العده تعبانه

كل شيء في الخليجيين من الرجال,قوي جدا جدا ما عدى العِده,فهي إما مرتخيه وإما منثنية وإما كسوله,والكل هنا يبحث عن obezyanأقرب محل لتصليح العده,أو حتى لشراء عده أخرى صناعية تقوى العِده.

قبل يومين كنت أجلس عند صديق لي يعمل طبيبا أخصائيا في ال(نسائية والتوليد),وكنا نتحدث عن الشعر والقصص القصيرة,فدخلت علينا السكريتيرة وبيدها ملف طبي,فعرفت أن هنالك مريضا جاء على موعده, فنهضتُ وأردت الخروج من المكتب للجلوس في صالة الانتظار,ولكن صديقي الطبيب أصر على بقائي جالسا معه ومع المريض,وقال لي: أنا أعرف ما يريد وستضحك عليه كثيرا,فابتسمت وأومأت له برأسي موافقا, فدخل المريض بدشداش أبيض اللون وبوجه فيه الكثير من الثنيات والانحناءات وهيئته من خلال ملابسه هيئة رجلٍ خليجي, فرحب به الطبيب وبدأ في الحديث معه, فقال المريض الخليجي:

– يا دكتور,لا أخفيك, أريد الزواج غدا وبصراحة العِدة تعبانه.

ففهمت من كلامه ما معنى كلمة أو جملة(العِده تعبانه), فضحك الطبيب,وقال له

– شي عادي اكثير,وراح أكتبلك على مقويات وفيتامينات.

– وكتب له على وصفه طبية,ويبدو أن الخليجي ضليع جدا في أسماء الأدوية فقد نظر في الوصفة وطلب من الطبيب بعض الأدوية وسماها له باسمها العلمي والتجاري,وخرج المريض الخليجي من مكتبه مسرورا, وأردت بعد خروجه أن أستأنف الحديث حول الموضوع الذي كنا نتحدث عنه وهو عن الشعر الحر….إلخ, فقاطعني الطبيب وقال لي:

– شو هاظا يا رجل!!! إف إف على هالخليجيين !!!يارجل قديش بشوف منهم هنا وخصوصا في فصل الصيف وبداية الربيع.. كل يوم يأتيني إلى هذه العيادة أكثر من عشرة رجال خليجيين من السعودية ومن دبي ومن الكويت والبحرين,وقال ضاحكا: من شتى الدول الخليجية, وكلهم يشكون من العِده التعبانه,إنهم يقولون نفس الكلام, كلهم يتبجحون بالزواج من جديد ومعظمهم كذابون, فهم يأتون هنا للعاهرات, ويخجلون من أن يقولوا الحقيقة فيتحججون بكلمة الزواج, يا رجل معظم زبائني تقريبا من سنتين وحتى اليوم على نفس هذه الشاكلة, والغريب في الموضوع أن زبائني أغلبهم من المتوسطي السن, يعني أغلبهم بالخمسين وبالأربعين,ومع ذلك العده عندهم كلها تعبانه لكثرة ما يمارسون من جنس, يا رجل حياتهم كلها نكاح في نكاح, هل سبق لك وأن سمعت بسعودي أو برجل كويتي اكتشف علاجا جديدا؟ يا رجل معهم مصاري الدنيا ومع ذلك لا ينفقونها إلا على الجنس وعلى الأدوية التي تقوي العده, وكلهم يشكون من العِدة,هذا عدته تعبانه, وذاك عدته خربانه, وهاظا عدته مرتخيه, وذاك عدته نائمه..والآخر عدته كسلانه,وآخر عدته ملتهبه أو عليها طفح جلدي,وأيضا من يأتيني طالبا مني دواء يجعل العده مثل الفولاذ المقوى,إنهم يشكون كثيرا من العده لأن كل حياتهم ونقودهم رايحه على العِده, وينفقون آلاف الدنانير على المقويات الجنسية, ليل ونهار نكاح في نكاح, ومن النادر أن أجلس مع خليجي ولا ينقطع عن سيرة النكاح, إنهم لا يمارسون إلا النكاح,لا يعرفون لا الأدب ولا الثقافة, الله وكيلك يا أبو علي إنهم شعوب ساقطة.

ونظر لي وقال: هل سمعت بخليجي جاء إلى الأردن ليشاهد معرضا فنيا؟ أو لحضور افتتاح معرض فني؟؟ أو ليشتري كتابا؟ هل صادفت خليجيا على الإنترنت وخصوصا على الفيس بوك ويريد دعمك لأنك مثقف؟ هل طلب منك رجلٌ خليجي كتابا أدبيا؟ أو رواية أو مجموعة قصص قصيرة؟ فقلت له: والله إنك صادق فعلا أنا تقريبا على الشبكة العنكبوتية منذ عشر سنوات ولم يصادفنِ رجل خليجي يحب الثقافة أو يحب دعم المثقفين, إنهم غالبا ما يسألونني عن النساء في الأردن وحين لا يجدون ضالتهم عندي يتراجعون ولا يتكلمون معي مطلقا, لم أصادف كويتيا مثقفا أو سعوديا, وحضرت في حياتي كلها أكثر من 1000محاضرة فكرية متنوعة بين الشعر والقصة والرواية, ولم أشاهد فيها رجلا خليجيا, ولكني عملت مرة خلف جامعة اليرموك-اربد- مدة 6 ستة أشهرٍ في مكان معروف عنه بكثرة انتشار بيوت الدعارة فيه, وشاهدت هنالك أكثر من عشرة آلاف سيارة خليجية وكلهم يحضرون من الساعات الباكرة وحتى صباح اليوم التالي وكلهم يبحثون عن النساء, ومن المؤكد أن الصيادلة في البلد لديهم أرقام خيالية عن كثرة شرائهم للحبوب المقوية جنسيا, أي التي تجعل العدة قوية وحديدية.

فعلا إنها ظاهرة لم أنتبه لها أنا شخصيا, فأنا على النت منذ عشر سنوات ولم أصادف خليجيا مثقفا باستثناء العراقيين, أو محبا للكتابة أو السياسة, كلهم من هواة العدة الفولاذيه والجنس واللعب والبحث عن النساء, ولم أسمع عن رجل كويتي أو بحريني أو سعودي أو إماراتي نشر لكاتب أو لأديب رواية أو ديوانا شعريا, إنهم يدفعون للعاهرات الآلاف المؤلفة من الدولارات ولا يدفعون دولارا واحدا لشاعر أو كاتب أو أديب مهما كان جنس الأدب الذي يكتبه الأديب, ودائما ما أتردد على المكتبات العامة وسألت البارحة صاحب إحدى المكتبات:هل لديك زبائن كويتيين,أو سعوديين, فقال: أحيانا يقفون أمام المكتبة ليسألونني عن عنوان مطعم أو فندق ولم يأتِ أي زبون خليجي ليشتري كتابا أو دفترا أو رواية أو مسرحية, فقلت له: إذا أين يذهبون؟أين هي الأماكن التي يتواجدون فيها حاليا؟ فقال: خلف جامعة اليرموك-شارع الجامعة-, خلف العمارات, وفي الكوفي شوبات وفي بيوت الدعارة وما أكثرها في هذه الأيام, وإذا أردت أن تعرف أين هم الآن فإنك حتما ستجدهم في مخيمات اللاجئين يبحثون عن القاصرات ليتزوجوا منهن شهرا أو شهرين وبعد ذلك يغادرون البلد ويتركونهن هنا يعانين ما يعانين من صلف الحياة.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.