فهمها على حقيقتها فاجتهدوا فيها بطريقة أساءت فهمها الأجيال اللاحقة. فأي كلمة تبدو غير معقولة بالعربية لا بد أنها سريانية ويجب البحث عنها في اللغة السريانية. واستنادا إلى نسخ قديمة من القرآن تظهر أن جزء من هذا الكتاب مأخوذ من نصوص نصرانية آرامية كانت موجودة سابقا تبين أن تلك النصوص أسئ فهمها بعد أن أسئ ترجمتها من قبل العلماء المسلمين الذين جاؤوا بعد تلك المرحلة وساهموا في إعداد القرآن المتداول بين أيدي الناس الآن. وقد كان مترجم القرآن على ما يبدو إذا ما واجهته كلمة لم يعرف ترجمتها يقربها إلى أقرب صيغة لها بلغة العرب فيستخدمها ويكمل عمله.
يبدو من أسلوب القرآن أن من ترجمه نقل المعنى بتصرف مع الاحتفاظ بآثار النص المصدِر لكي يعطي للنص قيمة وهمية. وهي ترجمة بالمعنى يسميها الخبراء: التكافؤ الديناميكي. وقد جمع مترجمو القرآن بين التكافؤ الديناميكي (أي ترجمة المعنى بتصرف في قالب عربي) وبين الترجمة المصدرية النازلة. فبدت فيه عبارات واضحة وعبارات وكلمات غير واضحة احتار في ترجمتها كبار اللغويين والمفسرين فظهرت فيه آيات بينات وآيات متشابهات.
أخيرا ورد في طبقات ابن سعد منسوبا إلى زيد بن ثابت الذي تقول الرواية الإسلامية انه أشرف على جمع القرآن قوله: قال لي رسول الله انه يأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها أحد فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية أو قال السريانية فقلت نعم فتعلمتها في سبع عشرة ليلة.
تاريخ الإسلام المبكر 10 الأصل والصورة
إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى
كثيرون بحثوا في أصول القرآن وأصول ما يرويه من قصص وأحداث وروايات عن أنبياء وشخصيات عرفتها البشرية في العصور الغابرة وكذلك في الديانات السابقة. ونشر الدكتور كامل النجار بحثا مستفيضا بعنوان: الإسلام نسخة منتحلة من اليهودية وفي هذا البحث أوضح النجار أصل الأفكار الإسلامية ومصادرها في اليهودية سواء في التوراة أو التلمود أو غيرها من الكتب غير القانونية. ونشر إبراهيم جركس في الحوار المتمدن مقالات تحت عنوان مصادر القران بحث في مصادر الإسلام مترجمة عن غولدساك. وهناك كتاب سنكلير تسدال مصادر الإسلام، وكتاب جون سي بلير بعنوان: مصادر الإسلام. بالإضافة إلى عشرات المقالات التي تتحدث عن الأصول المختلفة للإسلام والقرآن. لكن كل تلك الدراسات والأبحاث تنسب الفضل في جمع تلك المواد من مصادرها ووضعها في منظومة دينية إلى النبي محمد على أساس انه شخصية تاريخية حقيقية قامت بكل ذلك العمل المنسوب إليه وينسبه المسلمون إلى الوحي.
ولكن بما أن مسالة الوحي مستبعدة كليا وكذلك شخصية محمد نفسها فان المصادر المشار إليها في تلك الكتب والدراسات وان كانت صحيحة إلا أن من جمعها هم الذين جمعوا القرآن في المرة الأولى ومن بعدهم من نقحوه وهذبوه وأضافوا عليه وحذفوا منه إلى أن استقر الوضع على النسخة التي يتداولها الناس الآن.
الكاتب السوري نبيل فياض يؤكد في كل كتاباته إن الإسلام أكثر من مجرد يهودية تلمودية. ويقول انه تم اخذ الكثير من قصص التلمود “ترجوم يوناثان” خصوصا القصص المتعلقة باليهود والذين سمعوا هذه القصص اعتقدوا أنها موجودة في التوراة ومن هنا كان التأكيد على ضرورة التأكد من القرآن بالعودة إلى أهل الذكر.
من اجل إقناع الناس بالكتاب الجديد تمت نسبته إلى الوحي والتنزيل. فقد وصف بأنه منزل كما نزلت الوصايا على موسى بالنص. ويحتج البعض بأنه لو كان القرآن صنعة بشرية لكان قد مجد أم محمد ولم يمجد أم المسيح. ولكن حيث أنه يمجد مريم أم عيسى ويرفعها فوق جميع نساء العالمين فهذه حجة يستخدمها المدافعون عن فكرة التنزيل محاولين إثبات أنه من عند الله. لكن فات هؤلاء أن تنزيه مريم أم يسوع ورفع مكانتها ناجم أصلا عن أن النص من البداية كان نصا نصرانيا وكان النصارى يجلون مريم ويصفونها حتى اليوم بأنها معونة النصارى.
ما هي المصادر التي اعتمد عليها واضعو القرآن من أجل إنجاز مهمتهم في كتاب يكون مرجعا دينيا لهؤلاء المؤمنين يجمعهم في إيمان واحد؟ فالمعتقدات التي تنسب إلى الإسلام الآن كانت شائعة جدا في الوسط الديني في القرن السابع. ثمة بعض الكتب التي تحدثت عن أصول القرآن أبرزها كتاب تسدل: مصادر القرآن، من بعض تلك المصادر: الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وكتب الأناجيل المنحولة والإنجيل العربي والعبراني وكتب النصارى والأبيونيين وكتب الأبوكريفا.
تنقل كتب التراث في بعض الأحيان قصصا وأقاويل تعطي تلميحات وقد لا تكون حقيقية ولكن ريما اخترعت خصيصا لإعطاء تلك التلميحات. فهل كانوا يتعمدون ذلك؟ ينسب إلى كتب التراث قولها إن النضر بن الحارث كان يعير “محمدا” بانه ناقل أقوال الفرس ولم يأخذ من الوحي شيئا. فقصص الفرس كانت منتشرة في البلاد العربية أيضا وكان النضر بن الحارث يحدث الناس بقصص الفرس ويقول “وما محمد بأحسن حديثا مني”.
من أكثر الكتب التي أخذ منها لإعداد القرآن العهد القديم وأبرز الفصول التي اعتمد عليها كان سفرا التكوين والخروج. ويرى البعض إن القرآن ما هو إلا القراءة العربية للكتاب العبراني نقلت أخباره وفصلت بلسان عربي مبين ليدركها العرب ويؤمنوا بها. وفي كتاب آخر يتساءل أبو موسى الحريري إذا كان قسم من القرآن سابقا على عصر محمد كما يقول البعض من الباحثين فما هو هذا القسم؟ ومن كتبه؟ وهل من دليل عليه ومرجع؟ وإذا ثبت ذلك أيكون القرآن نقلا أو ترجمة لذلك الكتاب؟ ما هو مدى مطابقة هذه الترجمة للأصل؟ وما هي اللغة الأصلية؟ ومن وضعه بلسان عربي مبين في حال كان الأصل بلغة أعجمية.
أما ونزبرو فيرى انه لا توجد أصول عربية للقرآن. ويشكك في الشعر العربي ويرى انه اخترع من أجل تبرير عروبة القرآن. أي أن إثبات عروبة شعراء الجاهلية تبرر عروبة النص القرآني وتخلق لغة عربية بأثر رجعي.
نرى في النص القرآني حديثا مبهما عن آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات. وعندما يتحدث القرآن عما يسميه أم الكتاب فهل يقصد الكتاب المقدس؟ أم يقصد كتابا آخر كان عند النصارى؟ فهل الآيات المحكمات هن الآيات المطابقة تمام الانطباق مع آيات الكتاب المقدس (أي ترجمة كاملة ودقيقة) والمتشابهات هن الآيات التي تمت ترجمتها بتصرف؟ لقد تتبع البعض هذه المسألة ووضعوا جداول بالآيات التي تشبه إلى حد التطابق آيات الكتاب المقدس. ومن القصص التي اعتمد فيها القرآن على الكتاب المقدس وخصوصا العهد القديم منه: قصة الخلق، قايين وهابيل، قصة نوح، قصة إبراهيم، قصة موسى وهارون، قصة السامري وقوم موسى، قصة سليمان، وقصص غيرها كثيرة.
من المعروف أن هناك فئة من الأناجيل تناولت خصوصا ما سكتت عنه الأناجيل القانونية: تحدثت عن أصل يسوع ومولده وطفولته والظروف العجيبة التي أحاطت بمولده ورافقت سني طفولته وبعضها يشير إلى ألوهية الطفل وبتولية مريم قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة ومن أبرزها إنجيل يعقوب وإنجيل الطفولة بالعربية والإنجيل المنسوب إلى متى وإنجيل توماس الإسرائيلي المسمى إنجيل توما.
هناك مصادر أخرى اعتمد عليها القرآن من أجل تفنيد عقائد المسيحية الهللينية. سادت في منطقة الهلال الخصيب بعض الأفكار الغنوصية وانتشرت تعاليم باسيليدس الذي كان ينكر موت المسيح على الصليب. كما انه ينكر تألم المسيح وعلم بأن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب لمسافة ما في طريق الآلام كان قد حمل شبهة يسوع الذي وقف جانبا يضحك بينما الرومان يصلبون القيرواني. ومن هذا المصدر نفسه أخذ واضعو القرآن قصة رفع يسوع. من هنا مصدر القرآن بقصة الشبه وإنكار الصلب والرفع إلى السماء.
كانت هناك قصص أخرى منتشرة اعتمد عليها واضعو القرآن مصدرها كتاب منحول بعنوان: رحلات الرسل. في هذا الكتاب أن يسوع لم يصلب وان أحد الذين ألقى عليهم شبهته هو الذي صلب.
لقد حرم القرآن العديد من الأطعمة والممارسات والطقوس لكن هذا التحريم مصدره ما كان سائدا بين النصارى. فالكتاب قام بتثبيت تلك المحرمات وإضافتها إليه ضمن خطته الشمولية. من بين تلك المحرمات: النفور من الأصنام، تحريم ذبائح الأصنام، تحريم الربا، تحريم الخمر، تحريم الزنا، قطع يد السابق، تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير. وشدد من ناحية ثانية وعظم بعض الممارسات التي كانت شرطا للإيمان. وقد رأينا أن بعضها كان محل خلاف بين رسل المسيح لأنها كانت في نظر بولس مجرد شكليات ليس لها تأثير في الإيمان الحق. من ذلك الصوم على الطريقة اليهودية، والختان، والغسل من الجنابة. أما بالنسبة للأساسيات فكان أهمها التوحيد والإيمان بالبعث والحساب.
كانت هناك أصول وثنية أضافها واضعو القرآن وجمعوها مما كان سائدا في ذلك العصر بمنطقة الشام. يرد ابن الوراق كثيرا من الطقوس التي ثبتها القرآن ومن ثم الإسلام إلى أصول وثنية ويهودية وزرادشتية ومسيحية. فالكتب القديمة والأناجيل المنحولة وكتابات الهرطقات وأساطير الشعوب كلها مدونة الآن ومتوفرة للتدقيق والمضاهاة. فقصة ولادة يسوع مصدرها إنجيل الطفولة، فتيان قصة أهل الكهف من كتاب قصة الشهداء. وقصة مريم وزكريا من كتاب أبينا العجوز المقدس والنجار. أما أسطورة ناقة صالح فهي معروفة عند العرب الأقدمين وكذلك قصة تحول بعض اليهود إلى خنازير فهي أسطورة شعبية كانت متداولة. وإذا أردنا ملاحقة القصص القرآني كلها وتحديد مصادرها فالمسألة سهلة وهينة. وقد قام كثيرون بهذه المهمة ووضعوا جداول بمضاهاة آيات القرآن وآيات الكتاب المقدس فيما يتعلق بالنقل المباشر للنصوص. أما بالنسبة للأساطير والقصص الشعبي التي أضيفت إلى النص فقد وضعت فيها جداول أخرى للمضاهاة والمقارنة.
وفي الموروث الإسلامي ما ينسب إلى أبي هريرة من أقوال تشير بصورة أو بأخرى إلى مصادر القرآن. فينسب إليه قوله: كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام. وروي عن كعب الأحبار وكان يهوديا أسلم انه كان يجلس في المسجد وبين يديه القرآن والتوراة فكان يقرأ القرآن ويفسره بالتوراة.
أما الشعر فقد رأى البعض أن واضعي القرآن اخذوا من أشعار القدماء. ومع أن الشعر القديم مشكوك فيه وبشخوصه إلا أن الشعر نفسه ثابت وموجود مع انه منحول في العصور المتأخرة. وربما عاش واضعو القرآن وواضعو الشعر القديم في فترة متقاربة فاخذوا من بعض بدون إحراج. من هنا التشابه الكبير بين كثير من آيات القرآن وأبيات الشعر العربي. من هذا النقل على وجه الخصوص ما يقال انه منقول عن أمية بن أبي الصلت، أو امرؤ القيس، وربما غيرهما أيضا. ولكن هنا يبرز تساؤل يتعلق بالأشعار المنسوبة للجاهلية. حيث أن ثمة تشابها بينها وبين بعض آيات القرآن فربما كانت تلك الأشعار أيضا مترجمة من حيث أفكارها عن السريانية. أي أن تلك الترانيم ترجمت وسارت في اتجاهين: الأشعار والقرآن. إلى درجة أن بعض السور القصيرة تبدو وكأنها مثل الشعر من حيث ترتيبها وموسيقاها.
يتحدث كتاب النقد الكتابي للقرآن وهو من تأليف شاكر فضل الله النعماني عما يسميه تطور النص القرآني. وفيه جداول يثبت فيها مصادر القصص التي أخذها القرآن أو على الأصح واضعو القرآن من مصادر معروفة. ويصنف النعماني تلك المصادر إلى أربعة أبواب رئيسية وهي: المصادر اليهودية، والمصادر المسيحية (والنصرانية) والمصادر الفارسية وكذلك الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وفي هذا الكتاب تفاصيل مذهلة موضحة لكل قصة قرآنية ومكانها في المصادر الأخرى.
لا ننسى أن القرآن نفسه يشير ولو بشكل غير مباشر إلى مصادره. فما معنى أن يثبت فيه قوله: ومن قبله كتاب موسى إماما، وهذا ذكر من معي وذكر من قبلي، مصدقا لما بين يدي، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا، وأنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، إن هذا لفي الصحف الأولى، ومصدقا لما بين يدي من التوراة.
من المعروف أن القرآن يقسم إلى مكي ومدني. فالمكي بحسب الموروث الإسلامي التقليدي هو ما نزل بالوحي في الفترة المكية قبل الهجرة إلى المدينة المنورة يثرب وقد استمرت بحسب التقليد ثلاث عشرة سنة. أما القرآن المدني فهو ما نزل في المدينة بعد الهجرة. من الملاحظ أن النص المكي يبدو تبشيريا ومسالما يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة محاولا إقناع الناس بقبوله من دون محاولة فرضه بالقوة والإكراه. وعلى العكس من هذا ما يعرف بالقرآن المدني. فهو عنيف وعدواني ويدعو للتوسع والهيمنة وفيه تشريعات قاسية وخصوصا ما يتعلق منها بالجهاد وفرض الجزية والأحكام القاسية على المخالفين.
تفسير هذا التناقض ليس سهلا ولا مستحيلا لكنه ممكن عند إمعان النظر في الأصول والتدقيق في النص وكيفية وضعه. لذلك يبدو النص المكي إعادة كتابة للأدب السرياني الذي كان منتشرا في الشام وكذلك النقل عن المصادر التي تم التنويه عنها. فقد تمت الإشارة من قبل إلى أن القرآن هو نصوص قراءات طقسية وليتورجية كتبت في الأصل بالسريانية قبل أن تترجم إلى ما عرف بالقرآن العربي بعد استكمال بناء الدولة وتوسعها إلى دولة إمبريالية مترامية الأطراف. لم يكتب القرآن كله في مرحلة واحدة. وقد أضيف إليه في أوقات تالية نصوص أخرى. لكن المادة الأولى كانت تلك التي كتبت بالسريانية وأخذت عن العهدين القديم والجديد والقصص التوراتي والأسطورة. أما المادة الأخرى التي تنسب إلى فترة المدينة وهي المادة القاسية فتبدو أحيانا على شكل تعليمات وأوامر وتشريعات وتفسيرات فقهية. وبعضها أشبه ما يكون ببيان رسمي من زعيم حربي أو ملك. ويرى مرغليوث في كتابه القرآن أن سورة التوبة على سبيل المثال هي في الواقع أشبه ما تكون ببيان أرسله “محمد” إلى مكة قبل فتحها. ولكن إذا ما نقلنا الحدث إلى زمانه الحقيقي أي ما بعد الزمن الافتراضي لمحمد فيمكن أن تكون سورة التوبة هي بيان الفتح من عبد الملك بن مروان إلى مكة بزعامة ابن الزبير. ومع معرفتنا بما تمت إضافته إلى القرآن في أوقات لاحقة أي في العصر العباسي حيث تم ختم القرآن بنسخته النهائية، سنجد أن ثمة آيات تشتم أجداد عبد الملك من زعماء الأمويين وتصف جده بالمحتال وفي الوقت نفسه يصف خصومه الهاشميين بالمصطفين الأخيار. ولان العباسيين أقرب إلى الهاشميين فقد مدحوا الهاشميين في القرآن ومجدوهم وجعلوا محمدا واحدا منهم مع أن نص القرآن الآن فيه شتم لأحد أعمام محمد.
إذا كان القرآن انتسب للكتاب الذي قبله وأخذ من مصادر مسيحية ويهودية ونصوص الليتورجية السريانية فلماذا لم يأخذ اسم الإله كما هو في الكتاب؟ لماذا ترجم واضعو القرآن اسم الإله العبراني يهوه، واسم الإله الآرامي الوها، إلى الإسم العربي: الله.
السبب الممكن لهذا الاختلاف والتناقض هو رغبة واضعي القرآن في جذب الأعراب الذين كانوا يعبدون الله ويطلقون اسمه على أكبر أصنامهم. فعندما انتصر عبد الملك على ابن الزبير وتم ضم الجزيرة العربية إلى مملكة الأمويين وبدأت عملية ترجمة النص إلى لغة الأعراب تم اعتماد اسم الله العربي الذي كان مبجلا عند أولئك الأعراب. يعبدونه ويسمون أبناءهم بالانتساب إليه. وهذا الله ليس اسم عام يعني الإله الحقيقي بل هو اسم وثن كان يعبد من قبل العرب قبل الإسلام. ولم يأت هذا الإسم من الكتاب المقدس بل من الصابئة الذين كانوا يعبدون إله القمر المعروف بهذا الإسم. وانتشرت عبادة إله القمر في جنوب سوريا والعراق وشمال الحجاز. وهي المنطقة التي بدا فيها القرآن ومن ثم الإسلام. من هنا اتخذ الإسلام هلال القمر شعارا له. كانت قريش بحسب الموروث أكبر قبيلة عربية وكانت تعبد الله إله القمر ومن أجل استرضائها وضمها إلى مملكة عبد الملك اضطر إلى اعتماد اسم إلهها وتعميمه لكي يقنع القبيلة بالانضمام إلى الدين الجديد الذي أسسه. ولأن قريش كانت ملتزمة بالله وبناته الثلاث: اللات والعزى ومناة. وكان العرب يصلون لها وأصنامها في الكعبة يصلون باتجاهها. فكان تبني اسم الله كاله والكعبة قبلة للصلاة الأمر الذي سهل كثيرا ضم الجزيرة العربية إلى المملكة العربية.
تاريخ الإسلام المبكر 11 المسيح والمسيحية في القرآن
جدل تفنيد قطيعة
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم
إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا
يبدو الإسلام في صورته الحالية وكأنه مجرد مقارعة للمسيحية ومناكفة لها. أشبه ما يكون بالمذهب المنشق الذي يصبح همه وهدفه مقارعة المذهب الأم. وهذا شيء مفهوم بالاستناد إلى ما تم تفصيله حتى الآن. فالإسلام هو المسيحية الشرقية أي النصرانية المناهضة للمسيحية الهللينية. فيكون بذلك عبارة عن مسيحية أو يهودية منزوعة الألوهية مفتقدة للكهنوت لا تعرف معنى المسح ولا الخلاص. ولذا فإن شخصية المسيح اللاهوتية مفتقدة في الإسلام. والسبب أن الإسلام دين بسيط مفرغ من اللاهوت والفلسفة والروحانيات ولم يكن سوى إطار عام لفكرة دينية. ولذا فالإسلام ينكر اشد الإنكار كلا من بنوة المسيح لله، والثالوث والصلب والقيامة وبالتالي ينكر التجسد والفداء. أي انه لا يؤمن بفكرة الخلاص المسيحي أو بالأحرى فكرة الخلاص فكرة لا وجود لها في الإسلام. وبذلك يتماهى الإسلام مع النصرانية الشرقية.
لقد تم إدخال الفكرة المسيحانية أي الحاجة إلى قدوة مختارة تكون مركز الدين الجديد، أن يكون هناك نبي عربي نظير لأنبياء المسيحية واليهودية الذي يوحد العرب في أمة واحدة دينيا وقوميا. وقد كان عبد الملك هو من فعل ذلك. لكن الإسلام أخذ من المسيحية كل ما هو بسيط وسهل وترك كل ما هو صعب ومعقد ولذلك فإن البساطة هي كلمة السر في الإسلام. وهذا امر مغر جدا ليتبعه العرب. وهؤلاء العرب لم يكونوا أصحاب شعور ديني عميق أصلا ولم تكن ثقافتهم الدينية متأصلة فيهم. وهذا ما جعل البعض يطلق على الإسلام وصف المسيحية المنزوعة اللاهوت.
وإذا كان المسيح اللاهوتي مفقودا في القرآن فإن المسيح النبي الإنسان موجود بكثرة. وعديدة هي الآيات التي تذكر بشرية يسوع وتنكر لاهوته وترفض التجسد والفداء وبالتالي تنكر الصلب والقيامة كما تبين آيات كثيرة في هذا الصدد. ومع ذلك يتمتع يسوع المسيح في القرآن بمرتبة خاصة جدا تفوق مرتبة محمد الذي يفترض انه الشخصية المركزية في القرآن لكنه ليس كذلك فالمسيح هو الشخصية المركزية في القرآن. فقد جعل المسيح فوق كل الأنبياء وهو الوحيد بينهم بدون آثام والوحيد بينهم الذي يمكن أن يشفع والوحيد الذي سيعود حيا آخر الزمان. وهو الوحيد المولود من عذراء والوحيد الذي رفع إلى السماء والوحيد الذي أيده الله بالمعجزات والوحيد الذي اعتبره القرآن آية للعالمين وقد جعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.
المسيح في القرآن هو عيسى بن مريم بشر سوي ولد كسائر الناس وخلقه الله كما خلق آدم من تراب وان كان ذلك بطريقة معجزة. وهو في النصرانية أيضا يسوع بن مريم وبشر بين البشر ولد كسائر الناس وخلق مثل آدم من تراب ولكن بطريقة معجزة.
بالنظر إلى آيات القرآن نجد أن المسيح نبي مرسل من أولي العزم من غير آثام ومولود من عذراء وسينزل يوم القيامة ليحكم بين الناس ومع ذلك ينكر القرآن ألوهيته. ويفصل القرآن قضية المسيح في ثلاث سور رئيسية وهي: آل عمران والمائدة ومريم. أكثر ما ينكره القرآن من المسيح صلبه وموته وقيامته. يرفض الإسلام فكرة الصلب ويدعو إلى فكرة الشبه حيث أن الله أنقذ مسيحه بأن القى شبهته على غيره ليصلب نيابة عنه وينجو المسيح ويرفع إلى السماء. وقد رأينا في مكان سابق أن فكرة الشبه كانت بدعة انتشرت بين النصارى وتطورت إلى ما نقله القرآن عن مسالة الصلب. أي انه ينكر الفداء وهنا مكمن الفكرة الأساسية التي من أجلها انفصل النصارى عن المسيحيين وتطورت عقيدتهم فيما بعد.
إذا تتبعنا كل ما جاء عن عيسى / يسوع في الفكر القرآني عن ميلاده وعن حياته ومعجزاته وإنكار ألوهيته فإن كل ما ذكره القرآن على انه وحي إلهي ما هو إلا تلخيص وإيجاز وانتقاء لعقائد مهرطقة سبقت الإسلام بقرون. وخلال تلك القرون ظهرت عقائد مختلفة ومتعددة اختلفت مع بعضها البعض كما اختلفت مع المسيحية الأم.
عندما تبلورت النصرانية وقام عبد الملك بن مروان بجمع كتابها شدد كثيرا على النصوص التي تدعم فكرة بشرية يسوع المسيح. ونعى على المسيحية الهللينية التي يدعو اتباعها بأنهم أهل الكتاب، ينعى عليها إيمانها بألوهية المسيح ودعاها إلى كلمة سواء، إلى التوحيد الخالص على الطريقة الموسوية. وكان النصارى يرون في تأليه المسيح كما نص عليه قانون الإيمان النيقاوي مسالة أقرب إلى الكفر. وقد قالوا ذلك صراحة في القرآن. فالقرآن ليس فقط مجاميع نصوص من الكتاب المقدس وغيره من الكتب المنحولة بل أيضا فيه نصوص عقائد نصرانية وما يبدو ردا عقائديا على مجمع نيقية. فالقانون النيقاوي يقر أن المسيح هو ابن الله الوحيد، المولود من الآب، إله من إله، المساوي لله في الجوهرـ الذي نزل من السماء وتجسد وصلب ومات وقبر وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وسوف يأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات. لم تقبل النصرانية من هذا النص سوى أن المسيح صعد إلى السماء وسياتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات. في أكثر من مكان في النص القرآني تتم مناهضة هذه الأفكار. لقد تم إثبات رد النصرانية على قانون الإيمان النيقاوي في آيات متفرقات في قريانة عبد الملك التي صارت القرآن. آيات تزيد كلماتها على أكثر من ثلاثمئة كلمة. أبرزها ما جاء في سورة الإخلاص. سورة الإخلاص قصيرة من أربع آيات لكنها واضحة جدا مختصرة ومباشرة في الرد على فكرة الألوهية والولادة. قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. وثمة آيات كثيرة متناثرة في قريانة عبد الملك جمعت من كتب النصارى وردودهم لمواجهة المسيحية الهللينية التي أقرت ألوهية المسيح وبنوته لله ومساواته له في الجوهر. هذا هو جوهر القرآن وجوهر الإسلام: نصرانية يهودية معادية للمسيحية الهللينية تؤمن بالمسيح نبيا بشرا وتقيم التوراة والناموس على شريعة موسى والنبيين. وقد كان رأي النصارى الأبيونيين في ردهم على مقررات نيقية أن المسيح ليس مولودا من الله الآب، بل مخلوقا وهو أحد رؤساء الملائكة المالك عليهم.
يشار إلى يسوع في القرآن بتسعين آية موزعة على خمس عشرة سورة لكن مع هذا ينفي القرآن عن يسوع صفة المخلص والرب. فالقرآن يضع معايير محددة للنبوة ويطبقها على يسوع كنبي. وهو يتعامل مع يسوع على انه شخصية مهمة جدا ويعطيه الكثير من الأوصاف التكريمية ويسميه آية، ورحمة، وشاهد، ومثل، وشخص من المقربين ويصفه بانه المسيح ابن مريم رسول ونبي وعبد الله وكلمته وروح منه لم يلوث بالإثم وليس مضطرا لطلب المغفرة.
في إنكار الألوهية عن يسوع يتفق القرآن مع النصرانية اتفاقا كاملا. ويختلف بذلك عن المسيحية اختلافا تاما. وبسبب ذلك الاتفاق قيل إن الإسلام هو النصرانية الشرقية، وبسبب الاختلاف مع المسيحية الهللينية قيل إن الإسلام هو دين التوحيد الخالص. ولأن قريانة عبد الملك ليست فقط مجرد نصوص مجمعة بل أضيف إليها رسائل ومجادلات من قبل اكليروس عبد الملك نجد فيه نصوصا من مثل: يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق. فأهل الكتاب هم المسيحيون أصحاب التأليه والتثليث. يسمون باهل الكتاب لان كتابهم بأيديهم معروف مسبقا ومحدد ولم يكن في طور الإعداد كما هو كتاب النصارى. بالتأكيد هذه الرسالة النصرانية إلى أهل الكتاب لا تعنى اليهود. وبالتالي فإن وصف أهل الكتاب لا يقصد به اليهود والنصارى كما تقول المرويات الإسلامية بل هو وصف المسيحيين الذين يتبعون المسيحية الهللينية. ولتأكيد ذلك فإنه يدعوهم لإقامة التوراة والإنجيل معا قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل (المائدة). فاليهود يقيمون التوراة وحدها ولما قامت منهم أمة تقيم التوراة والإنجيل معا كانت أمة النصارى. وبقي المسيحيون وحدهم الذين يقيمون الإنجيل من دون التوراة فدعوتهم لإقامة التوراة والإنجيل معا يؤكد أن هؤلاء هم أهل الكتاب وليس غيرهم. لذلك يطالبهم شيوخ النصارى بالتخلي عن تأليه المسيح والتخلي عن بنوته لله لأن العقلية الشرقية المتأثرة بالعقيدة اليهودية والتوحيد العبراني الخالص يجعل من الصعوبة بمكان هضم فكرة الثالوث وتقبل فكرة التجسد. ولان النصارى كانوا يلتزمون شريعة موسى والناموس ولان اليهود لم يتقبلوا المسيح الإله بل ورفضوا مجرد الاعتراف بنبوته كان موقف النصارى مماثل لموقف اليهود من المسيحية الهللينية وكانوا البوق الذي استخدمه اليهود لمحاربتها.
النصارى في الإسلام هم الذين امنوا وعملوا الصالحات وأولئك هم خير البرية. امنوا بعيسى بن مريم على انه نبي جاء ليكمل ناموس موسى وكانوا يقيمون التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم. هم أمة وسطا، أمة مقتصدة في عقيدتها. لا تظلم حق عيسى مثل اليهود فتعتبره إنسانا عاديا، وهي لا تغلو فيه مثل المسيحيين فتعتبره إلها أو ابن إله. هؤلاء النصارى جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه.
لقد ورد اسم عيسى في القرآن خمسة وعشرين مرة بصفة عيسى بن مريم وذكر باسم المسيح ثماني مرات وبصفة كلمة الله مرتين وبصفته روح الله ذكر مرة واحدة وذكر خمس مرات ملحقا باسم موسى.
ربما كان للصراع المسيحي اليهودي تأثير على تسمية يسوع في القرآن. فالقرآن يسميه عيسى وهذه معضلة من غير الواضح سببها وأصلها. ومع ذلك يمكن تقدير تلك الأسباب. فهذا الإسم قد يكون تحريفا لاسم يشوع السرياني أو لأغراض القافية ليكتمل السجع مع اسم موسى. وربما كان اسم الازدراء الذي استخدمه اليهود لوصف يسوع باستحضار اسم عيسو الذي باع بكوريته ليعقوب ونال غضب أبيه اسحق. فاليهود هم الذين حرفوا اسم يسوع ليصبح عيسى أو عيسو. وقد أخذها النصارى العرب دون أي نظر منهم في القصد اليهودي الخفي المناهض ليسوع المسيح.
الاختلاف بين النصرانية والمسيحية يتعلق بيسوع المسيح: حقيقة هويته وسبب قدومه للعالم. على الدوام كان ينظر إلى النصرانية على أنها بدعة وهرطقة ومسيحية منشقة عن الكنيسة الأم. وعندما بدأت تلك الهرطقة تأخذ شكل دين جديد لم يأخذ المسيحيون الأمر بالجدية الكافية. فالقديس يوحنا الدمشقي كان يعتقد انهم إسماعيليون لم يفهموا الكتاب المقدس. كان يوحنا الدمشقي واسع الاطلاع على تفاصيل النصرانية عندما بدأت تتبلور على شكل دين جديد وإن لم يرها كذلك. وهو لم يذكرها باسم الإسلام ولا باسم النصرانية، لكنه وصفها بأنها هرطقة الإسماعيليين ووصفها بالعتمة الروحية المليئة بالخزعبلات المضللة. لم يخطر ليوحنا الدمشقي أن الإسلام دين مختلف. وما دام أن لاهوتيا كبيرا في قامة يوحنا الدمشقي ظن واعتقد أن الإسلام المحمدي شكل من أشكال المسيحية المهرطقة فليس غريبا انتشار هذا الدين بتلك السرعة التي انتشر فيها.
كان النصارى في بداية توحيدهم وتكتلهم بزعامة الأمويين يتوددون لأهل الكتاب من المسيحيين وكانت العلاقة معهم ودودة وإيجابية وكانوا يصفوهم بالمؤمنين. من هنا كانت تلك الآية التي تفرق بين المسيحيين واليهود في العلاقة مع النصارى. تقول الآية: لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا… وكأنهم يريدون إفهامهم أن من بين النصارى رهبان وقسيسين مثل المسيحيين تماما وانهم يودونهم ويحبونهم. كذلك ثمة آية أخرى تتودد للمسيحين أهل الكتاب وتفرق بينهم وبين اليهود: من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين. ولكن عندما لم تجدي هذه الوسائل تحول الجدل إلى تفنيد ومن ثم صار قطيعة شبه تامة ثم قطيعة كاملة وصراع مسلح بعد اكتمال الدولة وتوسعها.
الآيات القرآنية التي ترد على قانون الإيمان النيقاوي
قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. (الإخلاص)
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم (النساء 157)
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد (النساء 171)
لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبرهم فسيحشرهم إليه جميعا (النساء 172)
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار (المائدة 72)
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد (المائدة 74)
ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل (المائدة 75)
قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكن غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل (المائدة 77)
إذ قال الله يا عيسى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله (المائدة 116)
ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه (مريم 35)
قالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن ادعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا (مريم 90-92)
وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا لوم يكن له شريك في الملك (الإسراء 111)
الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك (الفرقان 2)
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه (البقرة 116)
بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة (الأنعام 101)
قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه (يونس 68)
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا (الكهف 4)
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون (الأنبياء 26)
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون (المؤمنون 91)
وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا (الجن 3)
لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (الزمر 4)
يتبع قسم رابع
مواضيع ذات صلة: الأسلام اول حركة قومية عربية