أديب الأديب 20\3\2016 © خاص مفكر حر
عندما كان المفكرون العرب التنويريون يطالبون المؤسسات الدينية (الازهر, مكة, قم, النجف), والتي تحولت الى ورشات ترزية لتفصيل الفتاوي التي يحتاجها الطغاة العرب لتمكينهم من استرقاق شعوبهم وسرقتهم, بإصلاح الخطاب الديني وتطويره ليناسب متطلبات العصر وإحتياجات المسلمين, كانوا يكفرونهم صراخاً وتزبيلاً, ويعدونهم بالويل والثبور وفظائع الامور, وقد إستباحوا دماء الكثيرين منهم وزوجوا الكثيرين ايضا في غياهب السجون وسودوا عيشهم وعيش ذويهم واقربائهم, ولكن الآن جائتهم الأوامر من اليد العليا في الغرب الذين لا يستطيعوا قتلهم او سجنهم او رفض طلبهم, فمع تعرض الغرب للإرهاب الإسلامي المتكرر والمؤصل من صحيح الشريعة, سأم الغرب من سماع الخطاب الديني التسامحي لرجال الدين والزعماء العرب وزوجاتهم مثل الملكة رانيا زوجة العاهل الاردني عبدالله, وأسماء زوجة الديكتاتور بشار الاسد, وموزة زوجة امير قطر السابق ووالد الحالي وغيرهم الكثيرون.. واخرهم شيخ الازهر نفسه في خطابه امام البرلمان الاوروبي (إقرأ المزيد هنا: شيخ الازهر ينكر امام البرلمان الالماني معلوما في الدين واحداث تاريخية اسلامية متعارف عليها ), بالوقت الذي يتلقون به ضربات الارهابيين المؤلمة, وقد تعالت الاصوات في الغرب ممن يريد منع المسلمين من دخول بلادهم الى طرد المتجنسين منهم هناك, وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الاسلامية التي تصدر الارهابيين ولا تحترم حقوق الانسان وتدرس الارهاب في مدارسها. ففي السابق كانت المنافع الاقتصادية التي يجنوها من التبادل التجاري مع البلدان الاسلامية اكبر بكثير من الاذى الذي يتسببه بعض المسلمين, لذلك كانوا يغضون الطرف, اما الآن فقد أصبح الأذى الذي يسببه الارهابيون الاسلاميون اكبر بكثير من المنافع الاقتصادية, لذلك كان عليهم ان يتصرفوا ويضعوا حداً لهذه الازدواجية في الخطاب الذي يصلهم من بلاد المسلمين, ومن المعروف بأن زئبقية الفقه الاسلامي والتقية والمعاريض والتورية التي اصبحت عبادة عند الفقهاء والكثير من الجماعات الاسلامية لم تعد تمر على الناس في عصر الانترنت والاجواء المفتوحة! لهذا السبب قاموا بدعوة شيخ الازهر الى البرلمان الالماني, وأرغموه على اصدار هذه الفتاوي الالف التي تحدد الشريعة الاسلامية, ومن صفة الفتوى انها مقدسة وهي صادرة عن ارفع مرجعية إسلامية, والاكثر من هذا طالبوهم بترجمتها الى اللغات الاورويية, اي بالنتيجية اصبح لدى الغرب الآن الف فتوى ازهرية موثقة بلغاتهم الاصلية… الآن ما الذي سيحدث؟ اذا وجودوا في الغرب باي مدرسة دينية او اي مكان بالعالم من يدرس التعاليم التي تخالف الفتاوي الالف المقدسة الصادرة عن مرجعية الازهر والمكتوبة بلغاتهم الاوروبية, عندها سيعرفون كيف يضعونهم امام المحاسبة, لانهم الان قد خالفوا فتاوي الازهر الموثقة لديهم وقوانين البلد!!.. فهنا لدينا احتمالان اما ان ينكروا مرجعية الازهر وهنا سيكون تصادم بينهم وبين الازهر, او ان يقول الازهر بأنهم احرار في تفسيراتهم, وهنا يفقد الازهر مرجعيته ومكانته, وعندها سيكون للغرب مبرر لاي قرار يتخذونه, أي بإختصار فأن فتاوي الازهر الالف المترجمة لكل اللغات ستنسخ اي اية قرآنية او تفسير او فتوى تخالفها .. وسيعرفون كيف يحاسبون الزعماء العرب ورجال دينهم على السواء, نقطة ع السطر انتهى.
وبناءاً عليه فقد صرح المستشار الإعلامي لدار الافتاء المصرية، إبراهيم نجم، إن دار الإفتاء المصرية انتهت من ترجمة أكثر من 1000 فتوى إلى عدة لغات مختلفة، ليتم تزويد دول الاتحاد الأوروبي بها، وذلك بعد انتشار بعض الأفكار والفتاوى المغلوطة التى تشوه الإسلام. وجاء هذا التصريح ببرنامج ” ساعة من مصر “، المذاع على قناة “الغد” العربي ، الذى يقدمة الإعلامي خالد عاشور وأضاف نجم ، أن دار الإفتاء المصرية على إستعداد لعقد جولات ولقاءات فى دول أوروبية لمناقشة هذة الفتاوى المغلوطة على أن تنطلق من لشبونة بالبرتغال مطلع ديسمبر المقبل. وأوضح نجم أن انتشار الفتاوى المغلوطة التى تدعو للتكفير تعد هي السبب الرئيسي فى تجنيد تنظيم “داعش” الإرهابي للشباب الأوروبي فى سوريا عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وأشار نجم إلى أن هذة الفتاوى تعكس احتياجات المصريين فى الخارج، كما أن القرار جاء للتأكيد على أن الأزهر الشريف هو المرجعية الوحيدة للإسلام حول العالم.