يبتدئ الكتاب المقدس – العهد القديم أو كتاب توراة موسى النبي بإبلاغ البشرية بكيفية خلق الله للكون، أي تكوين ونشأة وخلق السماوات والارض و الانسان و الحيوانات والنباتات وكل ما يرى وما لا يرى بالعين . وأول سفر في الكتاب اسمه سفر التكوين، الى سفر الخليقة و تكوين كل مخلوقات الله .
إنجيل يسوع المسيح او العهد الجديد ، يتحدث ايضا عن سفر التكوين الذي جاء بالعهد القديم ويؤيد ما جاء فيه . فقد ورد فيه أكثر من 100 مصدر كلاما يؤكد ما جاء في سفر التكوين .
يتحدث العهد الجديد بمواقع مختلفة في 60 مصدرا عن 11 اصحاح لسفر التكوين .
يسوع المسيح نفسه تحدث 16 مرة عن سفر التكوين والخليقة، وهذا يؤكد مصداقية وصحة ما جاء في هذا السفر التاريخي .
نستنتج من هذا الترابط قوة العلاقة القوية التي تربط العهد القديم بالجديد .
نتعلم من آيات الخلق التي كتبت في العهد الجديد الآتي :
– يسوع المسيح كلمة الله هو الخالق للكون وكل ما فيه من أشياء و مخلوقات .
لأن بكلمة الله خلق كل شيء وبغيره لم يكن شئ ، خلق الكون بما فيه بستة أيام . لايشترط ان تكون تلك الايام كيومنا هذا 24 ساعة ، فعلمها عند الله .
– خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ، له كيان و روح و جسد وعقل ناطق بالكلمة .
– خلق الله الانسان من أديم الأرض أي ترابه و لهذا دعي اسمه آدم . و خلق حواء أم كل الأحياء البشرية وأول امرأة في العالم من ضلع آدم لتكون معينا نظيرا له . وكل البشر جاؤوا من صلب آدم وحواء، و تكاثروا على الأرض ليعمروها كما اوصى الله .
– بإنسان واحد دخلت الخطيئة للعالم، و لحقت اللعنة والعقوبة أي الخطيئة الاصلية كل نسل آدم وحواء بالوراثة و أخضعت البشرية للموت .
– يسوع المسيح استشهد بما جاء في سفر التكوين عندما ذكّر اليهود بقتل هابيل ابن آدم قائلا لهم : [ سأرسل لكم انبياء و حكماء و معلمين ، فمنهم من تقتلون و تصلبون ، ومنهم من تجلدون في مجامعكم و تطردون من مدينة الى مدينة ، حتى ينزل بكم العقاب على سفك كل دم برئ على الأرض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين المذبح وبيت الله ] .
– أخبرنا العهد الجديد بحصول طوفان بزمن نوح كما ذكره العهد القديم ، وانقذ الله نوح وعائلته من الغرق فبنى فلكا لبقية الأحياء كي لا ينقرضوا من الأرض . لتبدأ بعد انحسار مياه الطوفان خليقة جديدة . فقد أخبرنا البشير لوقا في إنجيله أصحاح 17 ، قائلا :
[ وكما حدث في أيام نوح فكذلك يحدث في أيام بني الإنسان، كان الناس يأكلون و يشربون و يتزاوجون الى يوم دخل نوح السفينة . فجاء الطوفان و اهلكهم كلهم ] .
– و ذكر بطرس الرسول في رسالته الثانية عن طوفان نوح مؤيدا ما جاء في سفر التكوين بقوله : [ فهم يتجاهلون عن قصد ان الله بكلمة منه خلق السموات و أرضا تكونت من الماء و الماء ، وبها غرق العالم القديم في الماء وهلك ] . وهذا دليل على ان الطوفان كان عالميا وليس محليا .
– ذكر بطرس في رسالته الأولى عن بناء نوح الفلك الذي نجا به مع عائلته من الهلاك قائلا : [ حين تمهل صبر الله أيام بنى نوح الفلك فنجا فيه بالماء عدد قليل أي ثمانية اشخاص لعائلة نوح ]
هذا تأكيد آخر على حدوث طوفان بزمن نوح كما جاء بالعهد القديم وبناء الفلك و نجاة عائلة نوح .
لقد حفظ لنا الطوفان الكثير من متحجرات الكائنات الحية، لذلك الزمن بين طيات الصخور وطبقات الأرض المترسبة لنكتشفها الان و نعرف انواع الحيوانات التي كانت تعيش في زمن نوح و نقارنها مع الأحياء الموجودة حاليا الان . فنجد انها نفس الأحياء القديمة دون حدوث أي تطور بيولوجي في أجسادها كما يدعي أنصار نظرية التطور ان الاحياء تتطور من شكل الى آخر ، حيث يقولون ان الحوت كان حيوانا بريا ثم تطور وانتقل إلى الحياة البحرية ، و الكثير من الاسماك البحرية والنهرية تطورت زعانفها لتصبح ارجل وايدي لتسير بها على الأرض و تتنفس الهواء النقي بدلا من الهواء المذاب بالماء . وأن الإنسان يشترك مع القرد في أصل مشترك واحد .خابت آمالهم .
هذه الأفكار الالحادية تتنافى مع ما جاء بسفر التكوين من ان الله هو من خلق السماوات و الأرض و كافة الأحياء بما فيهم الإنسان . ولم يحصل أي تطور بيولوجي في خليقة الله التي ذكرت في سفر التكوين و ايدها العهد الجديد .
مهما اجتهد أصحاب التطور في تلفيق وتزوير العلم ، الكتاب المقدس يكذبهم ويعلن الحقيقة ساطعة كضوء الشمس . لأن ما خلقه الله يترك آثارا بعده مهما طال الزمن .
صباح ابراهيم