الدين .. والأديان .. والديّان‎

mohamedbarziلا يكفي أن نضع النقاط على الحروف .. بل لا بد من وضع علامات التشكيل على الحروف !
وذلك بعدما كثر الهراء والإفتراء على كتاب الله عز وجل ، وكثر المدّعين من الدارسين والحافظين الذين اتخذوه مطية لنشر الضلالات والجهالات ؟
فالقرآن الكريم هو حجّة على اللغة العربية ، وليست اللغة العربية حجة على القرآن الكريم .
وهناك منهج وعلوم يجب ان تتوفر بمن يتصدى لدراسة القرآن الكريم وفهمه وتفسيره حسب قصد الله عز وجل من انزاله ، وهناك أيضاً علوم أخرى يجب الإحاطة بها وهي المؤهل لاستنباط الأحكام الفقهية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
ولا يكفي للتصدي لهذه المهمة التخصّص بعلم التجويد أو حفظ ألفية ابن مالك أو حفظ بعض أبيات من الشعر والتي تتضمن بعض النكات الاعرابية والشواهد النحوية أو حفظ بعض الجمل مسبقة الصنع والتي اهترأت من كثرة اجترارها وتكرارها …. أو حفظ سيرة عنترة وبعض الطرائف البلاغية ..
إذ هل من المعقول أن يدعي متخصص بعلوم القرآن بوجود – أديان – أين هي الأديان ؟
يقول الله عز وجل ( شرع لكم من الدين ماوصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه …..)
ويقول الله عز وجل ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )
ويقول الرسول عليه السلام ( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ، ديننا واحد )
وهذا دليل واثبات من الله سبحانه وتعالى بأن الدين هو واحد – ولا يوجد أديان – لأن الدين هو دعوة الناس الى توحيد الله عز وجل ، وهذا يعني أن كل الرسل جاؤوا بدين واحد هو الدعوة لتوحيد الله عز وجل ، وعليه فلا يوجد أديان ؟ فالدين من آدم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم هو دين واحد ، وهو : الدعوة الى توحيد الله عز وجل .
أما الشريعة والتي هي القوانين التي تحكم الناس وتبين لهم أحكام الحلال والحرام فهي متعددة بعدد الرسل ، لقوله تعالى ( ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ) لأن الشريعة هي حكم الله في خلقه والتي انزلها عليهم ليلتزموا بمضمونها ، ولذلك كانت تختلف هذه الشريعة من رسول الى آخر ، لقوله تعالى ( إن الله يحكم مايريد ) وقوله ( والله يحكم لا معقب لحكمه ) وقوله ( إن الحكم إلا لله أمر ألّا تعبدوا إلا إياه ) ويقول ( لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ) والحسم في ذلك هو قوله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسولٌه أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم …)
هذا هو الدين الواحد … وهذه هي الشرائع المتعددة ..
أمّا المطب الذي يكشف جهل هؤلاء المتعالمون سواء بعلوم اللغة العربية أو بعلوم القرآن هو تفسيرهم لقوله تعالى ( لكم دينكم ولي دين ) ووظفوها لتسويق ضلالاتهم وجهالاتهم ؟
لقد فسروا كلمة دين في هذه الآية الكريمة والتي هي تعني ( الحساب ) لكم حسابكم ولي حسابي ، كما في قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) يعني مالك يوم الحساب ، وليس الدين الذي جاء به الرسل الكرام ؟؟!!

About محمد برازي

الدكتور محمد برازي باحث في العلوم الاسلامية والقانونية من دمشق ، مجاز من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، دكتوراة في عقد الصيانة وتكييفه الفقهي والقانوني ، مقيم في ستوكهولم .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.