علينا أن نختار الواجبات الصعبه لأنفسنا , وأن نترك السهلة للآخرين يقومون بها هم أولاً , كما علينا أن نحاسب أنفسنا بجديه على أخطائنا ونكون متساهلين نوعاً ما مع الغير
بنجامين فرانكلين واحد من أهم وأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكيه . كان مؤلفاً ذا هجاء سياسي , عالم ومخترع ورجل دولة ودبلوماسي وصاحب مطبعه . كان شخصية رئيسية في التنوير وتاريخ الفيزياء ، حيث كان صاحب تجارب ونظريات واكتشافات متعلقة بالفيزياء كادت بعض تجاربها تؤدي الى موته المحقق . بنجامين فرانكلين كتب في أحدى مقالاته يقول : أن تكون قدوة حسنه .. هو أفضل خطاب عن شخصك يمكن أن تقوله للعالم , يعليك مرتبة , ويربّي مجتمعك
وانغ يانغ مينغ فيلسوف صيني عاش في القرن الخامس عشر كان جنرالاً ومسؤولاً حكومياً وتربوياً وخطاطاً , فلسفته تبتغي المثاليه , ويعتبر من أهم فلاسفة الحركه الكونفشيوسيه الجديده
ذات يوم أخذ وانغ يانغ مينغ طلابه الى جولة حره في المدينه لإعطائهم دروساً من واقع المجتمع . فجأة سمع إحدى النساء تصرخ على واحدة ثانيه : أنتِ بلا وعي .. أنتِ لا تفكرين , فصرخت الثانيه من مكانها : أنتِ التي لا تفكرين
حين سمع الفيلسوف هذه العبارات نادى طلابه : أيها الشباب تعالوا وإستمعوا الى الدرس . رد طلابه : سيدي .. هذا عراك نساء وليس فيه أي تعليم !!
قال الفيلسوف : لكنهن يتحدثن عن الوعي والتفكير .. أليس هذا موضوعاً للتعلم ؟ فنحن البشر حين نطالب الغير بالوعي والتفكير نفعل ذلك عن طريق الصراخ , ولكن لو طالب كل واحد منا نفسه بالوعي والتفكير .. ألا يكون ذلك تعليماً عظيماً للنفس ؟
وعليه .. فأن نكون نحن القدوة الحسنه , أو أن نتخذ لأنفسنا قدوة حسنه في السلوك هو أسلوب للتثقيف الذاتي وتثقيف المجتمع , أما مطالبة الآخرين بفعل شيء ما فهي ليست وسيلة ناجحه للتثقيف مادمنا لم نعطهم من أنفسنا قدوة حسنه
لكي تعلم إبنك أن لا يكذب ولا يسرق ولا يحتال على الناس , لا تأمره بذلك إنما كن أنت قدوته الحسنه التي يفخر بها ويفتخر بتقليدها . يقال في الأمثال أن المرؤوسين يحاكون أفعال رؤسائهم , ولهذا فمن المهم جداً أن يكون الرؤساء قدوة حسنه .. من أجل بناء مجتمع ناجح
د. ميسون البياتي