أديب الاديب 24\7\2016 © مفكر حر
في مقالنا السابق ” أميركا فرضت الصلح بين بوتين وأردوغان لفصل الجماعات الإرهابية والقضاء عليها تمهيدا للحل السياسي” قلنا بأن من أولويات السياسة الأميركية تجاه الحرب في سوريا هو القضاء على الجماعات الارهابية الجهادية التي لها أهداف وأدبيات القيام بأعمال إرهابية بالغرب, ومن أجل هكذا هدف تستطيع هذه الجماعات الجهادية الارهابية ان تستقطب عشرات الآلاف من المتطوعين وكل له هدفه الخاص, فعدا عن الظفر بالآخرة والحوريات والغلمان عند المتطرفين الاسلاميين, هناك مرضى نفسيون يحبون الدماء في كل بقعة من العالم ومن كل جنس ولون ومذهب, وهناك من يسعى للشهرة, او من لديهم ثأر مع الغرب لسبب او لأخر, تجمع كل هؤلاء هدف واحد وهو إلحاق الأذى بالمجتمع الغربي المتحضر والمتفوق…. وكذلك الأمر من أجل هكذا هدف تستطيع هذه الجماعات ان تستقطب الكثير من التمويل المباشر او غير المباشر, ومن شتى الحكومات وأجهزة المخابرات الدولية .. أي بنهاية الأمر اصبحت الجماعات الإسلامية الإرهابية صناعة قائمة بحد ذاتها .. فهناك من يتاجر بنشر الايديولوجيا الفكرية الجهادية عن طريق فتح المدارس الشرعية وتزويدها بالبنية التحتية والكفاءات من المدرسين والمناهج, حيث ينشط في هذه الصناعة النظام السعودي والسوري والمصري والكثير غيرها من الدول العربية والاسلامية… وهناك من يتاجر بالتمويل والتدريب, وينشط في هذه الصناعة جميع اجهزة المخابرات العربية والاسلامية ومعهم جهاز المخابرات الروسي الكي جي بي… اما السي اي ايه المخابرات الاميركية فقد توقفت عن هذه الصناعة بعد احداث سبتمبر التي ضربت نيويورك, لا بل اصبحت اقصى اولولوياتها هو القضاء على كل هذه الجماعات وعلى هذه الصناعة لكي لا تستخدمها اجهزة المخابرات المعادية وخاصة الكي جي بي ضدها وضد الغرب ومصالحه.
الآن, بعد ارغام اميركا لروسيا وتركيا على التعاون معها في هدفها هذا, وهو القضاء على جبهة النصرة والدولة لاسلامية ” داعش”, بدأ الجولاني وجماعته يتحسسون رقابهم واصبحت سراويلهم مبللة, وقد قاموا بنقل مقراتهم من إدلب وتغيير مواقع سجونهم! بين قوسين:( هههه جيش تحرير لديه سجون؟ المفروض العمل تطوعي ولاحاجة للسجون التي تحتاج للكثير من الموارد المادية والبشرية)… وقد قام الناطق الرسمي باسم “جبهة النصرة” أبو عمار الشامي، بإرسال عدة تغريدات على “تويتر” يستجدي فيها بقية الفصائل المسلحة جاء فيها: ” مسارات الدعاية الأميركية قبيل كل حرب أو دمار، لم تعد تنطلي على أحد… وان استهداف جبهة النصرة، هو استهداف للثورة السورية لصالح بشار الأسد، واضعاف لقوة المجاهدين .. ” بعدها قام بإستجداء الغرب محاولاً طمأنتهم. حيث قال:” إننا في الشام، اليوم، في حاجة ماسة لمن ينصرنا وينفر إلينا، لا أن نرسل الشباب إلى ما وراء البحار ليقاتلوا عدواً يقاتلنا اليوم بنفسه وبأدواته … أن “النصرة” أمام مصلحة الحفاظ على الجهاد الشامي قائماً قوياً .. لذلك تنزوي وتغيب كافة المصالح الأخرى من استهداف الغرب وأميركا”, ثم عاد ليستجدي الثوار قائلاً: “القضاء على جبهة النصرة، اليوم، والسماح للاتفاق الروسي الأميركي بالمرور من دون موقف منكم لله.. ثم للتاريخ .. أنه الخذلان لإخوانكم وإضعاف لقوتكم، ولن ترضى أميركا بعدها منكم سوى الإذعان لحلّ سياسي يُرجح كفّة الأسد وحلفائه … ما ظننا بكم إلا خيراً، فأعينوا إخوانكم وادفعوا عنهم باللسان والبيان والتخذيل”! يأتي هذا الاستجداء من النصرة بعدما اعتدت على الثوار وخطفت الكثير منهم، ولم تخضع لمحاكمهم !؟
وتقول المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الوكالات الاميركية والبريطانية بأن محاولة النصرة الإدعاء بالابتعاد عن القاعدة ولبسها لثوب الثوار الشاميين المحليين أنما هو مناورة لكسب الوقت فهي ليست تابعة للقاعدة فحسب, وانما هي القاعدة بذاتها واهدافها بسورية هي مؤقتة, لانها تخطط لضرب المصالح الاميركية والغربية عندما تأتيها اول فرصة.