النعرات الطائفية النتنة

دعوا النعرات (الجهوية والمناطقية) فإنها -نتنة – !!! هل أصابنا النظام بعدواه الطائفية ؟؟ لننقلها بين المدن السورية !!!syrflag

دعوا النعرات (الجهوية والمناطقية) فإنها “نتنة ” !!!

هل أصابنا النظام بعدواه الطائفية ؟؟ لننقلها بين المدن السورية !!!

كنا دائما ننظر للتباينات السوسيولوجية والبسيكولوجية بين المدن السورية (حماة حمص -دمشق /حلب)، بل بين المدينة والريف، من منظور فرويد الذي يطمئننا على أنها نوع من نرجسية الفروق والاختلافات الصغيرة ) التي تعرفها كل الشعوب في العالم …
ومن هذا المنظور باركنا الحماس التنافسي على سباق الأولوية والريادة في إشعال جمر الثورة السورية ،بين 15 آذار في دمشق و18 آذار في حوران ..

ووفق هذه النظرة الوطنية البريئة المفعمة بالحماس الوطني على شرف الريادة، أعلنا حبنا وانحيازنا لأطفال درعا رمز نقاء مستقبل الثورة السورية، لكن لم يخطر على بالنا قط أن هذا التنافس الوطني الشريف والبريء النقي ،سيتحول إلى جهوية مناطقية مقيتة ، تعكس عصبوية (أهلية ما قبل مدنية )..بل إننا دخلنا في خلاف مع العلمانيين المتشددين الذين لا يثقون بالوطنية (والمواطنية ) إذا لم تكن علمانية متحررة من الروابط (التقليدية العمودية التي (جوهرها النظرة الدينية القروسطية للعالم ،التي تدفع مرشد الأخوان المصريين أن يقول :طز في مصر …فالباكستاني المسلم أقرب له من المصري غير المسلم ..

هذه النظرة هي التي يشتق منها العلمانيون أن القوى ما قبل العلمانية ،لاتستطيع أن تتجاوز مثنوية فكر الديانات والطوائف (حقيقة /باطل -ليل /نهار -إيمان /كفر – وطن /مذهب -مسلم /كافر …أي (الفسطاطية : دار الحرب/ ودار الإسلام …الخ
لكنا دخلنا في حوارات طويلة مع التشدد العلماني الذي لا يثق بالعقل (الفسطاطي -الأهلي ) أن يكون عقلا (وطنيا -حديثا)، وذلك من خلال تبنينا للنموذج (الإسلامي /العلماني /الديموقراطي/ الحداثي التركي ….

،أي أن الفكر الديني -وليس الدين – لايؤسس بالنسبة للعلمانيين لفضاءات التعايش مع الآخر في الوطن على أسس الوطنية (وليس المذهبية )، أي للمنظورات التي تؤسس لمفهوم التساوي عبر (المواطنة زوليس الديانة والمذهب ) في المجتمع المدني الذي تجاوز التقسيمات التكسيرية لمصفوفات المجتمع الأهلي (العمودي : وفق الروابط المغلقة :روابط الدم والعشيرة والقبيلة والمكان (الكلأ والمرعى) حتى لو كان (المرعى) مدنا وليس صحاري، كدمشق أو حلب ..

حيث كنا نعتبر الأغلبية (السنية ) دائما تفكر بعقلية (الأمة )، وفق الريادية النظرية الأولى للعلماني الكبير فلسفياياسين الحافظ .. وليس بعقلية الطائفة كما حاول النظام الأسدي،أن يحوّر صراعه ضد الشعب السوري، من معركة الشعب من أجل الحرية إلى حرب طائفية تطهيرية للأسدية ضد أغلبية الشعب السوري …

لكن المفاجأة أننا نقرأ اليوم أفكارا لمناضلين كنا نحترمهم دفعوا ثمنا من حياتهم في السجون …بأن دمشق مسكونة اليوم بغرباء علويين، ونازحين من المدن الأخرى التي كانت دائما مع النظام، على عكس الدمشقيين الرافضين للنظام،الذين نزحوا منها بنسبة 80 بالمئة ،ليحل محلهم الغرباء النازحون غير الدمشقيين الذين أضعفوا روح النضال (الدمشقية)..

طبعا هذا الكلام نرفض أن نرد عليه، لأنه سيجرنا إلى حوار طائش وأرعن ومتكسب للجماهيرية (المحلية والجهوية )،على حساب وحدة الموقف الوطني للثورة السورية في مواجهة طائفية غير وطنية واحدة، هي طائفية العصابات الأسدية …

أما الشعب السوري فقد تجاوب مع الثورة بكليته، وهذا أهم معطى يمنحها معناها كثروة وليس كانتفاضة على حد تعبير أولياء النظام (المواربين والموارضين )، حيث كل مدينة تموضعت في هيكلية الثورة، وفق ظروفها وخصوصية تركيبتها السكانية اجتماعيا وسياسيا كما كل الثورات في العالم …وهذا ما يحتاج إلى دراسات علمية متأنية لاحقا، وليس (شلفا تأويليا عصبويا حاراتيا )، وذلك بعد تخطي اللحظة المأزقية في ذروة تضحياتها الكبرى بالدم ، التي هي أكبر واعظم وأجل من الطموحات السياسية والمحلية والجهوية، بل والشخصية …والشخصية جدا …مما وممن لم نكن نتوقعها ونتوقعه منهم …اتركوا هذه العصبية المنتنة …إنها نتنة نتانة النظام ذاته !!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.