الفيلم الأمريكي الجديد
“Brides maids”
أو صديقات العروس،الذي تم عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية حقق سنة 2011م ما ينيف على 100 مليون دولار كأرباح في مدة بسيطة جدا ورشح لجائزة أوسكار السينمائية, وهذا ليس مهما بقدر ما هو سبق صحفي وظاهرة عالمية جديدة حيث استطاعت المرأة أن تنافس الرجل في إضحاك الناس وهذه ظاهرة غريبة فدائما ما يبتز الرجل الكوميدي المرأة في قدرته على إضحاك الناس وقد ابتزت بطلات الفيلم الكوميدي البريطاني الصامت مستر بين والكوميدي الأمريكي ( ستيف مورفن) , وهذه بجد ظاهرة بدأت تطفو على السطح مجددا بعد سنة 2011م في العالم كله وخصوصا في الأعمال الدرامية العربية والمصرية خصوصا فإحدى أهم الميزات التي تميز بين المرأة والرجل-على حسب تعريفات علماء الإناسة الاجتماع- هو أن المرأة معرفة بالطبيعة على اعتبار أن المرأة واهبة الحياة حيث تجدد دورتها الشهرية الحياة من خلال الولادة وتمتاز بقدرتها على حفظ النوع البشري أي جنسنا والرجل معرفٌ بالثقافة ويعود تميز الرجل على المرأة بسبب تفوق الثقافة على النظام البيئي المحيط بنا من كل الجوانب, ولكن من ناحية أخرى هنالك ظاهرة ربما أنها غريبة نوعا ما عن ملاحظاتنا الدقيقة وهي أنه بالرغم من أن ابتسامة المرأة أجمل بكثير من ابتسامة الرجل إلا أن الرجل قادر على إضحاكنا أكثر من المرأة, بينما المرأة قادرة على إضافة الجمال إلى جلساتنا والدعايات التلفزيونية, فأي دعاية تلفزيونية لمسحوق جلي أو غسيل أو آلة كهربائية لا بد أن تظهر فيها صورة المرأة وأي أغنية فيديو كليب لا بد من وجود المرأة فيها, وصحيح أن هذا يدخل من باب ما يسمى ( تسليع المرأة) أي تحول المرأة في المجتمع الرأسمالي الذكوري إلى سلعة إلا أنه من المستحيل أن نستمتع بمشاهدة أي دراما مهما كان نوعها ونستمتع بها دون وجود المرأة الجميلة فيها, بينما الرجل الكوميدي قادرٌ على إضحاكنا أكثر من المرأة, ومن خلال ما نشاهده من مسرحيات كوميدية على مستوى كافة المسارح العالمية لا يمكن لأكبر امرأة كوميدية أن تضحكنا كما يضحكنا الرجل, بغض النظر عن ذكر أسماء الرجال الكوميديين إلا أنه باستطاعة القارئ أن يراجع كل ما شاهده من أفلام سينمائية كوميدية ومسرحيات أن يلاحظ بأن المرأة لا يمكن لها أن تبتز الرجل الكوميدي سواء أكانت كوميديا سوداء أو بيضاء, ولنذكر مثلا فؤاد المهندس وعادل إمام وسمير غانم ومحمد صبحي وأحمد بدير ومحمد سعد ومحمد الهنيدي ودريد لحام والمرحوم سعيد صالح والمرحوم يونس شلبي والمرحوم أحمد زكي وبالأبيض والأسود نجيب الريحاني(أبو الكشاكش) ومسرحية باي باي لندن الكويتية حيث نسيت أسماء أبطالها الكوميديين, كل أولئك كان معهم بالمسرحية نساء كوميديات غير أنهن لم تكن ولا واحدة منهن بمستوى الرجل في قدرته على إضحاكنا.
ولنلاحظ سهير البابلي وشاديا مع أحمد بدير وعبد المنعم مدبولي في مسرحية ( ريا وسكينه) صحيح أنهن كن كوميديات ناجحات جدا غير أنهن لم يصلن إلى مستوى أحمد بدير, وكذلك سعاد يونس وسمير غانم لم تكن سعاد يونس بمستوى سمير غانم كوميديا, ولم تكن كريمة مختار في مسرحية العيال كبرت بمستوى سعيد صالح ويونس شلبي وقس عزيزي القارئ دور الأبطال والبطلات في كافة الأعمال الكوميدية, ومع أن الفنانة ماريا منيب بالأبيض والأسود أرادت أن تبكي الناس على خشبة المسرح فضحكوا من دورها إلا أنها ليست بمستوى نجيب الريحاني.
ويعتقد غالبية الناس أن الرجل يغضب من المرأة القوية بدنيا لأن الرجل امتاز على فترات متقدمة من تاريخنا البشري بقوته العضلية, غير أنني أخالف هذا الرأي فأكثر ما يغيض الرجال في الجلسات العائلية أن يجد امرأة قادرة على إضحاك الناس أكثر منه, فهذا الدور يلعبه الرجل أكثر من المرأة ولا يحب الرجل أن تكون زوجته قادرة على إضحاك الناس بينما يحب أن يراها هي مضحكة ومثيرة تضيف أجواء من السرور على الجلسات والقعدات , فالرجل حتى وإن كانت عنده مساحة كبيرة من الحرية مثلي غير أنه لا يحب أن تضحك زوجته الناس في الوقت الذي يفضل به أن تسيل لعاب الرجال من خلال إظهار مفاتن زوجته وجمالها.
والرجل بالنسبة للمرأة ليس من المهم أن يكون جميلا بقدر ما يهمها أن يكون مقنعا لها ولغيرها في أقواله وآرائه وأفعاله وأن يكون مسيطرا في الحديث بكافة الجلسات العائلية مع الأهل والأقارب والأصدقاء, أي أن قوة الشخصية نوعها قياديا وقوة شخصية المرأة نوعها مثيرة لشهية الرجال والنساء معا وبمعنى آخر الجمال يحدد قيمة المرأة أكثر من عقلها, رغم أننا مع محاولة أنسنة الإنسان نحاول أيضا جعل المرأة عقلا وجمالا معا ولكننا كلنا في النهاية نسقط عنها رغبتنا بأن تكون عاقلة ونفضل أن تكون جميلة, وشيء آخر تثيرنا ابتسامة المرأة الجذابة بينما نركز في الرجل على أن يكون قادرا على إضحاكنا, ومعظم الدعايات والبرامج الفنية تكون المرأة محورها الأساسي في الجمال مثلها مثل أي تحفة فنية أو قطعة نقدية غالية الثمن ونادرة الوجود.
أن تكون المرأة مضحكة ومسلية وفاتنة الجمال فهذا الشيء يرضي غرور الزوج بينما أن تكون قادرة على إضحاك الناس فهذا يعتبره في اللاشعور – تلقائيا- منافسا له ومبتزا, فنادرا جدا ومن الممكن أن نقول أنه من بين 100 ألف رجل ربما نجد امرأة واحدة قادرة على أن تضحك الناس ولكن ليس بمستوى قدرة الرجل على إضحاك الناس.
والسبب الآخر لاحظته من خلال تصرفات الرجال أنه يعتبر المرأة القادرة على إضحاك الناس فيها هذه المسألة نوعا من خفة العقل وعدم رجاحته, بينما يرى الرجل نفسه حين يضحك الناس أنه عبقريا ونجما موهوبا وصاحب خفة دم وذكاء حاد .
راجعوا حول ذلك مقالاتي:
– المرأة الضاحكة.
– تعريف المرأة والرجل.
– عقل المرأة وعقل الرجل.
– الشتيمة الجنسية.