أستغرب من القرآن أولا كيف يقول عن الإنجيل أنه محرف,ثم أنه يتكلم عن نسخة واحدة من الإنجيل, وهذا جهل بالتاريخ,فمن هذا الكتاب مئات بل أُلوف النسخ كما سيتبين بعد قليل,!!!,ثم استغرب من قوله أنهم(يحرفون الكلم عن مواضعه) وهذا يعني أن الإنجيل ليس محرفا ولكن هنالك اعتراف ضمني من القرآن أن بعض الكلمات محرفة,وهذا يعني أن الإنجيل غير محرف مطلقا,ولكن السؤال الذي خطر ببالي اليوم وأنا أقرأ في الإنجيل كعادتي هو:
أولا: أن الإنجيل قبل القرآن تُرجم لعدة لغات حية في العالم, فقد كان بالرومانية وبالسريانية وبالعبرية وبالعربية, والذي يريد تحريفه لا يأتي إلى نسخة واحدة لكي يحرفها, فالذي يريد تحريفه كان عليه أن يأتي على كل النسخ بكل اللغات لكي يحرفها ,وهذا عمل مضني وشاق جدا جدا ولا يستطيع أحد أن يأتي على كافة النسخ لكي يزورها, ثم أنه لم تكن هنالك نسخة واحدة من الإنجيل أو نسختان بل عشرات أو لنقل آلاف النسخ.
ثانيا: ثم أن الإسلام جاء بعد الإنجيل ب600 سنة وأكثر,وسبق الإسلام مدارس فلسفية ومذاهب دينية عديدة لم نقرئ عن واحدة منها تقول بأن الإنجيل كتابٌ محرف أو مزيف,إلا عندما جاء القرآن والإسلام ليقول أن الإنجيل مزيف أو محرف.
ثالثا: ثم أننا لم نقرئ عن أي قديس بأنه عثر على النسخة الأصلية من الإنجيل واتهم باقي الأناجيل الأربعة بالتزوير.
رابعا: لم نقرئ عن أي امبراطور بأنه أحرق الأناجيل أو الإنجيل المُحرف.
خامسا: القرآن هو الذي تم حرق معظم نسخه لعدم تطابقها مع نسخة عثمان فأحرق عثمان باقي النسخ وأبقى على النسخة الوحيدة التي بين يديه, وهذا ما لم يتعرض الإنجيل لمثله.
سادسا: لم نسمع ولم نقرئ عن تبادل للاتهامات بين الفلاسفة وبين الباحثين قبل الإسلام وبين المؤرخين أيضا,نعم, عن آرائهم بالإنجيل المحرف وغير المحرف ولم يتبادلوا التهم أو السباب والشتائم على خلفية نقاشهم حول تحريف الإنجيل.
سابعا: لماذا لم يحرف المحرفون موعظة المسيح على الجبل وباقي الحكم المذكورة في الإنجيل؟.
ثامنا: بالنسبة لإنجيل برنابا, حتى القرن الرابع الهجري أي الألف الميلادي ,نعم,لم يذكر المؤرخون العرب أي شيء عنه, وهذا الموضوع ظهر في القرن الخامس عشر الميلادي.
تاسعا: هذا يدل على أن القرآن لم يكن يعرف إنجيل برنابا مطلقا.
عاشرا: الله حافظ على الإنجيل بدليل أنه لم تحرق منه نسخة واحدة بعكس القرآن الذي أُحرقت منه نسخٌ كثيرة, وفي نفس الوقت يدعي المؤرخون المسلمون بأن القرآن لم يحرف ولا يوجد منه إلا نسخةٌ واحدة.
أنا أشير هنا إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد,أي التوراة والإنجيل, هذا الكتاب الذي وجد قبل الإسلام بعدة نسخ يصعب حصر عددها حيث كانت بالعشرات وبالمئات وبالألوف لم يصلنا منها نسخة واحدة غير متطابقة مع باقي النسخ, وهي قبل الإسلام ب600 سنة حيث لم نصادف نسخة واحدة متعارضة مع الأخرى, ولم يقل لا صديق ولا عدو قبل الإسلام بأنها مزورة, ثم إذا كانت مزورة لماذا لم يأت جبريل بالنسخة الأصلية التي نزلت على المسيح, ثم أن الإنجيل عبارة عن رؤية تلاميذ المسيح الأربعة لسيرته ومواعظه, وهو كتاب لم ينزل من السماء مباشرة كما هو القرآن, فكلمة منزل أي الإنجيل المنزل, هذه بحد ذاتها فيها الكثير من المغالطات, وبما أنه كان هنالك نسخٌ كثيرة من الإنجيل كان لا بد أن تصل إلينا منها ولو نسخة واحدة غير متطابقة مع النسخة الحالية التي بين أيدينا, هذه المقالة موجه بشكل أساسي إلى المسلمين و, وأرجو من الله لهم الهداية.