أديب الأديب 12\7\206 © مفكر حر
ظن الكثيرون بأن المصالحة بين أردوغان وبوتين واعتذار الأول للثاني وتبنيه سياسة صفر مشاكل مع الجوار, كانت تلقائية وسياسة تركية داخلية محضة!! ولكن التسريبات القادمة من مراكز الأبحاث الاستراتيجية الأميركية تؤكد بأنها تمت تحت وطأة ضربات الحذاء الاميركي, الذي يدير العالم بأكمله, على رأسي كل من بوتين وأردوغان, والهدف النهائي منه هو إزالة الغموض الذي تتبناه المعارضة السورية السياسية والمسلحة وبدعم تركي, في الخلط بين الفصائل المعتدلة منها والمتطرفة الاسلامية مثل جبهة النصرة وداعش, وذلك من اجل ابادتها, ونتوقع ان يفر المقاتلون السوريون من هاتين الجبهتين لينضموا الى الفصائل المعتدلة والتي ستتفاوض مع النظام من اجل حل سياسي وهذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة الاميركية.
فقد نشر مركز “ستراتفور” الأمريكي, المتخصص في الدراسات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية, تقريراً عن الشرق الاوسط توقع فيه إن تستمر الحرب بالوكالة في سورية؛ والتي يتحكمم بها صراع توازن القوى الاقليمية ما بين طموحات تركيا العالية والصراعات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران, والمواجهات بين روسيا والغرب, اي بكلام آخر بين مخابرات الكي جي بي من جهة والسي اي ايه من جهة اخرى, حيث حاولت روسيا امتلاك اوراق داخل هذه الحرب، لإجبار البيت الأبيض على التفاوض معها في ملفات تخفيف العقوبات المفروضة عليها؛ بسبب احتلالها لشبه جزيرة القرم الاوكرانية. فقد استجابت روسيا مؤخرا لمطالبات واشنطن بإعادة الانخراط والتصالح مع تركيا؛ من أجل تقليل فرص حدوث صدامات على أرض المعركة، حيث سنرى في المرحلة القادمة قصفا أمريكيا روسيا مشتركا للفصائل الاسلامية الجهادية المتطرفة في سوريا، وسيتم فرض بعض مناطق حظر للقصف حسب المطلب التركي، وذلك لإزالة الغموض في مشهد المعارضة السورية، لعدم إعطاء روسيا المبررات في توسيع قصفها للفصائل المعارضة المعتدلة المدعومة من قبل الولايات المتحدة. ولكن هذا لن يكون سهلاً, حيث ستتلاعب روسيا بأوراقها السورية من اجل الحصول على تنازلات اكبر من الولايات المتحدة في ملفاتها معها. من ناحية ثانية سيحتدم الصراع في حلب بين تحالف “جيش الفتح” من جهة والقوات الموالية للنظام السوري بقيادة الحرس الثوري الإيراني من جهة اخرى, بينما سيتراجع تنظيم داعش لصالح تقدم القوات المتحالفة مع اميركا.
وقد توقع التقرير ان تنسحب دولة الإمارات كلياً من اليمن، بعد أن طردت المسلحين وتنظيم “القاعدة” من المراكز الجنوبية. وسيقدم الحوثيون تنازلات في المرحلة القادمة من الصراع, إلا أن العنف سيبقى قائما في المناطق الوسطى في مأرب وشبوة وتعز، بغض النظر عما يقوم به المفاوضون”.
وتوقع التقرير ان يحتدم الصراع في ايران بين الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني، ورئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من جهة والفريق الاصلاحي بقيادة روحاني من جهة اخرى, حيث سيرفض الحرس الثوري التخلي عن مصالحه التجارية، وسيتبنى سياسة عدوانية ضد خصومه من السنة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي تتزعمه السعودية, وسيقوم في كبح الجماعات الكردية في شمال غرب البلاد، وعرب الأهواز في جنوب غرب البلاد، والانفصاليين البلوش في جنوب شرق البلاد قرب الحدود الباكستانية. الصورة فتوشوب كاريكاتوية للموالين للنظام السوري والروسي