الصومال تتهم العراق بالتآمر لقلب النظام

محمد الرديني

لأول مرة تخرج الصومال عن صمتها وتعلن احتجاجها ضد العراق فيما خرجت النسوة الصوماليات امس،اي بعد انقضاء عطلة العيد،في مسيرات ضخمة كاشفات الوجوه ناثرات الشعور مسجلات حالة نادرة في التاريخ الصومالي.
وتأتي هذه الاحتجاجات اثر نشر تقارير عالمية اشارت الى ان العراق اعتبر البلد العربي الاول في احتضان 5 ملايين طفل يتيم قضوا عيد الفطر في البيوت.
و حسب احصائيات دولية وحكومية بات العراق يضم النسبة الاكبر من الايتام في العالم العربي لاسيما بعد الإحصاءات الأخيرة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الاتحادية التي أشارت إلى ان عدد الأيتام في العراق بلغ نحو 5 ملايين طفل أو ما نسبته 16 في المئة نتيجة “اعمال العنف التي شهدها العراق خلال السنوات الماضية”.
وكشفت التقارير الى ان تلك الظروف اجبرت عدد كبير منهم إما إلى التسول أو بائعين على قارعة الطريق، مما يتطلب ضرورة رعاية الأيتام من خلال دور مشترك للحكومة من خلال اقرار قانون يرعاهم والمنظمات الإنسانية.
وقالت الصومال ان هذه التقارير “عارية” عن الصحة غايتها النيل من المركز الذي حصلت عليه الصومال في هذا المجال اضافة الى مراكز اخرى لم يسبقها فيها احد.
وطار الرئيس الصومالي السيد الشيخ شريف شيخ احمد الى تركيا للمرة الثالثة خلال اسبوع مستنجدا بالرئيس اردوغان لمساعدته في شن حملة مركبة ضد العراق وضد المنظمات الانسانية العالمية.
وفي الوقت نفسه دعا المندوب الصومالي الدائم في الجامعة العبرية،عفوا العربية، الى اجتماع طارىء لمجلس الامناء لمناقشة هذا الخرق الانساني.
وابدى وزير الاعلام الصومالي استيائه من هذه الخروقات الدبلوماسية وقال في مؤتمر صحفي عقده امس الاول ان هذا الوضع لايمكن السكوت عليه اذ لايعقل ان يتم نسيان الصومال وهي البلد العربي الاول في عدد الاطفال اليتامى والمساكين حتى ان احدا لايحض على طعامهم ولكننا استطعنا وبفضل الله ان نقنع العديد من الدول ذات الاهتمام المشترك ببناء عدد من دور رعاية الايتام في مقديشو كخطوة اولى نحو تطويرها وزيادة عددها في بقية الاقاليم.
وفي ختام مؤتمره دعا لمن يرغب من الصحفيين لزيارة هذه الدور والاطلاع عن “كثب” على نشاط وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا المجال.
ويذكر ان العديد من المنظمات الانسانية والدول الثمانية تبرعت ببناء العديد من المراكز “الرعوية” لاطفال الصومال خلال السنوات الماضية والتي قدرت تكلفتها بمليارات الدولارات الا انها توقفت بعد ان وجد المتبرعون ان عدد هذه المراكز بقي ثابتا بعد التبرعات الهائلة المقدمة للحكومة الصومالية.
من جانبه شن وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي نصار الربيعي هجوما لسانيا حادا على نظيره الصومالي ووصفه بالمغالط ومحرف الحقائق ودعاه الى مناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة من اجل توضيح الحقائق للرأي العام العربي.
واشار الربيعي الى استحالة اية حكومة في العالم تقديم جميع الخدمات لمثل هذا العدد الهائل من الاطفال الذين يحتاجون الى الرعاية والاهتمام.
واضاف ان خطة وزارته في هذا المجال وهي التي سميت بالخطة الخمسية تقسيم هؤلاء اليتامى حسب السن والفئة الاجتماعية مشيرا الى ان المرحلة المقبلة ستبدأ في العام المقبل في دراسة سولكياتهم بالاستفادة من تجربة ايران الغنية في هذا المجال.
واشار الى ان التعليمات وزعت على الجهات المختصة لمنع الاطفال من التسول قرب السيطرات الامنية واثناء تفتيش السيارات بالسونار حفاظا على ارواحهم ملقيا اللوم على الحكومة التي صرفت على مشاريع الكهرباء 27 مليار دولار بينما لم تخصص لوزارته سوى رواتب الموظفين.
فاصل يتيمي: اشار شاهد عيان الى ان عددا من الصحفيين اغرورقت عيونهم بالدموع وقرروا التبرع بما تجود اياديهم للمساهمة في حل هذه المشكلة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.