كثيرون كتبوا يطالبون بمقال عن تاريخ حمص بعد مقالي عن حماة .
حمص مدينة قديمه جدا لم تولد من فراغ ولا قامت بارادة حاكم بل هي نتاج وجود بشري متعدد وجاورت حماة ومملكة كتنا
وارثوسيا الرستن واستقرت فيها الآرامية ألفي سنه قبل المسيح .
مع انها تبدو للآخرين طيبة وبسيطة الا انها في العمق تعرف طريقها الى القيادة وتعرف كيف تقاوم .
حمص تفضل العمل بالوسائل السياسية وتنبذ العنف وترغب في وضع لا تضطر معه ان تضع عقلها على الرف .
لذلك فإنها نموذج للتعايش وحوار الأفكار والعقل وساحة موالية لللديمقراطية حين تختارها سوريا .
حمص كاسم اختلفت المصادر في شرح معناه ومن أطلقه على المدينة.
الخوري عيسى في كتابه تاريخ حمص: قال ان اسمها ورد في التوراة باسم ( حما صويه ) ثم حرفت الى حمصويه ثم الى حمص.
في اللغه الاسم جذر كنعاني يعني الخجل
وربما ان اللون الأحمر حين يتحمر يتحمص
في كتاب الروض المعطار الصادر عام٩٠٠ م
ورد : حمص مدينة في الشام لا يجوز فيها الصرف كهند لان اسمها أعجمي وسميت باسم رجل من العماليق يدعى حمص .!
ياقوت الحموي كتب : حمص قلعه حصينه بناها مكتف العمليقي.
حسيب سلامه في كتابه عروس الوعر : اسم حمص مشتق من أميسا. من العهد الروماني.
اخرون قالوا ان الاسم ارامي ويعني الارض اللينة
ياقوت الرومي قال : ان حمص من الحماسه لانها مدينة الأقوياء
مصادر اخرى : ان اسمها كان حث وهو اسم قبيلةًنازلة بحمص
سكان حمص
ابو الفداء يقول ان السامين سكنوا حمص وكذلك العماليق سكنوها وهم من صنعاء ومن العرب الباىدة .
سكن حمص الكنعانيون وتكلموا اللغه السامية
مع تعدد الشعوب الوافدة الى حمص من ارامية وفارسية ويونانية ورومانيه ويونانية وعربيه يصعب إعطاء سكان المكان وصفا لا يأخذ بعين الاعتبار هذا التداخل .
الفترة الآرامية هي الأطول وما تزال اللغه الاراميه موجودة ومتداخلة مع ألعربيه العاميه والاراميون السريان ما زالوا جزءا مهما من النسيج الحمصي ريفا ومدينة.
اول إمارة عربيه في حمص قامت عام ٨١ -٩٦ قبل الميلاد واميرها هو شميسغرام
وهو الذي بنى هيكل الشمس ووضع فيه الحجر الأسود ومن ملوك الاماره ( دابل وجميليك وعزيز ومزيز وسهيم والمعبد هو في مكان جامع النوري الحالي وكانت الرستن ( أرثوسيا ) تابعه لها .
في التوراة ان حمص سكنها الآراميون والعموريون والعمالقة والحثيون .
يقول المسعودي : اول من نزل حمص من العرب هي قبيلة قضاعه بن مالك بن حمير
ثم تنوخ وملكها نعمان بن عميرو بن مالك .
الهمزاني يقول ان حمص من ديار غسان
اليعقوبي يقول : ان أهل حمص اغلبهم من طَي وحمير وكلب وهمدان
الوجود اليمني هو الابرز انطلاقا من اللغه
حيث في جعده في شمال صنعاء توجد الاماله في اللغه العاميه الحمصية ويقال ان هجرة الغساسنة بعد انهيار سد مآرب حطت في حوران وحمص وجبال الساحل.
وإذا ذهبت اليوم الى جعده تحسب نفسك في حمص التي كان زعيم النصارى العرب فيها يوم فتحها العرب هو ابو الجعيد وهو الجد الاول لآل عطالله والبندوق الاصدقاء .
قبل الاسلام كانت حمص على المسيحية سريانا وعربا من طَي ومذحج وبهرا ء وغسان ولخم .
الأب لويس شيخو اليسوعي : معظم السكان في سهول حمص كانوا من تغلب وغسان وتنوخ وبني كلب وكان اسم البادية بادية كلب .
من هذا يتبين ان العروبه لم تكن مستورده مع الفتح الاسلامي بل موجودة ومقيمة عربا وسرياناً والعرب في حمص هم الذين ساعدوا الفتح العربي ضد الروم وفتحها العرب سلما .
اهم اثار حمص هيكل الشمس وهو من اقدم هياكلها في الشرق وفيه الحجر الأسود وعبادة الحجر انتقلت الى حمص من اليونان .
وتم نقل حجر معبد الشمس الى روما حين تولت جوليا ابنة كاهن معبد الشمس عرش الامبراطورية كزوجة لسفيروس الضابط الروماني من اصل ليبي والذي بعد الزواج منها صار امبراطورا .
مكان الهيكل تحول الى كنيسة ثم الى مسجد النوري حاليا .
هناك رأي في قصة الحضاره ليول ديورانت ان المعبد كان في قمة القلعة وبناه شميسغرام العربي عام ٨١ ق م .
وربما انه نقل فيما بعد الى مكان المسجد النوري .
يقال ان حمص مطلسمه لا تدخلها حية ولا عقرب وما ان تدخلها حتى تموت وفِي القديم اعتبروها من الأعاجيب ولكن الحقيقة العلمية ان ارض حمص تحتوي على نسبة عاليه من الزئبق الذي يقتل العقارب وغيرها وتهرب من الاقتراب منها .
ومن الأساطير انه كان يوجد في المعبد رسم عقرب على الحجر فاذا جاء ملدوغ بطين ووضعه على حجر الهيكل فوق رسم العقرب
ثم وضعه على الجرح يشفى في الحال .!
قلعةًحمص قديمة العهد وهي تل ترابي استخدمت من قبل كل الشعوب التي اجتاحتها كمركز سلطه .
ابراهيم باشا المصري عام ١٨٣١ م هدم
البيوت التي على القلعة ومن حجارتها بنى معسكراته في المدينه وهناك بيوت عديدة حول القلعة حجارتها من بيوت القلعة .
كنيسة مار أيليان يعود تاريخها الى عام ٢٨٦ م تؤرخ ذكرى قيام والده الوثني بإعدامه لانه تنصر وكان بالأساس طبيبا شافيا ومحبوبا من الحماصنة الذين جددوا في مكان دفنه وبنوا عليه كنيسة على اسمه عام١٨٤٥ م .
بالمناسبه لم تهدم في الأحداث الاخيرة
لان ال النشيواتي من زعماء حي الورشة أبعدوها عن النزاع وحموها .
كنيسة أم الزنار السريانية الارثوذكسية
وهي من اقدم معابد المسيحية في الشرق
وتعود للقرن الثالث الميلادي وفيها اكتشف وجود زنار السيدة مريم العذراء
مدفونا تحت ماىدةًالصلاة في الهيكل
في عهد البطريرك العالم السرياني افرام
في الخمسينيات من القرن الماضي وقد هدمت في الأحداث الاخيرة بفعل مدفعية النظام حيث الشارع الذي فيه الكنيسة كانت تحت سيطرة المعارضه .
جامع خالد بن الوليد
الجامع الحالي هو تجديد للمقام وآخر تجديد فيه تم عام ١٩٠٢ على أنقاض المسجد الذي يعود الى القرن الاول الهجري وفيه قبر خالد وابنه عبد الرحمن
الذي قام بتجديده هو معلم معماري من ال خزام كما ان الرواق الشمالي بناه في عهد الباشا الدروبي جدي سليمان الحشوة ابو راغب .
والطريف ان والدي تعهد بناء مسجد السلطان بحمله والذي هدمه عسكر ٨ آذار عام ١٩٦٤.
يومها قال حموي لوالدي ابو عاكف معقول مسيحي يبني المسجد فقال له ( روح هل معقول اسلام يهدموا مسجد .!
طبعا حول حمص كانت مملكة كتنا التي هي قرية المشرفه التي اجلي سكانها لان عاصمة المملكة تحت مبانيها واكتشف مكانها بواسطة الألواح الفرعونية وما يزال التنقيب فيها مستمرا وربما ان اسم بحيرة قطينة جاء منها بحيرة كتنا ثم حرفت الى قطنه .
كما جاورت مملكة زنوبيا في تدمر وخضعت لها وكثير من الكلمات العامية في حمص تعود الى لغة تدمر الاراميه حاجي عاد وتعني كفى وحبالتيه تعني المأسوف عليه وهكذا .
كانت حمص تتعرض للزلازل مرارا ويعاد بناؤها وآخر( زلزال) في كان الأحداث الاخيرة
حيث تم تدمير اكثر من نصف الأحياء فيها وشرد اَهلها .
١٥-١-٢٠١٨