الفساد العراقي في الحي الراقي

الفساد كلمة جميلة في هذا الزمن الاغبر،وخصوصا في بلد مثل العوراق الجميل.
والكلمة اياها فاقت القنبلة الذكية التي استعملتها القوات الامريكية في احتلال الصومال في نهايات القرن الماضي.
لماذا؟.يشرح احد المشاغبين السبب بالقول ان”القنبلة الذكية تتشظى الى مئات الشظايا وتقتل كل شظية عدد “لابأس به” من البشر بينما الفساد في العوراق قد تشظى الى الآف الشظايا واخذ ينتشر في الاحياء الراقية حصرا.
ومن هنا فقد الح الامريكان على مجلس الشيوخ الامريكي استضافة عدد من الشخصيات العراقية البارزة لألقاء محاضرات تعريفية عن هذه الكلمة او المصطلح ليتسنى لهم،أي الامريكان، تطوير قنبلتهم الذكية لتكون اكثر فتكا من الفساد.
وحتى كتابة هذه السطور لم يوافق مجلس الشيوخ على هذا المقترح مما اضطرت معه وكالة المخابرات ارسال مندوبيها لزيارة العوراق بحجة تنفيذ مشاريع البنى التحتية والفوقية والاطلاع على كيفية تنفيذ بنود هذا المصطلح على ارض الواقع.
يتداول في التشكيلات الوزارية في دول العالم مصطلح”وزير بلا وزارة”او “وزير بلا حقيبة”، ووزارة البلديات والاشغال العامة العوراقية تقع في هذه الخانة لأن كل بلديات بغداد العاصمة تتقاسمها محافظة بغداد عبر مجلسها الموقر وامانة العاصمة، ولاندري كيف لا يتشابك الطرفان في اختصاصهما تجاه هذه البلديات المسكينة.
اما بلديات المحافظات فهي ليست فقيرة وبائسة فقط وانما تتقاذفها صلاحيات مجالس المحافظات ووزارة البلديات وكل منهما يريد”الكعكة” لشفتيه البارزتين.
ومن هنا اتجهت وزارة البلديات الى رصد اكبر ميزانية عالميا لتنفيذ مشروع بناء “مراحيض” في كل انحاء العوراق.
ويأتي هذا المشروع اثر نشر تقرير احصائي امريكي امس اعتبر فيه ان العوراق يحتل المرتبة الاولى في استيراد الاغذية الفاسدة عالميا.
وقال احد المقربين من المهندس عادل مهودر راضي وزير البلديات والاشغال العامة في مؤتمر صحفي عقده امس بأن “الوزارة وضعت ستراتيجية علمية دقيقة عن الحاجة الفعلية للبنى التحتية في العراق ومنها بناء مراحيض عامة للمواطنين لكي يقضوا حاجتهم فيها خصوصا وان معظمهم يتناول الاغذية الفاسدة التي تسبب الاسهال مما يجعل المواطن العراقي محاصرا وهو ماسكا بطنه خوفا من الفضيحة امام الناس في الاماكن العامة ،ولهذا فنحن نعتبر هذا المشروع من اهم المشاريع الحيوية للوزارة بعد ان تم التصويت عليه بالاجماع من قبل مسؤولي الوزارة قاطبة”.
وأكد مقرّب آخر من ديوان الرقابة المالية بان نسبة انتاجية الموظفين في دوائر الدولة قد انخفصت الى اقل من النصف بسبب تواجد هؤلاء الموظفين في المراحيض معظم ساعات الدوام حيث انتشر الاسهال بينهم.
أي هسه افتهمنا ان الحكومة برئاستها الامنية عاجزة عن ردع الارهابيين والقتلة واصحاب كواتم الصوت ولكن هل هي فعلا عاجزة في القضاء على مهربي الاغذية الفاسدة ومن يقف ورائهم.
أي انتم حكومة بطيخ؟.
ولكم والله حرام.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.