جهاد علاونه
اللغة كائن حي تتأثر بما يتأثر به الكائن الحي وتجري على كافة لغات العالم تغيرات وتطورات وتداخلات أجنبية وغريبة وتصبح مع مرور الزمن جزءا لا يتجزأ من اللغة الأصلية وتصبح بعض الكلمات الأجنبية والدخيلة على أي لغة عادة اجتماعية من عادات الناطقين بها ولا توجد لغة حية على وجه الأرض أو ميتة إلا وبها خليط من الحضارات واللغات المجاورة لها أو التي سبقتها في الحضارة ولا توجد لغة خالصة بتاتا فكل اللغات فيها من لغات الأقوام الأخرى .
واللغة العربية دخلتها كلمات غريبة وأجنبية بفعل استعلاء الحضارتان اليونانية اللاتينية والرومانية وبعض هذه الكلمات مثل :
-قنصcanis
orcherstreرقص
احب agappo
feudum فدان
قرطاسgartas
logos لغة
قلم calamus
zoograph رسم الحيوان
تاريخ-او- قديم-arch
Bourg برج
عقار ارض acare
زكاة Decat
justice عدل قسطاس
قاض judge
sif سيف
قرية Gure
castle قصر
جليد Gelid
وهذه الكلمات قليلة جدا وأردت هنا أن أختار عينة ومن الأمور والكلمات المعاصرة جاكيت كمبيوتر راديو تلفزيون تلفون,نت, : وسيأتي يوم يدافع به أنصار الفصحى عن هذه الكلمات باعتبارها عربية وذلك مع تقادم الزمان .
وسنرجع هنا للكلمات التي اخترناها لكم في بداية المقال ونتتبع كلمة القنص أي قنص ولا يوجد في اللغة العربية أي مصدر اشتقاقي لها فقد كان الرومان يخرجون للصيد وبمعيتهم كلاب الصيد وكانوا يسمون الكلب باسم canic كنص، ودخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية بمعنى الصيد فأصبح العرب يطلقون على خروجهم للصيد فعل قنص فأصبحوا يقولون: نريد ان نخرج للقنيص.
وكذلك نطلق اليوم على الأرضية اسم :البلاط أو البلاطة وهي من أصل روماني ولاتيني وأنكليزي
وكلمة زكاة:
Decat
وهي كلمة لاتينية ومعناها العشر أي أنهم كانوا يستعملونها للدلالة على العشر من كل شيء سواء أكان مالا أو شعيرا أو ذهبا وحين أراد العرب حسم أي شيء من ما يملكون كان يسمونه العشر استنادا إلى القواعد اللاتينية,والحكم الشرعي الاسلامي تؤخذ الزكاة بمقدار العشر من المزروعات التي تعيش لوحدها بالاعتماد على مشيئة الله وليس بالاعتماد على اليد العاملة مثل الزيتون وزيت الزيتون,وباقي المزروعات التي تعتمد على اليد العاملة يؤخذ منها 2،5% فقط لا غير .
وان اللغة العربية مرت عبر السنين الطويلة قبل الإسلام وهي بلا حضارة حتى بداية العصور الوسطى وهذا فقط في الحجاز العربي باستثناء بابل وآشور ……..الخ
وهذا لا يعني أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة فقد تأثر الغرب أيضا باللغة العربية حين اعتلى العرب قمة الحضارة على فترات من التاريخ ودخلت كثيرٌ من الكلمات العربية في اللغات الأجنبية وخصوصا الإنكليزية .
وتفسير هذه الظاهرة هنا هو بسبب صعود بعض الحضارات إلى قمة المجد وسقوط بعض الحضارات إلى أسفل الهاوية والمنتصر دائما في حالة تقدم وتفرض لغة المنتصر من خلال قوته العلمية فبعض أو غالبية الكلمات المستخدمة اليوم ترجع أهميتها إلى قوة علم مخترعيها لذلك فأننا نستخدم بعض الكلمات الأنكليزية واصطلاحاتهم بسبب وجود قوة علمية واقتصادية عند أصحابها .
واللغة العربية اليوم هي لغة سلفية تعيدنا إلى الماضي أما اللغة الأنكليزية فأنها لغة مستقبلية بفضل ما تفرضه علينا من مخترعات ومكتشفات وبما أن العرب اليوم في حالة ركود ثقافي واقتصادي فأنهم على الأغلب غير قادرين في الوقت الحالي على فرض كلمات جديدة ومصطلحات جديدة أي أن لكل زمان دولة ورجال .
إن هذا الكلام ليس طعنا بلغتنا المقدسة بل هو تفسير للظواهر الاجتماعية ولانتقال الكلمات من لغة إلى لغة وقد ضربت مثلا من الكلمات المستعملة في الوقت الحاضر للدلالة على حسن النية وكما نستخدم اليوم كلمات غير عربية هي مقارنة للتوضيح :إن العرب استخدموا في ألماض كلمات غير عربية وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية في ألماض والحاضر .
ان لغات العالم كله متداخلة في بعضها البعض وهذا ليس حكرا علينا نحن بل هي ظاهرة عمومية في كل لغات العالم وكما استخدم الذين من قبلنا كلمات غير عربية كذلك نستعمل اليوم كلمات غير عربية مثل :
الجاكيت والسويتر والتلفزيون والراديو والكمبيوتر والبلاط والباكيت والبسكويت .
وهنالك أيضا كلمات سريالية ما زالت في لغتنا العامية في الأردن وسوريا وفلسطين والعراق ما زلنا نستخدمها حيث كانت هي الأصل قبل دخول الإسلام علينا وما زالت هذه الكلمات شائعة مثل :
زوم- أي بمعنى دور فتقول النساء غسلت الزوم الأول من الغسيل -وهي تعني : الدور الأول من الغسيل
وكذلك كلمة برطع …… الخ ولا مجال هنا لذكرها وسأذكرها في مقال لاحق ,راجعوا مقالاتي التالية:
اللغة العامية السريانية
كلمات سريانية عامية, وبعض الكلمات الفارسية والتركية