المهمة القذرة

معظم المرشحين الى مجلس البرطمان العراقي (الله يجرم)يحاولون او حاولوا رفع شعار :تقسيط الاخر سبيلنا نحو قبة iraqekectionالبرلمان .
لا يهمهم على ما يبدو ان يطرحوا برنامج عمل يقنع بعض العراقيين او ان يقولوا لجماهيرهم مايجب ان يقولوه على الأقل من باب رفع العتب.
المهم ان عيونهم على الكراسي وربما سهروا ليالٍ طوال يحسبون منافعه وبعضهم انشغل عن هذا العد الحسابي الى مناقشة رفاقه في ابتكار مكاسب جديدة عبر استحداث عناوين جديدة في قوانين جديدة على غرار تقاعد النواب وصرف جوازات سفر دبلوماسية لهم ولعوائلهم ومن بينهم الرضيع حتى،هذا طبعا عدا الرواتب الضخمة ومخصصات الشرب والاكل والسهر في داخل وخارج العراق.
ولكن بعضهم بز الشيطان وقيل انه وضعه تحت ابطه حين لجأوا الى محترفي “الفوتوشوب” ليس لغرض الاستفادة من خبراتهم في كيفية تقديمهم للناس وانما لغرض في نفس يعقوب.
ولأن تجربة “الفوتوشوب” في العراق مثلها مثل أي تجربة مازالت تحبو فقد رضي المرشحون وهو ينوون تسقيط الاخرين بما يقرره اصحاب هذا الاحتراف الفوتوشوبي.
فهاهو مثلا احد المرشحين يضع صورته وهو في كامل قيافته”ليست العسكرية طبعا” على صحن دجاجة مستوية على الآخر،وحين يحتج المرشح صاحب الصورة يقولون له:لاتبكي ياصديقي فسنضع عبارة “كنتاكي العراق في خدمتكم” وبذلك ستضمن فوزك فالعراقيون كما تعلم يتلذذون بالاكلات الامريكية.
مرشحة اخرى تظهر صورتها وقد لبست العباءة العراقية التقليدية وبدلا من ان تغطي راسها بالشال الابيض غطوا لها وجهها كله حتى بدت وكأنها احدى عشيقات دراكولا.
صورة اخرى ظهر بها المرشح وهو يمد يديه على “مصراعيها” وكأنه يصارع داعش والغبراء.
اما صورة المحامي العبيدي الذي يرفع يده اليمنى في القسم والذي كتب تحت صورته “اقسم بالله العظيم ان الرسول امرني ان ارشح للبرلمان”،وكأن محمد لاشغل له ولاعمل الا بمشاكل البرطمان العراقي واصحاب الكروش الذين يتقاذفون بالقنادر اثناء الحوار فقد اصبحت مادة للتندر في المقاهي.
وقد انتبهت بعض المرشحات الى هذه اللعبة فلبسن العباءة السوداء على وجه السرعة ويممن نحو محترفي الفوتوشوب ليس لغرض مساعدتهن في رسم صورة جديدة لهن ولكن لتشفية الغليل من المزاحمات الآخريات على كراسيهن تحت قبة البرطمان.
فهاهي صورة مرشحة اوقعها حظها في هذه المهمة القذرة فجاءت صورتها بصورتين ،الى اليمين صورتها الطبيعية والى اليسار بدت تلبس الساري وقد غطت خصلات من شعرها منتصف وجهها وتبدو في حالة سكر شديد.
الثانية ارفقوا لها صورة جانبية وهي تقف في شارع عام قيل انه شارع القناة السريع والبقية تعرفونها.
هناك صور كثيرة ظهرت وستظهر حتى نهاية هذا الشهر والى ذلك الحين سيلعب المرشح والمرشحة لعبة”غميضة جيجو”.
لاتتقززوا ايها السيدات والسادة،فبعض من اصحاب المهمات القذرة سيأتون اليكم حاملين شعارات “بالباكيت” ولكن حين تدقق في تاريخ الصلاحية ستجد ان التاريخ تعدى لأكثر من 20 سنة،وحينها ستتحسرون على نوابكم الحاليين وتقولون:لو ندري رشحناهم على الاقل نعرفهم لصوص.
لاتستغربوا ايها السادة حين تجدوا اعضاء البرطمان الجدد يقيمون العزاء تحت “القبة” خصوصا كلما يصل احد القوانين الى “سره”التشريع.
شعب يرضى بذلك ،الف حيف وألف وسفه عليه.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.