حب قيس و عنتر أو ليلى و عبلة
كلكم سمعتم بقصة آدم و حواء – عواء و الحية الجميلة, فأى زواج يتم بغير قانون التناسل هو زواج غير طبيعى و يشذ عن سياق الحياة و التاريخ و يدخل فى ثقافة شذوذ القاعدة و يشكل ثقافة قاعدة الشذوذ.
بعد الحرب العالمية الثانية بدأ التذمر فى المجتمع الألمانى لوجود أماكن تخالف القواعد العامة للأخلاق فلقد انتشرت جيوب و علب الجنس و الأماكن الإباحية فى مجتمع أوروبى متدين مسيحى كاثوليكى.
لا شك من ان اساليب تغيير آدمية الإنسان و تحويله لآلة موسيقية صامتة .. لا تنطق إلا ما يوحى لها تكون من خلال وسائل كثيرة منها:
1. وضع القوانين (المدرسية) المدنية التى تغذى الأطفال عدم الاستماع للأكبر سناً و خصوصاً الأب و الأم و التمرد على تيار الحياة بالرفض (المقنن) ففى مدارس الغرب و شمال امريكا خصوصا يثقف الطلاب على نهج التعرف الذاتى و نمط السلوك الفردى خارج نطاق العائلة, فهم لا يستمعون لتعليمات العائلة و يفعلوا ما يحلو لهم فى سن المراهقة و يتبعون شهواتهم و تصرفاتهم الغير ناضجة عن مقولة (هذا حقى) و تحت غطاء قانونى.
2. حياة الفردية (حياه البرية) العائلة هى ليست غابة, فحياة الغابة قد انحسرت و لكنها فى الغرب تقع تحت ملابس الإنسان بين جسده و ملبوسه و لم تفارقه, فالقانون يسمح للطفل بمغادرة البيت فى سن 18 و هذا اصبح قانوناً , إجتماعياً و إقتصادياً, وفألعائلة تتخلص من العبء المادى من اطفالهم عندما يبلغون سن ال18 و كأن أولادهم فى رحلة لمدة 18 سنة فقط اسمها عائلية و هم يلتقون فى اعياد الميلاد التى اليوم منع تسميتها فى دول الغرب بعيد ميلاد السيد المسيح و اصبحت تسمى بالأعياد السعيدة
Happy Holidays
و هذا بقانون من تلك الدول المتحضرة, حتى التراث الإنسانى تم تشويهه. لا اريد ان أطيل, ولكن ما هى صورة وضع الطفل أو الأولاد عندما يخرجون فى تلك السن الحرجة بدون مأوى و لا يجيدون الطبخ أو غسل الملابس أو الكى أو حتى التنظيف؟ فتصوروا لقد عاد الإنسان للغابة و الغريب فى هذا بقانون يُسَن من دول تدعى التحضر, فهى ثقافة العودة للأصول, أصول انسان نيتردال القفز من شرفة المنزل الى الغابة …
3. الإعلام. يستخدم الإعلام وسائل ترويج الجنس فى الإعلانات و الصحف و المجلات و التليفزيون و السينما و أخيراً فى افلام الكرتون (لمن هذه الرسالة يا ترى فى افلام الكرتون؟!) لأى شريحة اجتماعية من سن 3 سنوات فما فوق و يخلقون فلسفة و ثقافة الغابة ( الإباحية), إنهم و الله غابييون ( العودة الى الغابة) و تجريد الإنسان من مساحة طويلة فى النضال و التحضر و التقدم و المدنية و برجوعنا للحلقة المفقودة عند داروين, اعتقد ان الجميع يعلم ما هى الحلقة المفقودة رغم انها موجودة فقط فى حدائق الحيوانات فى اقفاص, فكيف سمح داروين لنفسه بعدم زيارة الحديقة؟ فبسهولة كان يستطيع ان يجد الحلقة المفقودة!
ذلك مقدمة لمختصر.
إن وسيلة تبرير السلوك الجنسى الغير طبيعى لها اهداف خطيرة جداً على المجتمع اولاً.
هدم البنية الأساسية للعائلة و التى تؤدى الى إنفكاك الفرد و التحول الى حياة الغابة و الوحشية و الأنانية المطلقة و عدم مشاركة المجتمع فى نشاطات الشراكة المختلفة و التبرع الإنسانى لكى يستمر تيار بناء المجتمعات و تحضرها, و يؤدى الى تفكيك مؤسسات المجتمع المدنى الخيرية ذات النفع العام و التباعد بين البشر و يقع الفرد فريسة المؤسسة العسكرية التى يتطوع بها الإفراد لكى يؤمنون رزقهم من خلال الجيش و الشرطة و شركات الحماية (جيوش الشركات الخاصة خصخصة الحروب) و التى تكون الفردية هى أساس بناءها كذلك هى عملية انقاص للكثافة السكانية بالتالى يستطيعون السيطرة على المجتمعات ذات الكثافة السكنية القليلة و هى وسيلة لخفض الميزانيات العامة لكى يوفر السياسيين دخول عالية لهم و لجيوبهم.
عندما يسكن الرجل مع الرجل و المرأة مع المرأة فى نموذج عائلة غريبة الأطوار فى تراكم حركة الزمن و إمتدادها, تتغير الفكرة الآدمية للحياة و تذوب الأسرة و نصل لمجتمع القطيع الكامل و يقود (كاوبوى) واحد فقط بسوطه و بتوفير العشب الأصفر للمأكل و الله انهم اذكياء و لكن فى طريقة مقلوبة استمرارية الحال من المحال, فلقد تناسى هذا النظام شيئين مهمين: الجينات المخلوقة, و الخالق.
فالجينات لا تسمح إلا بورث الولادة و ليس ورث العقم, فلأم مثل الأرض , الأرض تولد الشجرة و الأم, الأطفال و عندما لا يحدث هذا, يرتد الإنسان لأصله الجينى المورث يرفض النظام و هذا النظام يحمل بذور نهايته فى بداية .. إنهم اذكياء بغباء.
و أخيراً نسوا الخالق و هنا الصدمة و للترويع, فمجتمع القطيع فى الماضى كان نتاج لكهنوتية الكنيسة أو مسرح الكاهن و هى حالة وراثية أصبحت جينية فحتماً سيخرج من الظلام مشعل يؤمن بالحياة و التوحيد. فلقد ورِثَت فكرة الدين وهى متراكمة و لا يمكن فصلها عن جينية الإنسان.
ففى الزمن السحيق عرفوا الإله الخالق و لصق فى كل عروق و خلايا المخ و المخيخ و القلب, فهل يستطيعون نزعه عن البشر بقانون بشرى؟