حين كان الكل يبحث عن واهب الحياة, وقبل أن تولد فلسفة اليونانيين والأثينيين, وقبل أن تلد أثينا هراطقة الفلسفة على الدين, وقبل ولادة الطواغيت, كان المسيح في سفر التكوين هو نسمة الحياة, واهب الحياة,والرئة التي يتنفس منها الناس.
أما في سفر الخروج فكان لابد للقصة وللخطيئة من نهاية أدرامية ليست على يد كاتب ساخر ولا على يد كاتب مأجور, كان لا بد للإله نفسه أن يجعل لها نهاية, فكان المسيح هو خروف الفصح, الخروف الذي افتدى كل القطيع.
في سفر اللاويين هو كاهننا الأعظم,الكاهن المبجل الذي يحظى باحترام الجميع وهو بمثابة شيخ كبير,ومعلم كبير وهو عمود السحاب في النهار وعمود النار في الليل.
في سفر التثنية هو نبي مثله مثل موسى,تكتمل رسالة الأنبياء يوم يطل نجمه من علياء السماء,وقد أطل وأفل مثل الثقب الأسود, في صموائيل الأول والثاني يسوع ظهر نبيا مؤتمناً,حين كثرت الخيانات واحتاج الشعب إلى من يأتمنه على حياته الاجتماعية والسياسية.
ومثل كل الشعوب المحتاجة إلى التضحية وإلى ظهور قائد يقود الشعب إلى الحرية والرخاء في العيش ظهر يسوع في يوشع قائدا ومخلصا.
ومثل كل شعب يستقر بعد طوال الترحال كان يسوع في سفر القضاة بالنسبة للشعب المحتاج لمن ينضم حياته قاضياً ومسنا للقوانين, وككل شعوب الأرض بعد الاستقرار يحتاج المستقرون إلى السلام الداخلي والخارجي لذلك في إشعياء هو أمير السلام.
وفي راعوث احتاج الشعب لمن يحمل عنه ويخلصه وهو في الملوك وأخبار الأيام ملكا ذا سيادة على أرضه وشعبه.
في عزرا ونحميا اختلفت النظرة إليه, أصبحت رومنسية وخيالية وذات كلمات مختزلة ظاهرها ليس كباطنها حيث أصبح هو الذي أعاد بناء الجدران المحطمة في الحياة الإنسانية, وأعاد بناء الثقة بالإنسان, بنا ثقة الإنسان بنفسه وثقة الإنسان بالله.
أما في إستر صار كمردخاي لنا.وفي سفر أيوب هو مخلصنا الدائم من الحياة حين تكثر الذنوب وتتعاظم الاختبارات وتنتهك عضلات الصبروتضعف قدرتنا على النهوض, وتُختبَرُ قدرتنا على الصبر والاحتمالات, حين لا تنفعنا كل مهارات القوة للبقاء على قيد الحياة غير شيء واحد الصبر على البلاء..
أما في المزامير حين ننتشي من روح الله يكون هو راعينا.
أما في سفر الأمثال حين نبحثُ عن الحكمة وفي سفر والجامعة يكون هو حكمتنا وضالتنا المنشودة.
وحين يكشف الحب عن ساقيه, وتنتفخ مشاعرنا العاطفية ونتكشفُ أمام نزواتنا وحين نظهر عرايا أمام فطرتنا السليمة وبالذات حين نطرب في نشيد الإنشاد لا مناص من أن يكون يسوع العريس المحب,وفي إرميا هو غُصن البِرْ.
ومثلنا مثل كل المعذبين, وشعب إسرائيل المعذب كان يحتاج لمن يرثي لحاله فكان في المراثي هو النبي الباكي, وهو الذي لم يره أحد يضحك ورآه الكثيرون يبكي.
في حزقيال هو الرجل الرابع ذو الوجوه الأربعة..وفي دانيال هو الرجل الرابع في أتون النار والحياة.
أما في هوشع هو الزوج المخلص المتزوج من عاصية.
في يؤيل هو الذي يُعمِد بالروح القدس وبالنار.
في عاموس هو حامل أعبائنا.
في سفرعوبديا-إبدياس-( خادم الرب) الذي تنبأ بخراب آدوم الذين تآمروا على إسرائيل هو القدير المخلص من الشر ومن الآلام.
أما في يونان فهو المبشر العظيم الأجنبي الذي جاء من الأرض الأجنبية ليبشر أجانب عنه, لكنهم لم يفهموا أنه كان خلاصا لكل البشرية.
في سفر ميخا(الشخص الذي يحب الله) وميخا واحد من الأنبياء الإثنى عشر الصغار, كان المسيح بشارة ميخا بقرب زوال الممالك التي لا تعترف بنعمة الله عليها وكان قد بشر بالمسيح قائلا: هو الرسول بالأقدام الجميلة.
ومع كل ذلك أينما ذهبنا كنا وما زلنا بحاجة ماسة لملجأ نلجأ إليه ونهرب من أنفسنا إليه فكان المسيح في ناحوم هو ملجأنا وقوتنا.
وفي سفر حبقوق قُبيل زوال إسرائيل بسنوات قال: هو مبشر الله الصارخ.وفي صفنيا هو مخلصنا.
وفي سفر حجاي حين ضاع كل شيء كان المسيح هو معيد ميراث الله الضائع,وفي زكريا هو نبعٌ لله فُتح في بيت داود للخطية.
وفي النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد جاء ملاخي – مع أنه من المحتمل أن يكون كاتبا مجهولا- ليعلن صراحة أن المسيح هو ابن البر القائم والشفاء في أجنحته.
أما في متى فلا جدال على الحقيقة التي أنكرها البعض فيسوع المسيح هو ملك اليهود.
وفي مرقس هو الخادم.
وفي لوقا ظهر المسيح على حقيقتنا نحن فهو ابن الإنسان يشعر بما تشعر ويتألم كما نتألم وأما في يوحنا فقد اختلفت الصورة فهو ابن الله المتجسد بالجسد.وفي الأعمال هو مخلص العالم.
في كورنثوس الرسالة الأولى التي أرسلها بولص إلى أهل كورنثوس والتي خرجت من اعمال بولص الرسول لتصبح نصا مستقلا بحد ذاته , المسيح:هو الصخرة التي تابعت إسرائيل.وفي كورنثوس الرسالة الثانية هو الغائب المعطي نصره.
وفي أهل غلاطيه –الكلتية- التي تمسكت إلى اليوم بلغته-ا هو حريتك لأنه أطلقك حرا. كذلك في روميا هو بر الله الموهوب بالنعمة وليس بالبر الذاتي.
وفي أفسس أهم مراكز المسيحية القديمة التي اتخذها بولص مقرا له ,كان لكل شيء رأس والمسيح هو رأس الكنيسة..وفي فيليبي هو فرحكم,وفي كولوسي هو من يكمل نقائصك.
أما في رسالة بولص إلى أهل تسالونيكي الأولى والثانية هو الملك الوحيد,أما في تيموثاوس الأولى هو إيمانك وفي تيموثاوس الثانية هو استقرارك وفي تيطس هو الحقيقة وفي فيلمون هو واهب خبراتك وذكائك وبدونه لا تستفيد من خبراتك.
وفي العبرانيين هو الكامل الوحيد وفي يعقوب هو القوة الدافعة لإيمانك ,أما في بطرس الأولى فهو مثلك الأعلى وفي بطرس الثانية هو نقائك وفي يوحنا الأولى هو حياتك وفي يوحنا الثانية هو قدوتك وفي يوحنا الثالثة هو الحافز وفي يهوذا هو أساس إيمانك.
في الرؤيا هو ملكك الآتي.
وفي مسرحية بانتظار غودو: الكل ينتظره,الكل يتحدث عنه ,لكنه هو البطل الذي لم يظهر على خشبة المسرح.