مثلما تهكم الأئمة وشيوخ المتصوفة على الذات الإلهية المقدسة، كان الأنبياء بصورة عامة والنبي محمد(ص) خصوصا محورا للكذب والتهكم من قبلهم، وقد إتبعوا في ذلك عدة أساليب سوف نستعرض بعضها. أشار عبد الكريم الجيلي في معراجه الجنوني” رأيت نوحاً عليه السلام في هذه السماء جالساً على سرير خُلق من نور الكبرياء بين أهل المجد والثناء، فسلمت عليه وتمثلت بين يديه، فرد علي السلام ورحب بي وقام”. (الانسان الكامل/100). ويضيف كذلك” إجتمعت في السماء مع يوسف عليه السلام، فرأيته على سرير من الأسرار كاشفاً عن رمز الأنوار، عالماً بحقيقة ما انعقدت عليه أكلة الأحبار، متحققاً بأمر المعاني، مجاوزاً عن قيد الماء والأواني، فسلمت تحية وافد إليه، فأجاب وحياً ثم رحب بيٌ”. (المصدر السابق/100). ويذكر عبد الوهاب الدباغ ” كل ما أعطيه سليمان في ملكه، وما سخر لداود، وما أكرم به عيسى، أعطاه الله وزيادة لأهل التصرف من أمة النبي، ومكنهم من القدرة على إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى” (الأبريز2/12) لاحظ نفس الحديث ذكره الأئمة كما أشرنا له سابقا.
كما ينقل السلمي قول ابن يزدنار وهو يحدث أصحابه” وردت القيامة، فرأيت آدم عليه السلام، والناس يسلمون عليه، ويصافحونه، فذهبت لأصافحه، واُسلم عليه فقال: أُغرب عنى! أنت الذى وقعت فى أولادى الصوفية! لقد قرت عيناى بهم، فجاء قوم، فحالوا بينى وبينه”.(طبقات الصوفية/112). كما يذكر أبو الحسن الشاذلي” بني إسرائيل صدقوا بموسى حين لم يروه، وكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم حين رأوه، مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم أعظم من موسى، وإنما ذلك حسداً منهم، وعدواناً، وشقاء منهم”.(الطبقات الكبرى1/12). مع إنه لا يجوز المفاضلة بين الأنبياء كما جاء في الحديث النبوي الشريف
ذكر الشعراني بأنه سمع شيخه علي الخواص يذكر: إن نوحا(ع) أبقى من سفينته لوحا على إسم علي بن أبي طالب(رض) يرفع عليه إلى السماء. فلم يزل محفوظا في صيانة القدرة، حتى رُفع علي بن أبي طالب”. (طبقات الشعراني2/44). محفوظا في صيانة القدرة! لكن كيف عرف الشيخ ذلك طالما لا توجد حتى في الإسرائيليات هذه الحتوته؟ وفي معراج الجيلاني هناك لقاءات متعددة مع الأنبياء والملائكة إنتهاءا بالله تعالى.
يذكر الشيخ إبراهيم بن أبي المجد:
نعم نشأتي في الحب من قبــــــل آدم … وسرى في الأكوان من قبل نشأتي
أنا كنت في العلياء مع نور أحمـــــد … على الحرة البيضاء فــــي خلويتي
أنــــــا كنت في رؤيا الذبيح فـــداءه … بلطـف عنايات، وعين حقيقــــــــة
أنت كنت مع إدريس لما أتى العــلا … وأسكن في الفردوس أنعــــــم بقعة
أنا كنت مع عيسى على المهد ناطقاً … وأعطيت داوداً حــــــــــلاوة نغمة
أنا كنت مع نوح بـما شهـــد الورى … بحاراً، وطوفاناً على كــــــف قدرة
(راجع الطبقات الكبرى1/189).
وبقدر تعلق الأمر بالصفويين، فقد جاء في كتبهم عن علي بن أبي طالب قوله” إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أقر بها من أقر، وأنكر من أنكر، أنكرها يونس (ع) فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر به”. (بصائر الدرجات2/10). لماذا أنكرها يونس دون غيره؟ ما سبب عداء الرافضة للنبي يونس هل هو من بني أمية؟ ولا نستطيع أن نقول ما سبب عداء النبي يونس لعلي لوجود عدة قرون بينهما!
من خطبة الإمام علي كما ذكرها رجب البرسي:
” أنا آدم الأول، أنا نوح الأول، أنا صاحب نوح ومنجيه، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه، أنا أقمت السماوات بأمر ربي، أنا صاحب إبراهيم، أنا سر الكليم أنا الناظر في الملكوت، أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس يتنفس غيري، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد”. (مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين/170). ويضيف النعماني لهراء صاحبه البرسي “أن الإمام علياً كان مع كل الأنبياء فيما جرى لهم من محن ومصائب، فهو الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم! وكان مع نوح في سفينته وأنقذه من الغرق! ومع موسى في عبور البحر ومع عيسى وكذا سائر الأنبياء”. (الأنوار النعمانية1/25). وأضاف “أن الأنبياء جميعاً سينـزلون إلى الدنيا حتى يقاتلوا مع علي بن أبي طالب”.(المصدر السابق53/41). عجبا! لماذا لم ينزلوا ويقاتلوا مع خاتم الأنبياء، عوضا عن القتال مع صهره؟ هل صهر النبي(ص) أعلى منزلة عندهم من النبي محمد (ص) نفسه؟ ولماذا لم يقاتلوا معه في حروبه الثلاثة على المسلمين(حروب الحمل وصفين والنهروان)؟
ومن جنايات أبي جعفر على النبي داود” إن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك! فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: فوعزتك لئن لم تعصمني لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك” (الكافي 2/316). حتوتة عجيبة! أي نبي هذا الذي يحلف بالله من جهة ويتحداه من جهة أخرى؟ وما فرقه عن الكفار والزنادقة الذين عصوا الله تعالى وتحدوه؟ اتركوا الأنبياء الأموات بسلام وكفاكم ما فعلتم بالأئمة!
كما يذكر المجلسي” أن اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفاً، وبحرف واحد استطاع صاحب سليمان أن يجلب بلقيس وليس معه غير هذا الحرف، أما الأئمة فعندهم كل الاثنين والسبعين حرفا ولم يبق عند الله إلا حرف واحد فقط”.(المصدر السابق27/37). وماذا فعلوا في حروفهم يا ترى؟ وهل نفعتهم في الكشف عن السموم، او الهروب من السجن، او النصر على الأعداء؟ ويذكر البحراني” أن الله أخذ ميثاق النبيين بولاية علي”. (في المعالم الزلفى/303). ولماذا لم يأتِ ذكر الميثاق المزعوم في الكتب السماوية طالما هو مهم لهذه الدرجة؟ هل الذبابة والبعوضة والحمار المذكورة في القرآن الكريم أهم من الميثاق مع علي؟ ويذكر مرجعهم الطبرسي” أن الله لم يبعث نبيا قط إلا بالولاية”. (مستدرك الوسائل للطبرسي2/195). كما يذكر مفسرهم الكاشاني” أن جميع الأنبياء والرسل كانوا لعلي مجيبين” (تفسير الصافي1/61).يبدو أن الكاشاني لديه محرار لقياس درجة الحب عند الأموات!
من غرائب ما جاء عن المجلسي حديث للإمام زين العابدين يثير المواجع بما يضمه من الضحالة الفكرية معللا سبب مشكلة النبي يونس، بأن ” رفض النبي يونس(ع) لولاية الإمام علي وخلفه بحجة عدم معرفتهم، كان سببا لسخط الرب عليه فأوحى للحوت أن يلتقمه. ويكمل لنا الحوت الرواي ما تبقى من الحتوته ” فمكث في بطني أربعين يوما يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث وينادي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والأئمة الراشدين من ولده”. بعد إن إعترف النبي بخطئه وإعترف بالولاية. أمر الله الحوت أن يقذفه للبر. ويستطرد زين العابدين القول”ارجع أيها الحوت إلى وكرك! فإستوى الماء”. (بحار61 الانوار/53) عجبا هل للحوت وكر يا إمام؟ الوكر (جمعه أوكر وأوكار) يعني عش الطائر سواء كان على شجرة أو في جبل أو خرق في حائط. يقول الشاعر:
كأن فؤادي حين جدٌ مسيرها ** جناح غراب رام نهضا إلى الوكر.
هكذا عُرف الوكر في لسان العرب ومختار الصحاح والمعجم الوسيط وتاج العروس وقاموس المعاني وغيرها. وأستعيرت الكلمة بشكل مجازي لتطلق أيضا على المكان الذي يختبيء فيه اللصوص والجواسيس. وشتان بين الطيور واللصوص والجواسيس. قد قبلنا بـ(موبي ديك- الحوت الناطق)! فمن أين أتى زين العابدين بالوكر والحوت المتكلم؟
كما فسر الحويزي رواية حوت النبي يونس بطريقة أطرف” دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين، فقال: يا ابن الحسين! أنت الذي تقول: إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي، لأنه عرضت عليه ولاية جدي، فتوقف عندها؟ قال: بلى! ثكلتك أمك! قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين؟ فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي! دمي في رقبتك، الله الله في نفسي، فقال: هنيئة واريه إن كنت من الصادقين؟ ثم قال: يا أيتها الحوت ! قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول” لبيك لبيك يا ولي الله! فقال: من أنت؟ قال : حوت يونس يا سيدي! قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدي! إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المصيبة، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجب، وما لقي أيوب من البلاء. وما لقي داؤد من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس، فأوحى الله إليه أن يا يونس! تول أمير المؤمنين”. (تفسير نور الثقلين3/435). الا يخجل هؤلاء الحمقى من سرد هذه الخرافات! هناك قصة أجنبية تدعى موبي ديك لا تقل ظرافة عن قصة زين العابدين! لكن إن كان زين العابدين يتحدث هكذا! فما بالنا بشين العابدين!
هناك المئات من الشواهد والحوادث المتقاربة التي يتقاسم بطولتها الأئمة والمتصوفة، والتي تعد من الخوارق التي تجعل العلم يسخرمن تفاهتها وعقلية من إبتكرها وصدقها، وتجعل المغرضون يسيئون من خلالها إلى الدين الإسلامي، ويطعنوا في رموزه. وهي بالطبع منسوبة للأئمة من قبل الشعوبيين، ولا علاقة لهم بها.
أما الإساءات إلى النبي محمد(ص) فقد أتخذت عدة أشكال منها:ـ
1. اللقاءات الخيالية مع النبي(ص).
غابا ما يدعي المتصوفة إنهم إلتقوا بالنبي محمد (ص) تارة في النوم وتارة في اليقظة، وتارة أثناء المعراج، تارة هو ميت وتارة وهو حي. يذكر( ألان أنترمان) حول هذه الظاهرة بقوله ” ظهرت إحدى الحركات الداعية لاستخدام الصوفية لحل المشكلات التي ظهرت في الشريعة اليهودية، وذلك بتلقي وحي إلهي من خلال الرؤى المنامية. ومثل هذه المحاولات ظهرت بشكل واضح في كتاب (أسئلة وأجوبة من الله) الذي كتبه يعقوب هاليفي وصاغ فيه الأسئلة بعد أن ذهب إلى مكان منعزل، وراح يصلي ويردد أسماء الله العظمى، وأعطاه الله الإجابة في رؤاه المنامية وكانت غالبا مشفوعة بآيات من الكتاب المقدس”. (اليهود عقائدهم الدينية وعباداتهم/ 184). أي الأصل من اليهودية! ومن رواياتهم ما تحدث عنه المولى العارف بالله الشيخ محمد أمين عن العارف الوفائي بقوله” رأيت رسول الله (ص) فحدثني عن نفسه: لست بميت، فموتي عبارة عن تستري عمن لا يفقه عن الله. وأما من يفقه عن الله فها أنا ذا أراه ويراني”. بمعنى إن النبي(ص) حاشاه من هذا الإفتراء نسف ما جاء في سورة الزمر/30 ((إنك ميت وإنهم لميتون)). ويتحدث الصفويين بأن النبي (ص) قال للإمام علي بإنه بعد أن يموت (النبي) يغسله و يجلسه ويأخذ منه العلوم، وسبق الإشارة إلى الحديث.
2. خيانة جبريل في إيصال رسالة النبوة
وهذا أمر غريب. فقد رفض محمد بن علي أبو جعفر الشلمغاني الشريعة. وكان يسمي محمدا وموسى بالخائنين، زعما منه أن هارون أرسل موسى، وأن عليا أرسل محمدا فخاناهما ـ صُلب في خلافة الراضي سنة 322 ـ ( الكامل لابن الأثير6/241). الصفويون كذلك لهم نفس الرأي. فهم يرددون في نهاية صلاتهم ضاربين بأيديهم على أفخاذهم” خان الأمين ـ ثلاث مرات ـ والله ما كان الأمين أمينا”! أو أخرى” خان الأمين وصدها عن حيدره”.(راجع طرائف المقال/ السيد علي البروجردي2/232). ويقصدون بحيدرة الإمام علي. أول من طرح مسألة هذه الخيانة هي فرقة الغرابية التي شبهت النبي(ص) وعلي بن أبي طالب بغرابين! عجبا لماذا غرابين؟ قولوا طائرين جميلين! وذكر الشيخ المفيد عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن رفاعة بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام” أن رسول الله (ص) كان يملي على علي عليه السلام صحيفة، فلما بلغ نصفها وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه في حجر علي، ثم كتب علي عليه السلام حتى امتلأت الصحيفة، فلما رفع رسول الله(ص) رأسه قال: من أملى عليك يا علي؟ فقال: أنت يا رسول الله! قال: بل أملى عليك جبرئيل”. (الاختصاص/275).
3. عدم إكمال الرسالة النبوية.
المتفق عليه عند جميع المسلمين أن الرسول(ص) بلغ الكلام المبين للعباد كاملا كما أنزل عليه، بدليل ما جاء في سورة المائدة/3 ()الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) وكذلك في قوله تعالى في سورة المائدة/67((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ)). ونزلت الآية في عام الحديبية بإتفاق المفسرين، وليس في حجة الوداع، كما يدعي الرافضة في جديث الغدير، ولم يكن الإمام علي في صحبة النبي(ص) بل كان مبعوثا إلى اليمن. والفرق الزمني بين عامي الحديبية وحجة الوداع حوالي أربعة أعوام.
يقول ابن عجيبة في شرحه لحكم ابن عطاء الله السكندري ” أما واضع هذا العلم (التصوف) فقد علمه الله للنبي عبر بالوحي والإلهام، فنزل جبريل أولا بالشريعة، فلما تقررت. نزل ثانيا بالحقيقة، فخص بها بعضا دون بعض”. (شرح الحكم العطائية/5). إنه اتهام صريح للرسول(ص) بأنه لم يكمل الرسالة وبلغ بعضا ما أنزل إليه، بمعنى إنه إتبع أهوائه في إختيار الآيات. ويدعي المتصوفة بأن النبي(ص) لم يكمل الرسالة السماوية لذلك فهو يأتيهم او يزورهم في المنام، ليبلغهم الأخبار والاذكار والاوراد مكملا رسالته النبوية. فإبن عربي مثلا زعم بأن كتابه المسمى(فصوص الحكم) قد دلٌه عليه النبي محمد(ص) في المنام وأمره بتبليغه للناس” فجردت القصد والنية لإبرازه كما خطه النبي(ص) من غير زيادة ولا نقصان”. لكن النبي(ص) كان أميا! فكيف خطه؟
يدعي الصفويون بأن أن الإمامة استمرار للنبوة (للمزيد راجع كتاب عقائد الإمامية للشيخ المظفر) بمعنى ان الرسالة لم تكتمل! ويزعمون بوجود كتب الجفر وقرآن فاطمة وغيرها وهي تكمل الرسالة. كما يعتقد الرافضة أن الرسول(ص) قد” بلغ جزءآ من الشريعة وجعل الباقي عند علي بن أبي طالب ليبلغه”. (تعليق شهاب الدين النجفي على إحقاق الحق للتستري2/ 288). ويذكر مرجعهم المعاصر بحر العلوم” لما كان الكتاب العزيز متكفلاً بالقواعد العامة دون الدخول في تفصيلاتها، احتاجوا إلى سنة النبي، والسنة لم يكمل بها التشريع، لأن كثيراً من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم، احتاج أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عنه في أوقاتها”. (مصابيح الأصول/4). كما إدعى الخميني بأن الرسول(ص) لم يبلغ رسالته بقوله” من الواضح ان النبي لو كان قد بلغ بأمر الولاية طبقا لما أمره الله، وبذل المساعي في هذا الأمر لما نشبت في البلدان الاسلامية كل تلك الخلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه”. (كشف الأسرار/155). لقد حمل الخميني المقبور النبي(ص) خلافات الأمة والمشاحنات والمعارك، مبرءا الأئمة وأعوانهم الذين كانوا ومازالوا سبب البلوى والمحن في هذه الأمة منذ خلافة علي بن أبي طالب ولحد الآن. إن هذه الطروحات تنسف ما جاء في من سورة المائدة/3(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)). وفي العقيدتين هناك العديد من الروايات التي تنتقص من النبي المصطفى(ص). منها قول أمير محمد الكاظمي القزويني” الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أفضل من الأنبياء”. (الشيعة في عقائدهم وأحكامهم/73)
4. الأحاديث المكذوبة والمنسوبة للنبي(ص)
ذكر أحمد أمين ” اما الاحاديث الشريفة فقد جمعت في عصر التدوين(العصر العباسي الأول أي في منتصف القرن الهجري الثاني). فقد جمع الحديث في مكة ابن جريج وهو رومي الأصل. وفي المدينة محمد بن اسحاق ومالك بن أنس. وفي البصرة الربيع بن صبيح وسعيد بن أبي عروة وحماد بن سلمة. وفي الكوفة سفيان الثوري. وفي الشام الاوزاعي. وفي اليمن معمر. وفي خراسان ابن المبارك. وفي مصر الليث بن سعد. لم يبق من اعمالهم سوى(الموطأ) لمالك بن أنس”. (ضحى الاسلام/2). وهذا يعني ان كتاب مالك هو الأصل لأنه الأقدم.
من الأمور البشعة أن تنسب لإنسان ما لم يتحدث به، فتلك جناية سيما أذا كان الغرض من الإدعاء المنسوب تحقيق مصلحة ذاتية أو جماعية. ويأخذ الحال شأوا أبعد عندما يتعلق الأمر بالنبي محمد(ص) لأن الإسلام بني على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والطعن في الأحاديث هي محاولة خطيرة وخسيسة لتدمير الركيزة الثانية في الصرح الإسلامي العالي. وقد جاء في الحيث النبوي الشريف عن أنس بن مالك” من تعمد عليٌ كذبا، فليتبوأ مقعده في النار”. (أخرجه مسلم). وأيضا الحديث النبوي الذي رواه الإمام علي بن أبي طالب” لا تكذبوا عليٌ! فإن من يكذب علي يلج النار”. (أخرجه مسلم). والحقيقة إن المحاولات الشعوبية للطعن بالإحاديث النبوية الشريفة ليست حالة جديدة في التأريخ الإسلامي، وقد ساعد عدم تدوين الأحاديث النبوية في زمن الرسول(ص) والخلفاء الراشدين على التلاعب بها وتحريفها، سيما إنها دونت بعد موت الصحابة. لاحظ حتى كتاب مالك لم يشفع له! فقد نسبوا لمالك الكثير من الأحاديث الكاذبة ومنها دواز نكاح الدبر، علمنا ان له كتاب واضح وأمين، ولا توجد فيه الأحاديث المنسوبة له زورا! اليس من يريد أن يحاجج مالك ان يرجع الى كتابه الموطأ، بدلا من الإعتماد على ما نسب إليه؟
بذل العلماء الخيار جهودا حثيثة لتنقية الأحاديث من شوائب الشعوبية، فقد ذكر إبن كثير” جمع البخاري(2762) حديثا غير مكرر من مجموع(200000) حديث.اما تلميذه مسلم فقد جمع (4000) حديث غير مكرر”. (الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث). وبذلك يكون الفارق بين الصحيحين(1238) ويتبين من هذا كثرة الأحاديث الضعيفة والباطلة! من المعروف إن الأحاديث النبوية تقسم الى ثلاثة اقسام كما صنفها محمد فؤاد شاكر،
اولهما: الأحاديث المتواترة وتعني مارواه الصحابة والجيل الذي تلاهم (التابعين)، وجيل تابعين التابعين (الجيل الثاني بعد الصحابة).
ثانيها: الأحاديث المشهورة. وهي أحاديث رواها صحابي او مجموعة منهم ولم تبلغ حدود التواتر من ثم رواها في عصر التابعن وعصر تابعي التابعين فبلغت حد التواتر.
ثالثهما: أحاديث الآحاد ولم تلغ حدود التواتر لا في عهد الصحابة، ولا في عهد التابعين، لذلك فـأنها غير مبنية على اليقين وإنما الظن، حديث رواه واحد عن واحد. . الخ”. (حديث الآحاد ومكانته في السنة).
ضمت أمهات كتب الصوفية عددا هائلا من الأحاديث النبوية الكاذبة والضعيفة، ومنها كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، وقد تحدث أبو بكر الطرطوشي عن الكتاب بقوله” شحن كتابه بالكذب على رسول الله (ص) وما على بسيط الذكر أكثر كذبا منه”. (راجع كتاب الرسائل/ عبد اللطيف آل الشيخ3/137). وهو نفس رأي الإمام الذهبي بكتاب (إحياء علوم الدين) حيث قال” فيه من الأحاديث الباطلة جملة”. وكذلك كتاب قوت القلوب لأبي طالب المكي الذي وصفه إبن كثير بقوله” ذكر فيه أحاديث لا أصل لها، بٌدعه الناس وهجروه”.(البداية والنهاية11/319).
فمن تلك الأحاديث الباطلة عند المتصوفة “ما أنزل الله عز وجلٌ آية إلا لها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مَطلع “. (رواه ابو عبيد في فضائله). ومنها الحديث الذي إستشهد به إبن عربي” زدني فيك تحيرا”. الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية” لم يروِ هذا الحديث أحد من أهل العلم بالحديث، ولا هو في شيء من كتب الحديث، ولا في شيء من كتب من يعلم الحديث، بل ولا من يعرف الله ورسوله”. (مجموعة الرسائل والمسائل4/45). وفي محاولة يائسة من شيخهم علي الهجويري لإثبات وجود التصوف في زمن النبي محمد(ص) نسب للنبي(ص) الحديث” من سمع صوت أهل التصوف ولا يؤمن على دعائهم، كتب عند الله من الغافلين”. (كشف المحجوب). ونسب أيضا للنبي (ص)” عليكم بلباس الصوف، تجدون حلاوة الإيمان في قلوبكم”. (كشف المحجوب للهجويري1/241). وآخر” بطن جائع أحب إلى الله من سبعين عابدا غافلا”. (كشف المحجوب للهجويري2/569). ومنها ما نبه عليه شيخ الإسلام إبن تيمية ” كنت نبيا وآدم بين الماء والطين”. (الرد على البكري/9). حيث يعني ان خلق النبي(ص) سبق خلق أبو البشرية آدم (ع). أي الإبن يسبق ولادة الأب! وكذلك الحديث الذي أشار إليه الملا علي قاري” كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث”. (الأسرار المرفوعة/271).
كما نسب السهروردي في(عوارف المعارف)هذا الحديث للنبي(ص)” خيركم بعد المائتين رجل خفيف الحاذ. قيل: وما خفيف الحاذ يا رسول الله؟ قال: الذي لا أهل له ولا ولد”. ونسب الشيخ بدر السرهندي للنبي(ص) الحديث” رأيت ربي في سكك المدينة على صورة شاب أمرد”. (حضرات القدس). كما نسبوا هذا له الحديث” لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه” وآخر ذكره أبو طالب المكي” إلبسوا الصوف وشمروا، ولوا في أنصاف البطون، تدخلوا ملكوت السما”. (قوت القلوب). ونسب الجرجاني في تعريفه للفلسفة الحديث التالي للنبي(ص)” تخلقوا بأخلاق الله”. (التعريفات/37). ولا أصل لهذا الحديث في الصحاح والسنن. وقد اورده الغزالي أيضا” حتى قيل تخلقوا بأخلاق الله” ولكن الغزالي لم ينسبه للنبي (ص)،(إحياء علوم الدين4/324). وكذلك فعل الكاشاني في كتابه (اصطلاحات الصوفية).
بقدر تعلق الأمر بالصفويين فإن معظم أحاديثهم عن النبي (ص) لا صحة لها، فهي أما تتعارض مع القرآن الكريم، أو مع أحاديث أهل السنة، أو لا تستقيم مع سيرة الرسول(ص) وزمن الحديث ومكانه، أو إنها لا تتوافق مع قيم الإسلام ومبادئه السمحاء، أو إنها تتعارض مع العقل والمنطق السليم. مما حدا بشيخ الإسلام إبن تيمية أن يصفهم بقوله” يسقون الناس شراب الكفر في آنية الأنبياء”. قال شيخهم المعاصر عبد الله فياض”إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو الحال عند أهل السنة”. (تاريخ الإمامية/140). هو يعترف بأنه لا سند لإحاديثهم. ولمعرفة مستوى التشويه في الأحاديث النبوية، يمكن استنتاجه من قول المازندراني في شرحه لكتاب الكافي” يجوز من سمع حديثاً عن أبي عبد الله(رض) أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول: قال الله تعالى”. (شرح جامع على الكافي2/272). وهذا ما كرره مرجعهم محمد تقي الحكيم بزعمه” الحق الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن أئمتهم الاثنا عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة”. (سنة أهل البيت/9). سنأخذ نماذجت منها، فقد نسب الكليني حديث للنبي(ص) يقول فيه” يا علي! من زارني في حياتي أو بعد مماتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما. ضمنت له يوم القيامة، وأن أخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى أصيره معي في درجتي”.(الكافي4/580). ونسب موسى بن جعفر الصادق للنبي(ص) الحديث” لا تستخفوا بفقراء شيعة على، فإن الرجل منهم يشفع بعدد ربيعة ومضر”. (بحار الأنوار8/59). كما نسب مفسرهم القمي إلى النبي(ص) الحديث ” من تمتع مرة أمن سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حُشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان”. (من لا يحضره الفقيه3/366)، والحمد لله لا يفكر أهل السنة بمزاحمة نبيهم المصطفى في الجنان! ونسب البهائي في الكشكول حديثا جاء فيه” لا تقوم الساعة على أمتي حتى يخرج قوم من أمتي أسمهم الصوفية، ليسوا مني وإنهم يهود أمتي”. واضح كذب الحديث، فلم تقم الساعة على أمة محمد(ص) كما إدعى البهائي. كما إن هذا الحديث يتناقض مع قصة القائم حيث تمتليء الدنيا جورا وليس تصوفا لتقوم الساعة!
ذكر محمد بن علي بن شاذان بسنده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (ص) ” يا علي! أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين. يا علي! أنت سيّد الوصيين، ووارث علوم النبيين وخير الصديقين، وأفضل السابقين. يا علي! أنت زوج سيدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين. يا علي! أنت مولى المؤمنين. يا علي! أنت الحُجّة بعدي على النّاس أجمعين، استوجب الجَنّة من تولاّك، واستحق النّار من عاداك. يا علي! والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية، لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام وفي حديث آخر: ثم ألف عام ما قُبل ذلك منه إلاّ بولايتك، وولاية الأئمّة من ولدك، فإنّ ولايتك لا يقبل الله تعالى إلاّ بالبراءة من أعدائك، وأعداء الأئمّة من ولدك، بذلك أخبرني جبرائيل”. (المناقب المائة/ المنقبة التاسعة/6).
5. علوم النبي محدودة
يذكر إبن عربي” إن الولي يعلم علمين بخلاف النبي، فإنه لا يعلم إلا علماً واحداً فقط، وإن الولي يعلم علمين: علم الشريعة وعلم الحقيقة، أي الظاهر والباطن، والتنزيل والتأويل؛ حيث إن الرسول من حيث هو رسول ليس له علم إلا بالظاهر والتنزيل والشريعة، فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع فمن حيث هو ولي عارف؛ ولهذا مقامه من حيث هو عارف أتم وأكمل من حيث هو رسول أو ذو تشريع وشرع”. (فصوص الحكم1/145). ويذكر البسطامي ” تالله، إن لوائي أعظم من لواء محمد”. (لطائف المنن/125). ويضيف أبو يزيد البسطامي” لوائي من نور تحته الجان والأنس كلهم من النبيين”. (شطحات الصوفية لبدوي/143). ومنه ما ذكره الشيخ المناوي البسطامي بأنه خاطب علماء الدين” أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت”. (الكواكب الدرية/246) ويقول أيضا” خضنا بحراً، وقف الأنبياء بساحله”. (جواهر المعاني2/63).
أما الرافضة فإنهم اعتبروا الإمامة أعلى من النبوة، وهذا يعني بالنتيجة ان الأئمة أعلم من الأنبياء، فقد ذكر المجلسي” الإمامة أعلى مرتبة من النبوة”. (حياة القلوب3/10). وعن أبي عبد الله قال” والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين. فقيل له: أعندك علم الغيب؟ فقال له: ويحك! إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء”. (بحار الأنوار26/27). وذكر الكليني” أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون”. (أصول الكافي/160). وقوله” أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم، قال أبوعبدالله عليه السلام: أي إمام لا يعلم ما يصيبه فليس ذلك بحجة لله على خلقه”. (أصول الكافي/158) وقوله” أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وما عليه، قال أبوجعفر عليه السلام: لو كان لألسنتكم أوكئة لحدثت كل امرئ بما له وعليه”. ( أصول الكافي/193). النتيجة التي تخرج بها من هذه الأحاديث هي أن علوم الأئمة اكثر من علوم النبي(ص) قوة وتنوعا.
6. المولد النبوي قصة مشتركة
قال المقريزي موضحا أصل بدعة الإحتفال بالمولد النبوي” أول من أقام المولد النبوي هم العبيديون، وقد ابتدعوا فيه عدة بدع فهم يحتفلون فيه احتفالاً صاخباً، ويوزع فيه الحلوى والكعك، وتوزع هذه الحلوى على المشاهد والقراء والفقراء، ثم تقرأ الحضرة بحضرة الوالي، وتوزع الأموال، ثم يخطب فيهم الخطيب إلى أن يصل إلى ذكر النبي فيقول: وإن هذا يوم مولده إلى ما من الله به على ملة الإسلام من رسالته، ثم يختم كلامه بالدعاء للخليفة، ثم ينصرف الوالي وينصرف الناس”. (الخطط المقريزية1/490). وقيل ان الغرض من الاحتفال بالمولد النبوي هو للترحيب بالنبي(ص)، فقد ذكر الشيخ محمد علوي المالكي” يعتقد بعض الصوفية أن النبي يحضر بجسده الشريف مجلس الاحتفال وقد يوضع له البخور والطيب على أساس أنه يتبخر به ويتطيب، كما يوضع له الماء على أساس أنه يشرب منه، لذا يتبركون بهذا الماء بعد انتهاء المولد”.( الاحتفال بالمولد/24). وفي الوقت الذي ترك الرافضة الإحتفال بالمولد النبوي، لإنهم انشغلوا بولادات ووفيات أئمتهم علاوة على المراسيم التي لا تعد ولا تحصى. إستمر المتصوفة على إقامة المراسم للإحتفال بالمولد النبوي.
7. التهكم على النبي بالروايات والأحاديث
نسب القمي الى النبي(ص) بأنه دخل عليه ملك له (24) وجها فقال النبي” حبيبي جبريل، لم أرك في مثل هذه الصورة. فقال الملك: لست بجبرائيل. أنا محمود، بعثني الله عزٌ وجلٌ أن أزوج النور من النور. قال النبي: مَن مِن مَن؟ قال: فاطمة من علي”. (معاني الأخبار/103). يلاحظ:
أولا: إن النبي(ص) لا يعرف الغيب لذلك تساءل عن الزوج والزوجة؟
ثانبا: إنه لم يميز بين جبرائيل ومحمود؟
ثالثا: ان النبي(ص) كأب لفاطمة لم يؤخذ رأيه في زواج إبنته.
رابعا: إن هذا الزواج تم بين نورين وليس بين بشر. وانه زواج قرره الله وليس الزوج والزوجة. خامسا: ان الملك صاحب (24) وجه! ولم يتوصل العلم لحد الآن لهكذا أبعاد! وما حاجة الملك لـ(24) وجه؟ هل للتقية أيضا؟
سادسا: إن فاطمة لم تكن راغبة أصلا بالزواج من علي بسبب فقره ومظهره، فقد كان أصلعا، عظيم البطن، وقصير القامة، وكثيف الشعر واللحية.
عن الحسن البصري” شرب من جرة النبي(ص) في بيت أم سلمة، فقال من شرب من هذا الماء؟ فقيل الحسن. فقال النبي: سيسري إليه من علمي بقدر ما شرب! (تذكرة الأولياء للعطار1/22). وفي هذه الرواية تناقض واضح.
أولا: إن النبي(ص) لا يعلم الغيب طالما سأل عمن شرب من جرته!
ثانيا: ان النبي(ص) يعلم الغيب لأنه عرف بنقص الماء، مع أن الجرة من الفخار وليس الزجاج؟ الأهم من هذا ما علاقة الماء بالعلم؟ وان كان الحديث صحيح! لماذا لم يسرِ العلم على أزواجه ممن يشربن من نفس الجرة؟
ثالثا: ولد البصري ولد عام (22هـ) أي بعد وفاة النبي (ص) بإحدى عشر عاما فكيف شرب من جرة النبي (ص)؟ وهذا غيض من فيض.
وفيما يتعلق بالمتصوفة، يذكر الشيخ العز ابن عبد السلام عن أبي طالب المكي بأن رجلا دخل على النبي(ص) وعنده” قوم يقرؤن القرآن وآخرون ينشدون الشعر، فقال للنبي: قرآن وشعر! فأجابه النبي: من هذا مرة، ومن هذا مرة”. (حل الرموز ومفاتيح الكنوز/63).
كما يدعي السهروردي بأن النبي (ص) قد أباح العزوبة لأمته” سمعنا عن الجيلي أن بعض الصالحين قال له: لم تزوجت؟ فقال: ما تزوجت حتى قال لي رسول الله، فقال له: الرسول يأمر بالرخص، وطريق القوم: التزم بالعزيمة”. ويذكر إبن عجيبة ” ما قيل في النبي، يقال في الولي”. (الفتوحات الإلهية/264). ويدعي ابن سبعين” لقد كذب ابن أبي كبشة (يقصد النبي محمد) عندما قال لا نبي بعدي”. إنظر الى الإسفاف وسوء الأدب!
ويذكر أحد شيوخهم بأنه رأى النبي(ص) في منامه فسأله: أتحبني؟ فرد الشيخ” أعذرني! فحب الله قد شغلني عنك”. فلم يرى النبي مندوحة من إيجاد مخرج من الحرج فقال للشيخ: من أحب الله فقد أحبني”. (تذكرة الأولياء2/41). نفس الحديث يتكرر، لكن مع رابعة العدوية وليس الشيخ المجهول!
لنستمع الى الرد على هولاء الأئمة والشيوخ من رجل نصراني وليس مسلما وهو كارين أرمسترونج ” لقد وجدت النبي محمد شخصية مثالية، ولديه دروس مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للعالم كله”. في كتاب ( محمد نبي هذا العصر). بلا تعليق!