المتطرف يتبادر إلى ذهني هذا السؤال المحير, وهو لماذا تعتبر الناس وخصوصا النخبة من النُقاد بأن هؤلاء الإسلاميين متشددين ومتعصبين بسبب إيمانهم القوي!!؟؟, وأنا هنا أضع خطين تحت جملة (إيمانهم القوي) فباعتقادي الجازم بعض الشيء أن هؤلاء المتدينين لا كلما شددتُ أذني لسماع ومشاهدة أخبار الإرهاب حول العالم والذي هو من صنيعة الإسلام يتمتعون بإيمان قوي, بل أن إيمان هؤلاء المسلمين بالله ضعيف جدا وهذا معناه أن أسباب الإرهاب راجعة إلى ضعف الإيمان الإسلامي بالعقيدة أو إن صح التعبير ضعف إيمانهم بالله, أما المسيحيون فهم الأكثر إيمانا بالله من المسلمين , فلماذا مثلا لا نسمع عن عمليات انتحارية للمسيحيين ضد الحكومة أو ضد من يرون أنهم أعداء للديانة المسيحية؟ ففي آخر إحصائية أن
المجلة الفرنسية المسيئة للأديان ٩-;—;–٠-;—;–% من رسوماتها كانت وما تزال ضد المسيحية و١-;—;–٠-;—;–% من نصيب اليهودية والإسلام ,والفاتيكان له مع المجلة قضايا في المحاكم الفرنسية بسبب إساءة صحيفة “شارلي إيبدو” للديانة المسيحية حتى أن الفاتيكان رفعت أمام المحاكم عدة قضايا على صحيفة”شارلي إيبدو” ولكن لم يحمل أي متدين مسيحي كاثوليكي أو بروتستنتي سلاحه ليهدد الصحيفة أو ليعتدي على الصحفيين, وهذا لا ينبع من ضعف إيمان المسيحيين إنه يعني جملة واحدة وهي أن الإيمان المسيحي قوي جدا ولا يحتاج إلى السلاح لكي يدافع عن ألله.
المسيح بنظر المسيحيين المتدينين لا يحتاج إلى انتحاريين ليدافعوا عنه والإنجيل ليس كما القرآن الذي يحتاج كل يوم إلى رجال يصفون أنفسهم بأنهم علماء لكي يدافعوا عنه, الإيمان الحقيقي والدين الحقيقي هو الدين الذي يدافع عن نفسه بنفسه, لننظر مثلا إلى الدين الوثني قبل الإسلام حين غزى (أبرهة الأشرم أو أبرهة الحبشي) الكعبة ليهدمها,, فماذا قال جد محمد(عبد المطلب-شيبة)؟ راح يسأل أبرهة عن إبله, فقال له: تسأل عن الإبل ولا تسأل عن الكعبة؟ فقال له: الإبل أنا ربها وللبيت ربٌ يحميه, هذا كان على أيام الوثنية التي آمن أصحابها بعدم الدفاع عن دينهم وأصر شيبة عبد المطلب بأن للبيت رب يحميه.
إن قوة الإيمان تغني صاحبها عن الدفاع بيده عن دينه, لقد كان عبد المطلب وهو وثني يقول: إذا كان الذي نعبده إلها حقيقيا فأعتقد بأنه قادرٌ بأن يدافع عن نفسه بنفسه, أما عن شكل العلاقة بين الفرد أو لنقل بين الله والإنسان في الديانة الإسلامية فهي تمضي في طريق محفوف بالمخاطر فكلما قدم المسلم المزيد من الضحايا البشرية وكلما قتل منهم المزيد كلما شعر بأنه قريب من الله, وهذا في الحقيقة ضعف في الإيمان وهذا ما يؤدي إلى نشر الإرهاب ومن الممكن أن نعتبره سببا رئيسيا في نشر الإرهاب إضافة إلى الأسباب الأخرى التي وقفنا عليها سابقا, يبقى الآن الطريق المسيحي نحو الإيمان ممجوج بكثير من التنازلات عن الحقوق الشخصية أمام من يسيء ومن يسامح, من يظلم ومن يغفر, من يؤثم ومن يخلص, فالإيمان في الدين المسيحي قوي جدا لأن التسامح قوة, هكذا اتفقنا نحن معشر الفلاسفة والمناطقة, فالاعتذار قوة, والتسامح قوة, والمغفرة قوة, أما في الديانة الإسلامية فلا يوجد تسامح مع الأعداء وهذا معناه الضعف, هب نفسك وقعت معي في مشكلة وعندما تمكنت منك سمحت عنك وغفرت لك لأن الله يغفر ويسامح ونحن على شاكلته, هل لأني سمحت عنك ستقول بأنني جبان؟ أم ستقول بأنني شجاع, أظن إذا كنت مسيحيا مخلصا وتتمتع بنعمة الخلاص من المؤكد أن تصفني بالقوي وبالشجاع لأنني عند مسامحتي لك تغلبت على الشيطان وعلى قوى الشر, أما في الديانة الإسلامية فالعين بالعين والسن بالسن وسينتقم المسلم من أعدائه بعد أن يقعوا بيده, وهنا يبدو ضعف الإيمان بالله واضح جدا, إذن المسيحية أقوى من الإسلامية من حيث الإيمان.
إن مسألة الإيمان بالله وإدانة الآخرين تعود إلى تربية الفرد الدينية منذ النشأة فالذين يطربون لمشاهدة الدماء وهي تنزف على الأرض ويكبرون ويهللون الله أكبر الله أكبر, تختلف عن التنشئة الدينية التي تربي الفرد على التسامح لأن هنالك ديان يوم الدينونة هو الذي يدين الآخرين, فنحن لا علم لنا بالإدانة وكم أعدمت وسجنت المحاكم المدنية والدينية أشخاص لثبوت التُهم عليهم وبعد عدة سنين ظهرت براءتهم, وكم من أشخاص وددنا لو قتلناهم لظننا أنهم أساؤوا إلينا وبعد فترة تبين لنا العكس, ما ذا علينا لو أرجأنا الحساب ليوم الحساب, يوم نقف أمام الديان ليقول لنا من هو المسيء ومن هو المذنب, إننا حتى هذه اللحظة مع تقدم العلوم لا نملك الدراية الكافية ولا نملك الأهلية أو المؤهل الكافي لكي ندين الناس ومن ثم نقتلهم ونعذبهم, وأنا شخصيا مررتُ بمثل تلك التجارب وكنت على فترة أعتقد بأن فلان أي سين(س) من الناس قد ظلمني وبعد عدة سنوات ثبت لي عكس كل ما كنت أتصوره, ولو أني آذيته لا سمح الله فإنني على الأغلب لن ولن ولن أسامح نفسي ما حييت, لندع الخلق للخالق ولنترك الحساب ليوم الحساب ولنصفح عن المسيئين لنا فربما أنهم غير مسيئين, لنتمتع جميعا بإيمان قوي بالديان الذي سيدين, ولنغفر للجميع خطاياهم لأن هنالك إله كبير محب ومتسامح يغفر للمسيئين ويشرق بشمسه على الصالحين والطالحين والمسيئين, لندعو الله لكي يغفر لنا أغلاطنا وأخطاءنا وهفواتنا, ولنسامح كل من اعتدى علينا ونتركه ليوم الدينونة الأعظم حيث يخضع الملوك والسلاطين والجبارين أمام عرشه , يومها يأخذ كل صاحب حق حقه, لنصلي جميعا من أجل المعذبين والمطرودين والمدميين, لنصلي من أجل كل مشرّد وكل سجين وكل غريب يموت غريبا بعيدا عن أهله وناسه, لنصلي من أجل المرضى والمعوزين والجياع, لنصلي من أجل أن تنزل رحمة الله علينا, لنسامح من أجل من يسامحنا.