ايران : صراع العقارب على المكشوف

safielyaseriطفت مشاهد الصراع الفئوي بين اطراف السلطة والنظام الايراني على السطح كاشفة تسعير اوارها المتصاعد ،فعلى خلفية انفجار هذا الصراع علنا وعلى السطح اطيح باحد مساعدي وزير خارجية النظام امير عبد اللهيان ،ونحن هنا نناقش اسباب وتداعيات هذه الاقالة المفاجئة ،التي تكشف عمق الصراع الفئوي بين اطراف النظام وارتباك خطوطه .
صباح الاحد 19 حزيران اقال وزير خارجية الملالي – ظريف – مساعده امير عب اللاهيان على خلفية انكشاف فشل الاتفاق النهائي بشان ملف ايران النووي ،والصراع الداخلي الدائر بشانه بين عقارب النظام .
وقد كتب مركز الدراسات الإستراتيجية للبرنامج النووي للنظام تحت عنوان ”ظريف يقيل امير عبداللهيان” قائلا ”خلال إصدار حكم، اختار ظريف حسين جابري انصاري المتحدث بإسم هذه الوزارة مساعدا جديدا له في الشؤون العربية – الأفريقية وهو ما تم إعلانه بجانب أحكام أخرى للتقليل من أهمية قرار اقالة عبد اللاهيان”.
وأضاف المصدر ”خلال أحكام أخرى، تمت تسمية كاظم سجادبور رئيسا جديدا لمركز التعليم وبهرام قاسمي متحدثا بإسم الوزارة وتؤكد المعطيات أن ظريف كان منذ فترة طويلة بصدد تغيير عبداللهيان غير أن الصراع المباشر والتنسيق الهيكلي وخبرة الأخير الميدانية في الملفات الإقليمية الهامة كان حائلا دون ذلك”.
ووفق موقع الدراسات الاستراتيجية للبرنامج النووي للنظام ”يرى بعض الخبراء ان تغيير عبداللهيان ياتي في إطار جهود الخارجية الرامية إلى ”تعامل مختلف” في الملفات الإقليمية في وقت لا تتولى فيه الخارجية من حيث الأساس مسؤولية بعض هذه الملفات”.
• دخول سليماني ساحة الحرب الدبلوماسية اثر اقالة عبد اللاهيان
وجد الجنرال الارهابي قاسم سليماني الساحة الدبلوماسية مفتوحة امامه بغياب عبد اللاهيان الخبير المعروف بملفات اقليم الشرق الاوسط ،ففي اليوم التالي لاقالته ولج قاسمي الساحة الدبلوماسية ليهدد الدول العربية على خلفية سحب البحرين جنسية رجل الدين الشيعي عيسى قاسم وكتبت احدى الوكالات المحلية في نشراتها – يبدو أن اقالة حسين امير عبداللهيان من منصب مساعد الشؤون العربية والافريقية لوزارة الخارجية الإيرانية أدى إلى دخول مباشر لقائد فيلق القدس قاسم سليماني في مجال «دبلوماسية» الحرب وصدور بيانات مهددة ضد بعض الدول العربية .
عقب المبادرة البحرينية لاسقاط جنسية «احمد قاسم» من رجال الدين الشيعة في البحرين أصدر قاسم سليماني بيانا هجم فيه هجوما شديد اللهجة على الحكومة البحرينية وهدد هذه الحكومة بشن هجمات مسلحة.
وهذه أول مرة يقوم فيها قاسم سليماني باصدار هكذا بيان مثير للتهديد ضد بلد عربي… وكان حسين اميرعبداللهيان في السنوات الماضية يتحدث بشان الدول العربية و يطلق تصريحات للتدخل في شؤون تلك الدول.
الا انه حاليا يبدو أنه بعد إقالة عبداللهيان،فان قائد فيلق القدس عقد عزمه لتولي واجب صديقه الذي تمت اقالته موخرا.
واضافت الوكالات : البيان الأخير الصادر من قبل قاسم سليماني يظهر أكثر مما مضى بان إقالة عبداللهيان ناتجة عن التوتر بين الأجنحة داخل النظام الإيراني .
وقد اعترف مهدي محمدي وهو من بيادق زمرة الحرسي سعيد جليلي باشتداد وتفجر الصراعات الفئوية بعد اقالة امير عبداللهيان من دائرة شؤون الدول العربية والافريقية في وزارة خارجية النظام بعد تجرع كأس سم في الساحة الاقليمية وقال في صفحته في قناة التلغرام تحت عنوان «مشروع أهم من الاتفاق النووي» : «اقالة حسين امير عبداللهيان ينم عما سيحصل في المستقبل كما في الماضي. من الواضح انه كان مانعا أمام المشاريع التي تراها الحكومة ضرورية. المشروع يرتبط بـ5 قضايا منها:
1- الظروف الاقليمية لأمريكيا لتنفيذ الاتفاق الشامل المشترك
2- فرصة وضرورة تراها حكومة روحاني في التعامل مع فريق اوباما
3- الرغبة في المشاركة في جدول أعمال أمريكا الجديدة للمنطقة
4- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
5- الانتخابات الرئاسية الايرانية في السنة القادمه
وأضاف: «لا مجال للبحث عن التفاصيل هنا ولكن اجماليا فان هذا المشروع له طابع جيوبولوتيكي وهو أهم من الاتفاق النووي للطرفين.
حسين امير عبداللهيان كان يلعب وحده دور الحاجز والمانع أمام تنفيذ هذا المشروع. ان اقالته تؤكد أن السادة قد توصلوا الى أنه لم تبق لديهم فرصة. لذلك اني أظن ان التطورات التالية ستحصل بسرعة».وهو يقصد اعلان الحرب على المكشوف بين عقرب النظام .
* من مشاهد صراع العقارب على المكشوف
بالضبط بعد يومين على اجتماع عقده خامنئي مع جمع تحت عنوان الجامعيين، أقام روحاني حفل إفطار مع حشد بنفس المسمى وتحدى ما قاله خامنئي جملة بجملة.
ومقابل كلام خامنئي الذي كان قد أكد أنه ليكن في الجامعة من ينسجمون مع الثورة (اقرؤوا الرجعية الحاكمة) وأبدى قلقه من وضع الجامعات قال روحاني: ”أ يمكن خلق القناعة قسرا؟” وأضاف أنه ”لماذا نتوقع اعتماد الجامعة علينا عندما لا نثق بها”.
وإزاء موضوع التوغل في الجامعات وتصنيف الأساتذة بين المهمل والثوري من قبل خامنئي، شدد روحاني على ”أنهم يقولون إذا ارتبط أساتذتنا بأساتذه الجامعات الأخرى واتصلت تقنيتنا بالتقنية الخارجية فمن الممكن أن نواجه خطر تهديد البلاد لذا يجب قطع هذه العلاقات بينما لا يمكن إغلاق أبواب البلاد ثم نتوقع تطورا علميا واقتصاديا”.
وعن وجهة نظر خامنئي حول مسائل الجامعة أضاف أن ”الأساتذه الثوريين والمتدينين والحريصون على البلاد لهم آراء أقوى حول مصالح الطلاب الجامعيين والجامعة ومستقبل العلم والتقنية وإنهم يطبقون السياسات بشكل أفضل”.
وهذه حركة اخرى على صفحة مشاهد الصراع على المكشوف
فقد أغلق النائب العام للنظام في طهران صحيفة قانون الحكومية على خلفية شكوى تقدمت بها قوات الحرس ووزارة المخابرات لنظام الملالي.
وقد ورد في مذكرة إيقاف الصحيفة أنها توقف نظرا إلى إقامة دائرة المخابرات التابعة لقوات الحرس والفرع الحقوقي والبرلماني لقوات الحرس دعوى على صحيفة قانون لنشرها أكاذيب تهدف الى تشويش الرأي العام،والصحيفة تميل الى عصابة – هاشمي رفسنجاني والملا روحاني – بينما يخضع الحري ووزارة المخابرات لعصابة خامنئي .

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.