الإسلام نسخة منحولة من اليهودية 10 -10
المرأة وإتيان الفاحشة
يخبرنا العهد القديم أن الملك داود عندما خرج من أورشليم القدس أخذ نساءه وأطفاله معه وترك عشرة وصيفات يحفظن قصره:
16 فَخَرَجَ الْمَلِكُ وَجَمِيعُ بَيْتِهِ وَرَاءَهُ. وَتَرَكَ الْمَلِكُ عَشَرَ نِسَاءٍ سَرَارِيَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ. ( سفر صموئيل، الإصحاح 15)
3 وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَيْتِهِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَأَخَذَ الْمَلِكُ النِّسَاءَ السَّرَارِيَّ الْعَشَرَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، وَجَعَلَهُنَّ تَحْتَ حَجْزٍ، وَكَانَ يَعُولُهُنَّ وَلَكِنْ لَمْ يَدْخُلْ إِلَيْهِنَّ، بَلْ كُنَّ مَحبُوسَاتٍ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِنَّ فِي عِيشَةِ الْعُزُوبَةِ ( سفر صموئيل الإصحاح 20)
فلما رجع الملك داود إلى أورشليم القدس اتهم السراري بارتكاب الفاحشة فحبسهن في منزل إلى أن توفين.
وجاء القرآن بما يشبه هذا في سورة النساء: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً) ( النساء 15). وهذا الحكم قد سطا عليه محمد وأخذه من التوراة مباشرة، والدليل على ذلك هو أنه غيّر حكم من تأتي الفاحشة في سورة النور، وهي من آخر السور التي أتت قبل وفاة محمد، وقال (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة). اعتراض رجالات الأوس والخزرج جعله يغيّر حكم التوراة الذي كان قد أخذه منها دون أي تعديل.
قصاص الأمة نصف قصاص الحرة
والأمة إذا زنت لا تُرجم حسبما تقول التوراة:
20 وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُلٍ وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ. لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ (سفر لاويون، الإصحاح 19)
الفقه اليهودي يعامل النساء المتهودات من خارج بني إسرائيل معاملة الإماء. يقول التلمود: “إذا تهودت ابنة المتهودة مع أمها ثم زنت، فإن عقوبتها هي الموت خنقاً، ولا يسري عليها حكم إخراجها إلى باب بيت أبيها”[i]. أما الفتاة اليهودية من بني إسرائيل إذا زنت فإنها تُخرج إلى باب بيت أبيها ثم تُرجم بالحجارة. فيبدو أن المتهودة لا تستحق حتى الحجارة، إنما تُخنق كالبهيمة.
والقرآن يقول: (ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحْصِنَّ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ) ( النساء 25). فإذا علمنا أن عقاب المحصنة الحرة هو الرجم، يصعب أن نفهم كيف يكون عقاب الأمة المحصنة نصف عقاب الحرة. ربما استحى محمد أن يقول (وإذا أتت بفاحشةٍ يكون موتها خنقا”.
القسامة
القسامة في الفقه الإسلامي هي تقسيم الجُرم على أقرب القرى أو المدن التي يوجد بينهم قتيل في حقل أو غيره ولا يُعرف قاتله. وقد سبقت اليهودية في هذا المضمار بأكثر من ألف سنة. يقول التلمود: “إذا وجد قتيل في الأرض (واقعاً في الحقل لا يُعلم من قتله) يخرج شيوخك وقضاتك (ويقيسون إلى المدن التي حول القتيل)، وكان يخرج ثلاثة من المحكمة العليا في أورشليم معهم (إلى موقع القتيل).
إذا وجد القتيل ملقًى بين مدينتين، (على بعد المسافة نفسها بينهما) فأهل المدينتين يُحضرون عجلتين، وفقاً لأقوال رابي اليعيزر، ولا يُحضِر أهل أورشليم العجلة مكسورة العنق
إذا أنهى شيوخ أورشليم قياسهم وذهبوا، فإن شيوخ تلك المدينة (التي وجد بها القتيل) يُحضرون عجلة من البقر لم يُحرث عليها، ولم تجر بالنير، ولا يبطلها العيب، وينزلون إلى نهرٍ جارٍ (بايتان) ويكسرون عنقها بسكين كبيرة من خلفها. وتُحرّم زراعة مكانها أو حرثه. ويباح أن يُنشط هناك الكتان ، أو تُنحت الأحجار
يغسل شيوخ المدينة أيديهم بالماء في موضع كسر رقبة العجلة ويقولون “أيدينا لم تسفك هذا الدم، وأعيننا لم تبصر” وهل خطر ببالنا أن شيوخ المحكمة يسفكون الدماء؟ (وإنما يقصدون بذلك) أنه لم يأت لدينا وصرفناه دون طعام، ولم نره وتركناه بلا صحبة. ويقول الكهنة: “أغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب ولا تجعل دم بريء في وسط شعبك”[ii]. والخلاصة أن شيوخ القبيلة أو المدينة التي وجد بها القتيل يحلفون أنهم لا يعرفون القاتل وأنهم لم يقتلوا القتيل، ويذبحون العجلة تكفيراً.
وجاء محمد بقانون القسامة من اليهود، وأصبح الفقه الإسلامي يقول: “قال الجمهور: الحكم بالقسامة ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اختلفوا في كيفية الحكم بها، فقالت طائفة: يبدأ فيها المدعون بالأيمان فإن حلفوا، استحقوا، وإن نكلوا حلف المدعى عليهم خمسين يمينا وبرئوا. هذا قول أهل المدينة والليث والشافعي وأحمد وأبي ثور. وهو مقتضى حديث حويصة ومحيصة، خرجه الأئمة مالك وغيره. وذهبت طائفة إلى أنه يبدأ بالأيمان المدعى عليهم فيحلفون ويبرؤون. روي هذا عن عمر بن الخطاب والشعبي والنخعي، وبه قال الثوري والكوفيون، واحتجوا بحديث شعبة بن عبيد عن بشير بن يشار، وفيه: فليبدأ بالأيمان المدعى عليهم وهم اليهود. وقال النبي لليهود، وبدأ بهم، (أيحلف منكم خمسون رجلاً) فأبوا. فقال للأنصار (استحلفوا) فقالوا: أنحلف على الغيب يا رسول الله. فجعلها رسول الله ديةً على يهود، وقال (ولكن اليمين على المدعى عليه)[iii]. فبدل أن يذبح المسلمون عجلةً كما فعل اليهود، قرر محمد أن يحلف أهل القرية خمسين يميناً أنهم لم يقتلوا القتيل. وفي هذه الحالة تُقسّم الدية على رجال القرية إلا إذا كشفوا عن القاتل.
شعب الله المختار
قال الله لبني إسرائيل:
6 لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ (سفر التثنية، الإصحاح السابع)
فجاء القرآن وقال للمسلمين:
(وكنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) (آل عمران، 110)
وركّز المفسرون والفقهاء على هذه الآية وادعوا أن أفضل أمة هم المسلمون وأفضل دين هو الإسلام وأفضل نبي هو محمد بن عبد الله. وأتوا بأحاديث تقول أن بعض قبائل اليهود قد مُسخوا إلى فئران، بالإضافة إلى الآيات القرآنية التي تقول إن الله مسخ اليهود الذين اعتدوا يوم السبت إلى قرود. وكل هذا التحقير لليهود الغرض منه أن يحتل المسلمون مكانهم ويصبحوا شعب الله المحتار.
وقوف الشمس
تقول التوراة إن الرب أوقف الشمس ليشوع حتى انتقم من أعدائه حتى لا تفوته الصلاة.
12 حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ»
13 فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ. (سفر يشوع الإصحاح السابع)
فكان لا بد للمسلمين أن يأتوا بقصة مشابهة لهذه، فأخرج البيهقي في الدلائل، عن السدي قال: لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير قالوا: فمتى تجيء؟ قال: يوم الأربعاء، فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينظرون، وقد ولى النهار ولم تجئ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس، فلم تُرَدْ الشمس على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى يوشع بن نون عليه السلام حين قاتل الجبارين[iv]
هذا ما ذُكر في التوراة، فإذا أضفنا له ما في التلمود والمشنا، وهي الأقوال الشفهية لأنبياء اليهود، وتكون بمثابة السنة في الإسلام، إذا أضفنا بعض ما تحوي المشنا من فقه، تبين لنا أن التشابه بين اليهودية والإسلام كبيرٌ جداً. وهناك بعض الأفكار في اليهودية تتشابه تماماً مع ما في الإسلام، فمثلاً، لما تبلورت فكرة الجنة والنار لجزاء الذين يعملون الخيرات والسيئات على التوالي، ظهرت لأهل الدين مشكلةٌ صعبة، وهي ماذا يفعلون بالأشخاص الذين تستوي حسناتهم مع سيئاتهم؟ علماء اليهودية حلوا هذه المشكلة بأن جعلوا مكاناً بين الجنة والنار ليستوعب هذا النوع من الناس، وقال الربانيون إن هذا الفاصل بين الجنة والنار هو حائط، بينما قال آخرون تفصلهما مسافة شبر واحد فقط ويمكن لهؤلاء الناس الذين علي هذا البرزخ أن يروا أهل الجنة وأهل النار. وأخذ محمد الفكرة منهم وجاء بآية البرزخ في سورة الأعراف (وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كُلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون). وقال ابن جرير في شرح هذا الحجاب إنه السور الذي قال عنه الله: ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) (الحديد 13)، وقال مجاهد: الأعراف حجاب بين الجنة والنار، سور له باب. وقال ابن جرير الأعراف جمع عُرف وهو كل ما ارتفع من الأرض، وإنما قيل لعرف الديك عرف لارتفاعه. وكل هذا التخبط في شرح كلمة “الأعراف” بسبب أن محمداً أخذ الكلمة من العبرية دون أن يعرف معناها الحقيقي، فاختلط الأمر على المفسرين. ويستغرب المرء كيف يقول محمد أن البرزخ بين الجنة والنار وهو كان قد أخبرنا في قرآنه أن الجنة عرضها السموات والأرض، وبالتالي فإن الجنة تحتل كل المساحة المتاحة يوم القيامة، فأين تكون النار حتى يضع الله بينهما برزخاً؟
يتبين لنا من هذه الدراسة أن الإسلام يشبه اليهودية لدرجة كبيرة في كل شيء، حتى أركانه الخمسة:
الركن الأول: شهادة أن لا إله إلا الله. واليهود يشهدون أن الله واحد ولا إله غيره
الركن الثاني: إقامة الصلاة. واليهود يقيمون الصلاة وإن اختلفت طريقة صلاتهم عن طريقة صلاة المسلمين حالياً ولكنها كانت مثلها أولاً وقد تعلم محمد منهم طريقة الصلاة والركوع والسجود, وقراءة القرآن سراً في بعض الركعات وجهراً في بعضها الآخر.
الركن الثالث: إيتاء الزكاة: واليهودية فيها زكاة وهي عبارة عن الخمس الذي يضيفه الرجل الذي يود أن يسترجع ما نذره إلى الله. ثم هناك زكاة الزراعة والأرض وهي العشر الذي أخذ به الإسلام
الركن الرابع: الصيام. والإسلام أصلاً أخذ فكرة الصيام من اليهودية عندما هاجر الرسول إلى المدينة ووجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فأمر بصيامه وقال: نحن أحق منهم بموسى، وكان هذا قبل أن يُفرض صيام رمضان
الركن الخامس: الحج. وهذه كانت عادة معروفة للعرب قبل الإسلام ولم يغير الإسلام فيها شيئاً.
و كل أحكام الفقه اليهودي أخذها محمد أو الفقهاء من بعده من التوراة والتلمود، وعليه نجد أن الإسلام لم يأت بأي شيء جديد لم تكن التوراة والتلمود قد أتيا به. وبعض المعلقين على المقالات السابقة قالوا إن المسلمين يعترفون بالتشابه بين التوراة والقرآن، ويعترفون بأن التوراة قد أنزلها الله على موسى ولكن اليهود حرفوها. ولكن التوراة الحالية التي بين أيدينا تتطابق أحكامها مع أحكام الإسلام، وهذا يعني أن القرآن والفقه الإسلامي منقول من التوراة المحرفة، وبالتالي هو محرّف مثلها، أو أن الكتابين الحاليين قد أتيا من نفس المصدر الذي كان قد نسي بعض ما قاله في التوراة وأعطى محمداً قرآناً قصد منه أن يكون مطابقاً للتوراة، ولكنه غيّر بعض التفاصيل في القصص مثل تغيير لون البقرة من أحمر إلى أصفر، وتغيير الخيط الأزرق من الفجر إلى الخيط الأسود، وتغيير طفيف في بعض العقوبات. فهل هذا التغيير الطفيف كان يستدعي أن يبعث إله السماء برسولٍ جديد بعد أن بعثَ في بني إسرائيل أكثر من مائة ألف نبي ورسول، كما تقول المصادر الإسلامية؟
[i] مصطفى عبد المعبود، سلسلة ترجمة التلمود، الفصل الرابع، الفقرة ج، ص 114
[ii] نفس المصدر، الفصل التاسع، ص 272
[iii] محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج1، سورة البقرة، الآية 73
[iv] جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1993، ج3، تفسير سورة الإسراء