جينات عراقية غلط

rodenyهناك عراقيين وعددهم بالملايين يحملون جينات غريبة عجيبة فهم اولا يعتقدون انهم الافهم بين البشر وهذا الفهم يطلب منهم الافتخار بكسر القوانين ان كان داخل العراق او خارجه.
يقفون عند ابواب السفارات يتوسلون قبولهم كلاجئين وما ان يحطوا رحالهم في بلاد الكفار حتى تظهر جيناتهم مثل الافعى ليكسروا بها قوانين هذا البلد او ذاك.
امس همس لي احد اولاد الملحة قائلا: ياعمي حتى لو كانوا في الجنة فانهم يبحثون عن حيلة للتحايل على رب العالمين.
هناك فضائح لاتعد ولا تحصى وردت خلال السنوات الماضية وفي جلسات البعض يتفاخرون بانهم تحايلوا على دائرة الاعانات الاجتماعية واستلموا منهم دولارات “خاوة”.
الغريب انهم لايتكيفوا على اوضاعهم الجديدة بل يظلون متشبين باوامر جيناتهم.
في برلين تعيش عائلة كردية منذ سنوات ولديهم بنت جميلة ارادت ان تشق حياتها بعيدة عن مهاترات الجينات ويبدو ان ابن عمها اعجب بها بعد ان وجدها وقد نما عودها فتقدم لطلب يدها امس الاول ، بادب جم رفضته وقالت له اني غير مستعدة للزواج الان فعلي اكمال دراستي والبحث عن فرصة عمل.
ولكن هذا الكلام لم يعجب ابن عمها فوضع 3 طلقات في رأسها حيث فارقت الحياة على الفور.
ماذا يمكن ان يقال لهذا البائس الذي سينام في السجن ما لايقل عن 20 سنة؟.
جيناته اللعينة رفضت ان يرفض له طلب وهو ابن العم وعليها هي او غيرها ان تنصاع لاوامره فهو الرجل وماهي الا عورة.
جينات احدهم وهو يعيش في كربلاء هبت من رقادها وهو يشاهد مشهد السبي وكيف جرى مقتل الامام الحسين فما كان منه الا ان هجم على صاحب الدور التمثيلي المسكين واراد ان يعتدي عليه لولا تدخل الشرطة في الوقت المناسب.
جينات اخرى يحملها البعض كانت الى حد قريب ساكنة هادئة ولكن ما ان برزت الطائفية حتى هبت هي الاخرى واصبح شيعيا حد النخاع او سنيا لايضاهيه احد.
هذه الجينات تأمره في بعض الاحيان ان يكون هو الله على الارض وتريد منه ان يلغي الآخر ولا يستمع اليه بل يريده صاغيا له ومنفذا لأوامره.
جينات اخرى يعيشها اصحاب المنطقة الخضراء ترسم لهم كيف يسرقون “الكحلة من العين” وكيف يحولون دولاراتهم الى بنوك الكفار حتى يكونوا مستعدين وقت الشدة.
لا ادري كيف يصبر الجائع على الضيم ويسكت؟.
طبعا لاتنسون جينات الكذب فهي متوفرة والحمد لله وتوزع مجانا في كافة الاسواق الشعبية.
انها حيرة ورب الكعبة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.