اللهم لك الصبر والسلوان واليك المشتكى

rodenyمليونا زائر راحوا راجلين الى ضريح الامام موسى الكاظم.
انه طقس من طقوس الدين الرائعة وتثبت يوما بعد يوم ان شعبنا تتأصل فيه روح الديانة الحقة.
لاتبيتوا سوء النية او القصد حين اقول :لو ان نصف مليون من هؤلاء اعتصموا في الحضرة الكريمة احتجاجا على مايحصل في المنطقة الخضراء من تلاعب بمقدرات هذا الشعب الغلبان؟.
هل شعبنا مسرور جدا بما يحصل هناك ام انه يخاف ان ياتي من يمنع عليهم هذه الطقوس؟.
ربما…
ولكن الصحيح ايضا ان مواطنيننا يعرفون كيف يقيمون شعائرهم الدينية ولكن مع الاسف لايعرفون كيف يحتجون على “ماموث” المنطقة الخضراء.
مليون زائر ساروا على اقدامهم ولم يردعهم خوف من المفخخات او التفجيرات الاخرى، بمعنى آخر انهم يعرفون جيدا ماذا يعني ممارسة هذه الطقوس ولكنهم لماذا يسكتون على هؤلاء الذين يعبثون بهم؟.
ارجو الا يفهم من كلامي اني ضد ممارسة الطقوس الدينية او اميل الى العلمانية او الالحاد فانا والحمد لله محصن من هذه التسميات وهمي الوحيد هو العراق ولاغير العراق.
في السنة 150 يوما عطل رسمية او دينية فهل فكر من بين هؤلاء المليونين كم تكلف الخزينة؟.
جميع المحافظات تقريبا اعلنت العطل الرسمية خلال هذا الاسبوع وهذا يعني الشلل في جميع دوائر الدولة وتضرر الكثير من الناس والشركات ودوائر الخدمات بذلك.
لماذا هذه العطل في الوقت الذي نحتاج به الى كل جهد حتى ولو كان بسيطا في تطوير ما نحن بحاجة الى تطويره.
احد النواب “الاشاوس” الذين فروا امس من قبة البرلمان قال ذات يوم: ان هذه الطقوس خط احمر ولا نقاش فيه.
لقد وجدت الحكومة وبصحبة النواب فرصة ثمينة لتعميق الانفصال المذهبي من اجل الهاء الشعب عن اهم قضاياه ،انهم يتفرجون عليهم وهم يضحكون من سذاجة البعض الذي بلع الطعم.
احد اولاد الملحة علق على ذلك قائلا بايجاز: شايف شلون طركاعة هيج.
الاسترسال يوقعنا في المحظور ولسنا ناقصين ذلك.
ماعلينا…
في رسالة هي الاولى من نوعها ترسل الى ترامب من قبل رجل منفتح وذو عقل مرن هو اياد جمال الدين، فقد بعث برسالة واضحة الى المرشح الرئاسي يقول فيها:
“إذا أردت وقف الارهاب الاسلامي، فعليكَ بتفعيل دور مجلس الأمن واعتبار ان “الاسلام السياسي” مبدأ هدام أخطر من النازية والشيوعية، إصدار قرارات من مجلس الأمن، تُلْزِم الدول الاسلامية، بفرض العلمانية وأي دولة ، ترفض تطبيق العلمانية، يجب طردها من الامم المتحدة وحظر التعامل معها، واعتبارها بؤرة منتجة لـ”الارهاب الاسلامي.”
وتابع “عزيزي ترامب، أنا متأكد ان كل الحكام المسلمين باستثناء ايران سيشكرونك على فرض العلمانية عليهم وعلى دولهم وشعوبهم. عزيزي ترامب.. الحكام العرب والمسلمون، ينطبق عليهم القول تشتهي وتستحي”. أي انهم يحبون العلمانية ويخافون تبعاتها. فآجبرهم عليها.”
“أما المسلمون، فهؤلاء تجمعات من العاطلين عن العمل، بالامس كانوا شيوعيين وقوميين، أيام المد الشيوعي والقومي، واليوم صاروا اسلاميين، وغداً سيتحول المسلمون الى شيء آخر. أوقف قنوات البث الديني السنية والشيعية، ومنع بث خطب الجمعة. وسيتغيرون تدريجيا.”.
واختتم قوله: أنا يائس من ظهور اتاتورك مسلم آخر. وأملي أن تكون انت اتاتورك عالمي، تفرض العلمانية بالاكراه على المسلمين. جزيتَ خيرا عزيزي ترامب، أكبر الأغلاط التي اقترفها اسلافك، هي سعي امريكا لنشر الديمقراطية والحريّة في بلادنا قبل نشر “لعلمانية”.
لانعتقد ان ترامب سيقرأ هذه الرسالة ولكن من يدري ربما سيوصلها له احد المقربين.
ولكن الذي ندريه هو ان شعبنا هو الذي يقرر ذلك على الاقل من خلال المليوني زائر.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.