الكون مصنوع من حكايات وليس من جزيئات فيزيائية

sultnعلى الجدار في ذلك المقهى القائم على ضفاف بحيرة
Erie،
في تلك 
البقعة السماوية من ولاية نيويورك، حيث كنت أحتسي قهوتي هذا الصباح، على ذلك الجدار رُسِم مجسم كبير لحبة قهوة في مركز دائرة كبيرة، وكُتب على محيط تلك الدائرة العبارة التالية:
.I’ve circled the world and stopped here to tell you my story

(لقد درت العالم كله، ثم توقفت هنا لأقص عليك حكايتي)
……
ألا تصدق بأنه حتى لحبة القهوة قصة، وهي جديرة بأن تُروى؟؟؟
من زرعها؟ من اعتنى بها نبتة وقطفها ثمرة؟
ماذا عن رحلتها من الشجرة إلى كفّ الفلاح إلى الشاحنة إلى المحمص؟
ومن ثم من قلب موطنها الأصلي في أدغال كولومبيا إلى الولاية الأمريكية التي يُقال عنها “لا تنام”؟!
أليست هي من تسرق النوم من عيون تلك الولاية رغم قوة الحراس الذين يرابطون على مداخل عيونها؟؟؟
ألا تعلم تلك الحبة أسرار هؤلاء الناس الذين مرت من خلالهم من مهدها إلى فنجان قهوتي؟؟
ألم تتحسس حرارة آياديهم؟
ألم تعاشر آلامهم وأفراحهم؟؟
أليست قصصهم جزءا من قصتها؟
……..
نعم، لكل منّا قصة، ولحبة القهوة أيضا قصتها….
تلك القصص، لو رُويناها لرأى كل منّا في الآخر نفسه ولتوحدنا انسانيا، على حد قول
Muriel Rukeyser،
الشاعرة الأمريكية:

The universe is made of stories, not of atoms
“العالم مكون من حكايات، لا من ذرات”!
ليتنا نرى العالم دائما بعيني شاعر، وليس فقط بعدستي عالم!
….
سأقص عليكم لاحقا تفاصيل رحلتي إلى نيويورك وحكاياها…
تحضرني هنا، وبهذا السياق، عبارة من كتابي القادم “دليلك إلى حياة مقدسة” تقول:
سيكتبون على شاهدة قبري: “ماتت قبل أن تروي كل حكاياها، ولذلك
تستحق دمعة”!
….
لذلك، أريدك ـ صديقي وعزيزي القارئ ـ أن تتابع تفاصيل تلك الرحلة وحكاياتها قبل أن تقرأ يوما ما كُتب على شاهدة قبري فتضطر لذرف دمعة!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

One Response to الكون مصنوع من حكايات وليس من جزيئات فيزيائية

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    ١: حتى الانسان نفسه عبارة عن حبة قهوة تنتهي في فنجان لينعش أو يروي إنسان عطشان ، لياتي أخيرا بكل سهولة ذي فكر عفن ليسكبه على جدران ؟

    ٢: من يَرَوْن العالم بعين الشاعر فهم طوباويون أو حالمون ، ومن يرونه بعين العالم جامدون أو جاحدون ، لذا وجب النظر له بكلتا العينين ليصير الحلم حقيقة ، فكم من حلم أو فكر مات وإندثر لأن عين العالم لم ترصده أو تتلقفه لتحوله الى واقع ملموس ، وتلك حكمة ألله في خلقها ؟

    ٣: يقولون مقومات العقل ثلاث ، السمع والبصر والمنطق ، فما نسمعه مالك يترجم الى منفعة فهو باطل ، وما نراه مالم يترجم إلى منفعة فكأنه لم يرى ، وما نسمعه ونراه من دون منطق كأنه لم يكن ، والكلمة حتى تدرك لابد أن تسمع ؟

    ٤: حتى مافي الكتب السماوية مالم يترجم الى منفعة للبشر فهو كلام أجوف وباطل وخالي من العبر وكأنه لم يكن ، فالسيد المسيح لم يكن يكتفي بقول من يلقاهم من المرضى مغفورة لك خطاياك (كلام) بل كان يعقبه بشفاء (عمل ملموس) لأن الروح مستعدة (الفكر) كما يقول الكتاب وأما الجسد فضعيف (الذات البشرية) ؟
    ولهذا أعقب خلق ألله للسماوات (الفكر ، الْحُلْم) ألارض (الواقع الملموس) سلام ؟
    ( In the beginning God created the heavens and the earth . (Genesis 1:1

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.