مصطفى إسماعيل : الشفاف
تنقل الكاتبة والصحافية “آصلي آيدنتاش باش” من صحيفة “مللييت” التركية
(Milliyet)
عن وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو”، في لقاء جمعه بمجموعة من الصحافيين الأتراك، تفاصيل جديدة عن لقاءات جمعته ببشار الأسد وقيادة النظام السوري في بداية الثورة السورية، حينما حاولت تركيا استغلال علاقاتها المميزة مع النظام السوري في بذل النصح والمساعي الحميدة لحل الأزمة في بداياتها سياسياً، لكن دونما جدوى.
وإذ تورد الكاتبة مقتطفات من حديثه في مقالها المنشور اليوم السبت 25 مايو/ أيار في الصحيفة، فإنها تشير بداية إلى أن وزير الخارجية “داود أوغلو” أبدى استغرابه من تعليقات بعض الصحافيين الأتراك الذين ذهبوا إلى حد القول “أن أوباما أقنع تركيا بالعمل الديبلوماسي” في معرض تناولهم لزيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى وشنطن، ما اضطره للخوض في تفاصيل لقاءاته مع الأسد وروسيا للمرة الأولى.
لم أكن أنظر في وجه بشّار!
يقول “داود أوغلو”: “يتم اتهامنا بدون مقابل على أننا سلَّحنا المعارضة ودفعناها إلى سوريا، والآن ننتظر الحل! نحن لم نقلْ بالتدخل العسكري منذ البداية. نحن أول من جرب الحل السياسي. لماذا كنت أتوجه إلى دمشق بشكل مكثّف قبل توجه أي وزير خارجية آخر إليها؟ في اللقاء الأخير مع بشار لم أكن أنظر في وجهه حتى! لأن السوريين كانوا يطلقون في حمص وحماه شعارات مؤيدة لي ولرئيس الوزراء حينها! رغم تلك الشروط ذهبنا إلى دمشق وتم انتقادنا”.
وتنقل الكاتبة عن الوزير “داود أوغلو” قوله: “السؤال الأساس في المشكلة السورية هو: أين تقف ضميرياً وأخلاقياً”، مؤكداً أن امتناعه عن التقاط أي صورة له مع بشار الأسد أثناء تلك المحادثات أو مع أي طاغية آخر كان مسؤولية أخلاقية مترتبة عليه.
يذَّكر داود أوغلو منتقدي الحكومة التركية القائلين بأنها “راهنت على الحصان الخطأ” في الأزمة السورية بمواقفهم وانتقاداتهم عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 2009, إذ انتقدوا الرئيس عبد الله غول لأنه بعث برسالة تهنئة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وأنه (“داود أوغلو”) تعرض للانتقادات أيضاً حينها لأنه تساءل “هل أصبنا في مباركتنا لنجاد؟”، مؤكداً على صوابية موقف الحكومة التركية في الحدث السوري، وأن تركيا “ليست خارج المعادلة”.
ويتطرق في معرض ذلك إلى قمة واشنطن الأخيرة التي جمعت أردوغان وأوباما، و”التناغم الأمريكي – التركي” في الملف السوري، وأن الطرفين لم يتباحثا حول “جنيف 2″ فقط، بل بحثا فيما بعده أيضاً، من حيث الخطوات التي يمكن اتخاذها. ففي حال فشل الحل السياسي القائم على تنحية بشار الأسد وتجريده من أي دور، سيتم دعم المعارضة بالسلاح، وأن هنالك “احتمال 90 % أن ترفع الولايات المتحدة حظر السلاح عن المعارضة المسلحة للأسد في بحر الأسبوع القادم”.
وتنقل الكاتبة عن الوزير داود أوغلو جانباً من لقاء له بالطاغية بشار الأسد يظهره طفلاً عاجزاً عن اتخاذ أي قرار أو أي موقف، مرتهَناً إلى والدته “أنيسة مخلوف”، وذكرياته عن قمع والده لانتفاضة “حماه” في ثمانينات القرن العشرين: “مشكلة بشار الأسد هي أن والدته على قيد الحياة! كان يتحدث معنا، ثم يذهب ليتحدث إلى والدته، ويتذكر الإجراءات التي اتبعها والده في حماه”!
يوضح الوزير داود أوغلو للصحافيين الذين التقاهم أن النظام الحاكم في سوريا يتشكل من ثلاث حلقات “الحلقة الأولى هي عائلتا الأسد ومخلوف، والحلقة الثانية هي الحلقة النصيرية المؤلفة من قادة الأجهزة الأمنية والجيش والقوى الجوية، أما الحلقة الثالثة فهي حزب البعث”.
ويفصح الوزير داود أوغلو أيضاً عن خيبة أمله من نظام بشار الأسد، واصطدام انتظارات الحكومة التركية بحائط النظام، قائلاً “حقيقةً، لم أكن أظن أن الأسد يمكن أن يكون بربرياً بهذا القدر! كنت مقتنعاً أن بإمكاننا إيقافه لأننا عرفناه كإنسان، لم يكن أحد يتوقع أن يستخدم السلاح الكيماوي وصواريخ السكود ويرتكب كل هذه المجازر”!