القتيلة طلعت مسيحية .. قصة حقيقية ‎

نبذا عن حياة الشهيدة الدكتورة شذى مالك
بقلم/ زميل الدراسة الجامعية

طالما انقضت فترة ليست بالقليله ، ولم يعلن أي بيان من وزاره الداخليه غير بيان بتكثيف الجهود للقبض على القتلة ، وهذا معناه شىء واحد لاغير وهو أن المرحومة وعائلتها قد تم قتلهم من قبل المليشيات واتطمطمت القضيه ، والقتل جاء بالسكاكين للتمويه على الموضوع ؟

نبذة عن حياة الشهيدة الدكتورة شذى مالك دنو
بقلم/ طبيب مسلم الدكتور شاكر جواد
“طلعت مسيحية”

بمرحلتنا التي دخلنا بها كلية الطب عام 1975 وتخرجنا عام 1981 كان يوجد إثنان فقط تبدأ اسمائهم بحرف الشين “شاكر وشذى” ؟

و بما أن كلية الطب كانت تتبع طريقة المجاميع الصغيرة في التدريب (كنا نسميها كروبات) فكانت المجاميع الطلابية تنقسم حسب تسلسل الحروف الابجدية ، والشخص الذي يبدأ اسمه بنفس حرف اسمك يجب أن يرافقك
بنفس الكروب لمدة 6 سَنَوات ؟

طبعا صار واضح لكم أنه بسبب هَذَا قضيت 6 سنوات مع الطالبة شذى بنفس الكروب” بالمختبرات ، والتدريبات السريرية ، وبالزيارات الميدانية وغيرها ؟

شذى كانت طالبة متميزة جدا في دورتنا ، وتميزها كان في أنها كانت غاية في الرقة ولم يكن لها مثيل في هدوئها وخفرها وخجلها وصوتها ذو النبرة المنخفضة ، كانت نسمة هادئة تبرد أعصاب مجموعتنا عندما يصيبنا التوتر بسبب ضغط الدروس ، كانت الوحيدة التي لا تنفعل ولا تتأثر بالظروف والمحن التي يمر بيها طلبة الكلية ، بشكل كان يثير استغرابي ، بل ويجعلني احسدها بسبب هذا الصفاء والهدوء الداخلي المزمن ؟

انقطعت اخبار شذى الحلاوية منذ التخرج قبل 37 سنة ، ولم اسمع بها ولا باخبارها الى ان ظهرت صور لسيدة لم استطع تمييزها على صفحات الانترنت اسمها شذى ، لم تثر الصورة انتباهي في باديء الامر وحتى بعد انتشار الخبر المؤسف بمقتل عائلة عراقية مسيحية في بغداد طعنا بالسكاكين ، لم اربط بين صورة الطبيبة ضحية هذه الجريمة البشعة وبين زميلتي شذى ، ببساطة لأني و خلال ست سنوات من علاقة الزمالة الوثيقة بشذى مالك حنتوش لم اعرف انها كانت مسيحية ؟

نعم ، تخيلوا أني لم أكن أعرف إلا بعد مقتلها أنها كانت مسيحية ؟

عرفت بعد أن اصبحنا نصنف العراقيين حسب اديانهم و مذاهبهم في هذا الزمن العاهر ؟

فلروحك الجميلة عزيزتي شذى ولروح عائلتك الشهيدة كل المحبة ولتنعم هذه الروح الملائكية بالسلام الابدي والراحة الدائمة بعيدا عن قذارة هذا العالم التعس ؟
اكتب هذا الرثاء وعيناي دامعتان ، ولم أزل غير مصدق بأن شذى الوديعة الطيبة الجميلة تطعن بسكاكين الغادرين وتموت ؟

شذى التي جعلني موتها بهذا الشكل الدراماتيكي فقط اعرف انها كانت مسيحية ، بعد أن انقطعت اخبارها طيلة 37 عاما ؟

أرجو أن تبريني الذمة عزيزتي شذى ، فطالما قلدت صوتك المنخفض و حركاتك البريئة لاضحاك طلاب مجموعتنا ، ولكنك كنت تفاجئيني دائما بانك اكثرهم ضحكا على ما افعل ، وليتني ما فعلت فلربما جرحت مشاعرك بتصرفاتي الخرقاء تلك ، ولكني لم اكن فاهما لمشاعر الناس كما انا الان ؟

فعذراً ، الوداع وأبرينا الذمة
الدكتور/ شاكر جواد

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.