كل شعوب العالم لها يوم واحد في الأسبوع تعطل فيه كافة الفعاليات الاجتماعية والسياسية عن العمل, ولكن من هم أول شعب في العالم سن لنفسه هذه السنة؟الشعوب البدائية هم أول من سن نظام العطلة الأسبوعية عن طريق الملاحظة والتجربة والخبرة, ولم يكن السبب أولا من أجل أن يستريح الإنسان, بل كان من أجل أن تستريح فيه الآلهة عن الخلق وتدبير شئون الناس, وللموضوع علاقة بدورة المرأة الشهرية,وذلك أن المرأة في أثناء حالات الطمث والدورة الشهرية تعاني من مشاكل ميكانزمية مثل : آلام في البطن والساقين والمفاصل ومشاكل بيولوجية ونفسية وعصبية , مثل:الاكتئاب الداخلي المنشأ وعدم القدرة على التركيز في العمل ولهذه الأسباب الموضوعية كانت النساء قبل الميلاد بعدة قرون طويلة يسترحن من الأعمال المنزلية مثل :
إشعال النار
وجمع القوت
والنباتات النافعة
ولكن السؤال الثاني والمهم هو,ما علاقة المرأة بالآلهة؟ والجواب يكمن في طبيعة المرأة ووظائفها البيولوجية, فقد كانت المرأة تحمل وتلد, لهذا كان الرجال يعتقدون أن الخالق لهذا الكون هو آلهة أنثوية وليست ذكرية , ولاحظوا أن هنالك تشابه ما بين وظائف المرأة وما بين النظام البيئي الذي نعيش فيه, فالمرأة تلد وتحمل وتلد وتتكرر عندها مظاهر الخلق, ثم أنها تأتيها دورة الدم الشهرية وهو ما ما نعرفه باسم(الطمث-الحيض-العادة الشهرية) وهذه الوظائف كانت تخيف الرجل من المرأة وهذه الوظائف كانت تجعل المرأة عاجزة عن القيام بواجباتها المنزلية كمثل معظم أو اغلب النساء اليوم, وهنالك مفارقة أخرى وهي أن المرأة لهذه الأسباب ألهها الرجال وجعلوها آلهة واقتنعوا بأن خالق الكون هو آلهة أنثوية, وبما أن المرأة تعجز أثناء الدورة الشهرية عن إنجاز أعمالها المنزلية فقد قارنوا بينها وبين الآلهة التي تخلق الكون , وقالوا: الآلهة مثلها مثل المرأة تلد وتحمل وتأتيها الدورة الشهرية وتستريح من كل أعمالها اليومية , وأطلقوا على يوم استراحتها اسم(أسباثو-اسباتو-السبات-السبت)وقد لاحظ الإنسان البدائي أن هنالك تقارب وتشابه مدهش بين الدورة الشهرية للقمر والدورة الشهرية للمرأة بحيث تكتمل دورة المرأة في 28–يوما-أو لنقل في غضون شهرٍ بالكامل أو اقل بيوم أو أكثر بيوم وكذلك الدورة الشهرية للقمر حتى يصبح القمر بدرا يكون فد قطع مسافة -29-30-31- يوما لذلك فان الدورة الشهرية للمرأة تتشابه مع دورة القمر الشهرية وبما أن المرأة ترتاح أثناء الدورة الشهرية من الأعمال المنزلية فلا بد أن يرتاح القمر من أعمال الخلق,والقمر هنا هو الآلهة المؤنثة التي خلقت العالم كله .
وبما إن المرأة تحمل وتلد وتحافظ على النوع فلا بد أن القمر حليف المرأة وشبيهها هو الخالق العظيم الذي يخلق الكون وهذه الخطوة الرائدة كانت هي البذرة الأساسية لانطلاق فكرة الخالق والمخلوق والفكر الديني البدائي لذلك كان المعتقد السائد هو: أن الخالق أنثى وليس ذكرا , وهذا يفكك اللغز الذي كان يحيرنا عن نشوء فكرة الأديان السماوية وخصوصا الآلهة المؤنثة, لأن القمر هنا يحمل صفات وراثية أنثوية .
فكان الإنسان قديما يعتقد أن الخالق أنثى , لذلك عبد الإنسان الحجري الأعلى حوالي 7000 قبل الميلاد معبودات أنثوية وجد فيها ضالته حول أسلوب خلقه وبعثه , وقد كانت الآلهة عشتار ترمز إلى القمر وبما أن المرأة ترتاح أثناء الدورة الشهرية من الأعمال المنزلية فلا بد أن الآلهة عشتار ترتاح هي أيضا من أعمال خلق الإنسان.
وكان البابليون يطلقون على المرأة الحائض لقب -سبات- وتعني بالعربية استراحة لأنها ترتاح من الأعمال المنزلية أثناء الدورة الشهرية وبعد ذلك أصبح لهذه العادات عرفا اجتماعيا في نهاية كل شهر قمري بحيث يكون اليوم الأخير من نهاية الشهر القمري عطلة رسمية تعطل فيها كل الفعاليات المهنية والرسمية والدينية وتستريح من أعمال – الحرث- والحصاد-والزرع-.وكانت العطلة تقريبا يوما واحدا في الشهر ومن ثم تم تقسيم أيام الشهر إلى أربعة أسابيع وفي نهاية كل أسبوع تعطل فيه كافة الفعاليات الرسمية عن العمل, ويستريح الفلاحون من أعمال الحرث والزرع والحصاد.
وفي أثناء فترة السبي البابلي الأول والثاني لسكان مدينة -يهوذا – تعلم اليهود هذه العادة من البابليين ونقلوا صفات وراثية من الآلهة المؤنثة -عشتار- والمعبودات الأنثوية والصقوها بإلههم -المصري- يهوى- أو- يهوه- وقالوا أن يهوى خلق الكون كله في -6- أيام وارتاح في اليوم السابع , وأطلقوا على هذا اليوم اسم اسباتو ومن ثم تم تصحيف هذا اليوم تصحيفا آخرا وأصبح يعرف باسم السبت وقد دخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية وصارت تعني عندنا – السبات : الراحة والنوم العميق وما زال الشعب اليهودي والإسرائيلي إلى هذا اليوم يمارس مثل هذه العادات الدينية وتعطل فعالياته الاجتماعية في يوم السبت .
أن الفكر الإنساني بمجمله مدين إلى المرأة في اغلب عاداته وأخلاقه من خلال أفكار متصلة أصلا بالدم الحيض والنفاس والولادة.