العلاج بالخلايا الجذعية

empriocellsالخلايا الجذعية هي نواة تكوين خلايا الجنين في بداية تشكله في الرحم ، والخلية الجذعية بشكل عام هي خلية غير متمايزة ، اي غير متخصصة لبناء عضو معين من اعضاء الجسم ، ولها القدرة على الانقسام المستمر لتجديد نفسها ، ولها القدرة على اعطاء جميع الانواع الاخرى من الخلايا المتخصصة ، التي تختلف عنها تماما في الشكل والوظيفة ، اي لها القدرة على التحول الى خلايا القلب او الخلايا العصبية او الجلد او الكبد .
كما توجد خلايا اخرى تسمى الخلايا الجذعية البالغة ، وهي خلايا متخصصة لعضو معين كخلايا انسجة القلب او القرنية او المخ . ولها القدرة على تزويد النسيج الذي نمت فيه خلايا مشابهه للنمو او في حالة التلف . الخلايا الجذعية البالغة لها تخصص ، فخلايا القلب الجذعية تولد خلايا القلب فقط ، وخلايا الدماغ الجذعية تولد خلايا للدماغ فقط وهكذا .
بينما الخلايا الجنينية الجذعية ، وهي خلايا جديدة غير بالغة لها قابلية توليد اي نوع من خلايا الاعضاء مهما كان نوعها . وهي بعمر 4 ايام بعد التلقيح .
الخلايا الجذعية الجنينية موجودة داخل الاجنة في بداية التكوين وفي خلايا الدم داخل الحبل السري للجنين بعد الولادة ، يمكن اخذها من الأجنة او دم الحبل السري وزرعها في الجسم المصاب لتعويض الخلايا التالفة مهما كان العضو التالف القلب ، الدماغ او العضلات … الخ
هوارد كرين ، طبيب وعالم متخصص في ابحاث الخلايا الجذعية وتطبيقاتها ، وَجدَ ان خلايا الجلد هي نفسها من نوع خلايا الدم . وفي الجلد يوجد خلايا جذعية قابلة لتكوين خلايا جلدية بدل التالفة اوالمحترقة . في حادثة احتراق صبي كان جلده محترقا بنسبة 90% من مساحة الجسم كله ، وبموجب القاعدة الطبية لأحتراق مساحة كبيرة من الجلد يكون الموت محتوما لهذا الصبي . اخذ الدكتور كرين خلايا سليمة من جلد الصبي ومن منطقة الأبط ، وزرعها في مستنبت مختبري لنموها وتكثيرها ، ثم اعاد زراعتها في جسم الصبي نفسه ، فتولدت خلايا جديدة بمقدار عشرة الاف مرة ، وفي خلال عدة اسابيع تكون جلد جديد للصبي بدلا من المحترق وانقذ حياته من موت مؤكد .
وفي محاولة اخرى لتطبيقات العلاج بالخلايا الجذعية ، تم استنبات خلايا قرنية العين في عيون بعض فاقدي البصر في الهند ، وقد نجح فريق علمي هندي بانقاذ المئات بالهند واعادوا لهم البصر بزرع خلايا جذعية قرنية لهم ، وخاصة الى الذين يتعرضون لحروق كيميائية بالعين .
تم اخذ خلايا جذعية سليمة من الجسم لفاقدي البصر وتكثيرها مختبريا في سائل اميني ، ثم اعادة زرعها في المنطقة المصابة . تنمو الخلايا الجذعية في المنطقة المصابة وتسرع لتوليد خلايا جديدة متخصصة للتعويض بدل التالفة في العضو المصاب . في خلال ستة اشهر يعاد البصر للعين التالفة بفعل الخلايا الجذعية بشرط عدم اصابتها بالالتهابات بعد العملية .
شنيا ياماكا طبيب متخصص وباحث ياباني استطاع تطوير طريقة لتوليد الخلايا الجذعية جنينية من الجلد بدل من اخذها من الأجنة ، وحصل على جائزة نوبل في الطب .
ان تشكيل خلايا IPS الجذعية هي فتح جديد لعلاج الامراض المستعصية ، وبهذا تمكن الطب من تجنب استخدام الخلايا الجنينية للعلاج ، لأن ذلك يستوجب قتل الجنين واستعمال خلاياه للعلاج ، وهذا ضد الاخلاق ومبادئ مهنة الطب الانسانية . يمكن بواسطة خلايا IPS الجلدية تخليق انسان كامل بزرع تلك الخلايا الجلدية في رحم امراءة ، وهذا يثير مشاكل اخلاقية جديدة لمن يسيئ استخدامها ، ولابد من اصدار تشريعات دولية ومحلية جديدة لضبط هذا النوع من العمليات .
العلاج بالخلايا الجذعية هو ثورة جديدة في عالم الطب وينتظره مستقبل زاهر لعلاج الكثير من الامراض المستعصية علاجها حاليا ، وستحل مشاكل التقدم بالعمر وامراض الشيخوخة كالزهايمر وامراض تلف انسجة القلب والمخ والكبد والعين وغيرها .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.