قال لين ليا في كتابه ( شخصيات متحركه ) ص 54 والذي نشره عام 1959 : لن يوجد إطلاقا ً أي فلم عظيم ما لم يتم إخراجه بروح تجريبيه .
المخرج النيوزيلندي لين ليا واحد من أعظم المخرجين التجريبيين العالميين ولد في مدينة كريسجيرج عام 1901 وأمضى كل حياته في صناعة السينما بالإعتماد على أفكار أصيلة في الحياة
كتب في الصفحه 148 من كتاب مذكراته : في كل فلم عملت عليه كنت أحاول إمتاع نفسي بتجربة شيء جديد لم يعمل من قبل في تقنيات السينما
ورغم أن لين ليا ترك المدرسة في سن مبكر جداً بسبب فقر عائلته الشديد , لكنه أحب التعلم وكان يمضي الساعات الطوال في المكتبه العامه ليقرأ عن آخر المبتكرات في الفنون العالميه , وبحث بأعلى ما إستطاع عن ( تاريخ فن الشعب الماوري ) السكان الأصليين لنيوزيلندا و( تاريخ فن شعب الأبورجين ) وهم السكان الأصليين لأستراليا , ثم سافر لمدة عام الى جزيرة ساموا في المنطقة الجنوبيه من المحيط الهادي ليدرس ( فن السيابو ) وهو أسلوب زخرفة القماش عند قبائل جزر المحيط الهادي
كان متحمسا ً دائماً للأفكار الجديده وحريص جداً على أن يجد بنفسه نظريته الخاصه في الفن , ومتسابقا ً جيداً في مسابقات الركض , ولاعب رغبي , ومولع بالحركه . كتب في الصفحه 27 من مذكراته : اذا كان هناك تأليف للموسيقى , فهناك تأليف للحركة ايضا ً, فبعد كل شيء هناك شخصيات متناغمه يمكن أن تؤلف إيقاعاً حركيا ً وصناعة السينما طريقة ممتازه لتفعيل فكرة : التأليف الحركي
في العام 1929 أخرج فلمه الأول في لندن عنوانه ( تسولافا ) وهو فلم كارتون موضوعه واضح الصله بشعوب : ساموا والماوري والأوبرجين
عام 1935 إكتشف لين ليا بنفسه طريقة عمل فلم دون إستعمال الكاميرا وذلك بالرسم مباشرة على شريط الفلم بواسطة القلم أو الفرشاة بتتابع حركي منسق ما بين كل ( فريم ) والذي يليه على شريط الفلم , وقد توصل الى هذا الإكتشاف لأنه كان فقيرا ً الى الحد الذي لا يمكنه من تأجير كاميرا للتصوير
تحول فلمه التجريبي هذا الى ماده مرغوبة جداً من قبل المتفرجين مما دفع أصحاب الشركات الى التعاقد معه على الإعلان لشركاتهم برسم علاماتها وإعلاناتها بين مقاطع أفلامه
كان أسلوبه في رسم الفلم غريبا ً الى درجة أنه أصبح مشهورا ً به عالميا ً على الرغم من أن هذا الأسلوب لم يغن لين ليا كثيرا ً أو يكسبه ثروه لأنه كان ينفق كل ما يكسبه على تجارب سينمائيه جديده
عام 1944 إنتقل لين ليا الى الولايات المتحده الأمريكيه وأصبح صديقا ً للعديد من الفنانين المعروفين وعازفي الجاز , ومع شركة ( كلور كراي ) السينمائيه وجد طريقة جديده لعمل الأفلام دون كاميرا ليس عن طريق الرسم بل بإستعمال قطع صغيرة من القماش يلصقها على الشريط السينمائي , ومصاحبة غناء مغني البلو : سوني تيري
إستعمل أدوات طبيب الأسنان للحفر على فريمات الشريط السينمائي لإنجاز أفلامه وكان يعتقد أن لا نهاية للأفكار التي يمكن إنجازها , وكان قد امضى 50 عاماً في عمله هذا الذي بدأه في نيوزيلندا ثم حمله معه الى نيويورك
في فلمه الأخير ( جسيمات في الفضاء ) عام 1979 كان قد بذل مجهوداً كبيرا ً لكي يظهر الفلم بالصورة التي ترضيه هو قبل ان ترضي أي من مشاهدي الفلم
توفي لين ليا عام 1980 عن عمر 79 عام بعد أن أنجز العديد من الأفلام السينمائية التجريبية في حياته , كما أنجز الكثير من المنحوتات , مثلما طور كثيرا ً من تقنايت عروض ( الضوء والصوت ) وكانت جهوده مقدرة ومحل إعجاب الى درجة أن إدارة مهرجان لا يبزغ في دورته المنعقده عام 1992 كانت قد كرمت لين ليا كواحد من 100 شخصيه الأكثر تأثيراً في عالم السينما خلال القرن العشرين
قبل وفاته تبرع بملكية جميع أعماله الى الشعب النيوزيلندي , بضمن ذلك خطط أعماله المكتوبه والتي لم تنجز بعد , تقوم حاليا ً مؤسسة لين ليا بتنظيم عملية تنفيذها . مقر المؤسسه في مدينة نيوبلايموث النيوزيلنديه , حيث يقع غاليري لين ليا , مثلما نفذت العديد تصميماته النحتيه في أرجاء المدينه .
أدعوكم الآن الى متابعة هذا الفلم القصير الذي رسمه بيده عام 1935
Len Lye est connu pour avoir réalisé le premier film dessiné à la main directement sur celluloid dès 1921. Il réalise de nombreux films en Angleterre dans les années 30, dont Colour Box et Kaleidoscope qui contiennent des formes géométriques mouvantes animées.