قبل أسبوعين فقط كتبت مقالا بعنوان “الفرصة الذهبية” بعد ان قامت القوات العراقية الاتحادية بإتمام انتشارها و فرض سيطرتها على كركوك والمناطق المتاخمة لها بدون اراقة دماء مع قوات البشمركة وقد ناشدت في نهاية المقال رئيس الوزراء د. حيدر العبادي ان يكمل شوط النصر هذا وان يستغل الشعبية الجارفة التي نالها نتيجة القضاء على داعش في الموصل وإعادة ضم كركوك بعد تقليم أظافر مسعود. ناشدته ان ينقض على كبار اللصوص من السياسيين والمفسدين الذين نهبوا العراق وجعلوه قاعا صفصفا وسيجد حينها ان الشعب العراقي سيقف برمته معه باعتباره اول قائد عراقي من العرب والأكراد من تصدَّى لحيتان الفساد بعد عام ٢٠٠٣ وأعاد اموالا منهوبة للعراق . كتب لي احد الأصدقاء الأعزاء تعقيبا علَى المقال المشار اليه قائلا ..؟
ان (الشغلة مو سهلة) فأجبته ان عبور المصريين لقناة السويس في عام ١٩٧٣ كان ضربا من المستحيل ولكنهم فعلوها .
من كان يصدق ان السعودية ذات النظام المبني على الارث العائلي المتكلس المنغلق على نفسه وكأنه دائرة تلفزيونية مغلقة لا تتأثر بالبث الخارجي ، من كان يصدق ان قطار تطهير الفساد الذي انطلق قبل بضعة ايام سيسحق من قاده حظه العاثر ان يكون على السكة وبضمنهم أمراء من العائلة المالكة ووزراء وقادةً للجيش .
أحد الأسباب الرئيسيّة لذلك ان حجم الفساد والسرقات التي هيمنت على الأداء الحكومي والمالي السعودي طيلة عقود قد وصلت الى مرحلة المياه الآسنة المزمنة التي
لا تجف ولا تتبخر .
هاهو الرئيس الامريكي ترامب وقد بارك اليوم لملك السعودية وولي عهده قيامهم بهذه الخطوة التي ادهشت جميع المراقبين السياسيين في العالم .
نعود الى نصرنا المنقوص عنوان هذا المقال اذ بعد أسبوعين فقط من انتصار الشرعية في اعادة كركوك خرج مجلس النواب العراقي بالقرار المخزي بإعادة النظر بقانون الأحوال المدنية الذي بقي نافذ المفعول من الستينيات حيث صان حقوق المرأة العراقية .
وهاهو مجلس النواب الغير الموقر والغبر محترم يعيدها الى عصور الظلام والاستهتار بشرفها وجعل الطفلة البريئة ذات التسع سنوات مشروعا لذئاب البشر ممن يستعدون لتحريف كل الكتب السماوية ارضاءً لنوازعهم المريضة . وفي هذا يتساوى كل من ساند هذا القرار مَن الإسلامويين الشيعة والسنة الذين يقبعون على ارائك مجلس النواب كدودة العث المقيتة .
في دول العالم الثالث قرار القائد اهم بكثير من الاف المقالات والكتب ، لانه قادر على الفعل وتغييرالأمور .
يالسعادتنا جميعا لو رأينا رئيس الوزراء يظهر من على شاشة التلفزيون ويصرح ان قرار مجلس النواب هذا هو عار على العراق، وان من صوت بنعم فيجب ان يحال لمستشفى الأمراض العقلية .
حتى في دول الغرب العريقة في الديمقراطية يمنع المصاب بمرض عقلي من التصرف بأمواله او اي قرار جوهري يمس حياته وحياة الاخرين وذلك لعدم أهليته ، وحال نوابنا من الإسلامويين ليسوا سوى شلة من المرضى النفسيين ذوي الطرة الزرقاء على جبينهم ماركة التقوى والصلاح الزائف .
هيا يا رئيس الوزراء د، حيدر العبادي تلفت يسارا وشاهد بعينك القاذورات التي يلطخ بها أقرانك من الإسلامويين جدران مجلس النواب العراقي . تلفت يميناً وشاهد حاكم السعودية وقد أدهش العالم بجرأته على محاسبة الفاسدين ولو كانوا من أهله وأبناء عمه وإخوته .
سيبقى نصرك منقوصا وسنبقى نرتشف معك الصدأ والقيح من ذات الكأس المثلوم الذي مزق شفاهنا ان لم توقف احزاب الاسلام السياسي عن غيها. وإن لم تأخذ شهيقا عميقا أملا ان الفيروس الحميد الذي اصاب الملك سلمان يطير إليك من السعودية فتقوم بنفس فعله مع المفسدين … فأكتب حينها مقال جديدا بعنوان … النصر الكامل ؟
**تعليق الشيخ السندي
نتمى أن يمتلك جرأة الأسدي ليفعلها ، فكيف يفعلها والكلاب فتكت بكل البقر والغنم ، سلام ؟