المسيحي ليس مواطناً- هكذا يقول قانون الأحوال الشخصية السوري!

nabilfayadموقع نبيل فياض

هل تصدّقون أن زهران علّوش، وفق تصنيف قانون الأحوال الشخصيّة السوري، مواطن من الدرجة الأولى، وهو الذي قاتل الدولة وقتل وسبى ودمّر وقطع رؤوس، في حين أن البطريرك يازجي، الذي جال العالم بحثاً عن السلم والأمان لسوريا، مواطن بلا درجة!!

وهل تصدّقون أنا أبا محمد الجولاني، إن أراد أن يدعو كل مسيحيي سوريا إلى “إسلامه” على فعل ذلك، وهو الذي كتب تاريخ القاعدة في بلاد الشام بأحرف من موت، في حين لا يستطيع البطريرك لحّام، الذي يحمل راية سوريا المدنيّة حيثما حلّ، أن يسمح بتعميد مسلم في كنيسته الأقدم من الإسلام والمسلمين في سوريا – وكلّه بالقانون؟

وهل تعرفون أنّ أي متجنس قبل أربع دقائق من بلاد السند أو الهند أو الأفغان – إن كان مسلماً – يستطيع أن يحلم يوماً بالترشح لرئاسة الجمهوريّة، في حين أن الآرامي المسيحي، الذي مضى على وجوده في سوريا ليس أقل من عشرة آلاف عام، لا يحقّ له التفكير بأن يرى نفسه في منصب الرئاسة؛ وكلّه بالقانون؟

كتبت قبل أشهر مقالة بعنوان، المسيحيون لا يزرعون الزيتون، وكان لها من الصدى أكثر من قدرتي على الاحتمال! اليوم، وبعد أن اطلعت على دساتير دول إسلامية كبرى، مثل إندونيسيا، يحق لي أن أتساءل: ولماذا على المسيحي أن يزرع الزيتون، مادامت الأرض ليست له!!

أليست دساتيرنا هي التي تربّى على سمومها أولئك المتطرفون الذين هدموا الكنائس والأديرة، وخرّبوا كل ما وقع تحت أيديهم المجرمة من تراث مسيحي؟؟

أليس قانون أحوالنا الشخصي، الذي هو بمثابة تلمود حاخامات قصر “عدل” دمشق، هو من خرّب عقول الناشئة – ضمن أدبيات إجرامية لا حصر لها – وحوّلهم في يوم وليلة من “ياشباب العرب هيا” إلى “المسيحية ع بيروت”؟؟

قلنا ربما أن الدولة طلّقت الإرهاب الإسلامي بعد أن دمّر حضارة سوريا وقضى على أمنها: لكن الواقع غير ذلك تماماً! فما زالت قوانين العناكب والمومياءات تذبح إسحاق أهلنا، بتمييز طائفي وقح، على مذبح اللامعقول الديني!

قبل أيام سمعت عن حادث مريع!

رجل مسيحي أحبّ فتاة سورية مسلمة! ولأن التحويل الديني في بلد “للبعث يا طلائع” يمشي باتجاه أوحد، فقد اعتنق الرجل الإسلام وتزوج حبيبته!

ملاحظة:

أشعر أحياناً أن قانون الأحوال الشخصية السورية أشبه ما يكون “بالواقي الذكري” الذي يتحكّم في أدق العلاقات البشريّة!

نكمل القصّة: اختلف الرجل كما كان متوقعاً مع الحبيبة، وهذا يحصل دائماً بعد انتهاء الفورة الجنسية ودخول الفوارق الثقافية التي كان الشبق يغطيها من كل الأبواب.

ترك الرجل الزوجة المسلمة وعاد إلى بيته المسيحي!

توفي الرجل وكان قد طلّق الزوجة المسلمة!

أراد الأبناء أن يرثوا والدهم!

وقف حاخامات قصر “العدل” بدمشق ليصرخوا بصوت أوحد، وكأنك في سنهدرين عتيق: لا يمكن للكفار [أولاد المتوفي] أن يرثوا مسلماً! وهم يعلمون جيداً أن الرجل لم يك مسلماً قط! لكن على طريقة محمد وأبي سفيان والمؤلفة قلوبهم!!

وهكذا:

عاد سيف العم ابن عابدين الحنفي يطل برأسه على الأحياء من بني النصارى!!

أعود لأذكركم:

هذا المعتوه الذي يلاحقنا بفتاويه، هو صاحب مقولة إن أدخل رجل قضيبه في شرجه فهل يتوجب عليه الغسل أم لا؟؟

ما رأي حاخامات سنهدرين دمشق بهذا القول البليغ!!

سافروا حيثما شئتم، المهم أن تجدوا وطناً يعترف بكم أبناء له!!

مواضيع ذات صلة: المسيحيون هم الجذور: رداً على نبيل فياض

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.