الإمبراطور الروماني الخامس نيرون هو واحد من أشهر أباطرة العالم , إكتسب شهرته من خلال حريق روما , وإخماده العصيان الذي أعلنته ملكة بريطانيا باوديكا ضد الإحتلال الروماني حيث كان نيرون مضرب الأمثال في الوحشيه ولا أخلاقية الحكم
ولد نيرون في 15 ديسمبر عام 37 ميلادي في مدينة انتيوم القريبه من روما وكان إسمه ( لوسيوس ديميتيوس أهينوباربوس ) وكان شقيقاً لأخت الملك كاليغولا وحفيداً للإمبراطور أوغسطوس . والدته تدعى أغرفينا وكانت سيده نزّاعه الى القوه والسيطره , ولهذا كانت تريد الحصول لإبنها على حكم روما بأي ثمن , حين مات زوجها عملت المستحيل حتى تزوجت من إبن عمها الإمبراطور كلاوديوس عام 49 ميلادي
كان لكلاوديوس إبناً يدعى ( بريطانيكوس ) أطلق عليه هذا الإسم بعد احتلال بريطانيا , وكان الولد أصغر من نيرون . طمعت أغرفينا أن يُعَيّن كلاوديوس إبنها نيرون ولياً لعهده , لكن كلاوديوس فضّل إبنه ولياً للعهد , عندها قامت أغرفينا بقتل كلاوديوس عام 54 ميلادي شر قتله حين أعدت له بيديها طبقاً من الفطر المسموم حيث فارق الحياة بعد أكله مباشرة
بعد موت كلاوديوس أجلست أغرفينا إبنها على العرش , فقام على الفور بقتل ( بريطانيكوس ) ليتخلص من أي معارضه حاليه أو لاحقه . والدة نيرون أغرفينا المتعطشه الى السلطه جلست الى جانب إبنها على العرش وحكمت معه , وحين تم سك العمله أمرت بطبع صورتها عليها الى جانب صورة ولدها , مما أوغر صدر نيرون ضد أمه فأمر بقتلها بعد 5 سنوات من بداية حكمه وكان ذلك عام 59 ميلادي
السنوات الأولى من حكم نيرون كانت ناجحه بتفوق لأنه إستعان بمستشارين جيدين هما ( بوروس ) الذي عينته أغرفينا راعياً لولدها منذ صغره , والفيلسوف سينيكا . عندما قتل نيرون والدته إعترض بوروس بشده فكلفه ذلك الإعتراض الموت بالسم , عندها رحل سينيكا عن المدينه لإحساسه بعدم الأمان , مباشرة بعدها بدأ حكم نيرون بالإنهيار
عام 64 ميلادي إحترقت روما , وكان ذلك حدثاً شهيراً على مر التاريخ . إشتعلت النار يوم 18 تموز واستمرت مندلعة 6 أيام قبل أن تتم السيطرة على إنتشارها . عدد كبير من كتّاب وفلاسفة روما تحدثوا عن الحريق وإتهموا نيرون بإفتعاله من أجل حرق المدينه وبناء أخرى جديده , وأثناء حريق روما كان نيرون يعزف على القيثاره لعدم إهتمامه بالأمر
ديانة نيرون كانت الوثنيه , ولهذا فحالما تم إخماد الحريق ألقى نيرون اللوم في إشعال النار على مواطنيه المسيحيين حيث قامت قواته بإعتقال الكثيرين منهم وتعذيبهم والتحقيق معهم بغية أخذ إعترافات منهم أنهم هم من أشعل الحريق
بوصولنا الى عام 68 ميلادي تم إجبار نيرون على مغادرة روما بعد حركة العصيان المنظم التي شنها شعب بريطانيا وملكته باوديكا , من شدة خوف نيرون من أن يتمكن منه العاصون , طلب مصارعاً ليقتله للتخلص من تبعات ذلك العصيان الكبير لكن أجداً لم يجرؤ على الإقتراب من نيرون مما جعله يصرخ (( أليس لي صديق أو عدو ؟؟ )) وفيما بعد تم إخماد عصيان بريطانيا
في نفس العام 68 ميلاديه أعلن مجلس شيوخ روما نيرون عدواً للشعب , وحين زحف رجال مسلحون لمحاصرة قصره , أمر نيرون حراسه الشخصيين بقتله فأردوه قتيلاً حين تمكن محاصروه من الدخول الى قصره والوصول الى قاعة تواجده وكان ذلك في 9 حزيران عام 68 بعد الميلاد