الدين لله والسياسة للوطن غصبا عليكم

انهما خطان متوازيان لايلتقيان، تماما مثل ما تعلمنا في المدارس ان الخطين المتوازيين لايلتقيان، تعلمنا ايضا في مدرسة الحياة ان الدين والسياسة لايلتقيان مهما حاول البعض جر الاول الى الثاني او الثاني الى الاول.

وهذا ليس عيبا ابدا فالدين قانون سماوي والسياسة قانون ارضي وما بين السماء والارض مليارات من الكواكب لانعرف عنها الا كما يعرف ابو الطيب باللغة الصينية.

هناك العديد من الدلائل اشارت بوضوح الى هذه الحقيقة وانتبه لها نصف شعوب الكرة الارضية مستعرضين حروبهم المدمرة باسم الدين وكم من الضحايا سالت دمائهم بدون وجه حق لأكثر من 400 سنة ماضية.

تنبهوا ،ولو مؤخرا، الى حقائق مرعبة كادوا ان يذوبون في دوامتها موشكين علىالانقراض او التخلف فنفضوا الغبار عن ادمغتهم وجعلوا الدين لله وحده والدنيا للانسان وحده.

وهكذا كان، جمع البابا “اغراضه” ورحل الى”الفاتيكان”واعدا الا يتدخل الا فيما يخص دينه ولم يعد رئيس الدولة يركع امامه طالبا منه بركاته او فتواه في عدالة حكمه.

السياسة من صنع البشر وما اكثر اخطاء البشر والدين من صنع الأله الذي لايعتقد حتى اشد الملحدين انه معرض للخطأ.

نعود الى شعبنا العراقي الذي انغمس وهو لايدري في طائفية بغيضة زاد اوارها اصحاب الكروش والسكسوكة والمسبحة ذات ال99 خرزة. انغمس وهو يحس في النشوة حين يرى انه يقوم بطقوسه بحرية تامة وما درى ان هذه الحرية ستجلب له الدمار والفناء.

هذه الحرية التي يمارسها الان ماهي الا بداية شرارة لحرب اهلية لاتبقي ولا تذر، والحروب كما نعرف لاتعرف هوية المقتول هل هو شيعي ام سني ام تركماني ام كردي.

منذ الآف السنين وشعبنا يخرج من حرب ويدخل الى اخرى وما كانت الحرب مع ايران،وهي حرب مجنونة، الا حرب مذهبية بامتياز.

الا يكفينا ان نكون قطعة شطرنج باصابع من يسميهم اعضاء البرطمان والمسعولين القوى الاقليمية والدولية؟ .

لقد شبعنا من الحروب ايها السادة كما شبعنا من التمختر باسم الدين.

تراهم يقفزون عليك حين ترصد خطأ ما لمرجعية شيعية ومن الجانب الاخر تتربص بك المرجعية السنية حين تسأل ببراءة عن تاريخ بعض الصحابة وماذا قدموا للاسلام.

في القرن الماضي طحنت الحرب الطائفية شعب لبنان طيلة 25 سنة وكان يذبح اللبناني على الهوية، ابو العبد يقتل ميخا وانطوان يهرب بجلده الى المنفى وسعيد يقتل سليم لانه لايحب الخلفاء الراشدين ومات المئات في الجنوب والشمال في هذا البلد الذي كان اروع مافيه جمال وسحر مناخه وطيبة اهله ودور نشره.

فهل يرضى الشعب العوراقي ان يكرر هذه التجربة؟.

انه كرر لحد الان العديد من فصولها فقد استشهد الآلآف من العراقيين بلا سبب سوى انهم عراقيين.. لم يكونوا شيعة او سنة وانما كانوا يحبون عراقهم لأنه وطنهم.

جريمة البعض ايها السادة انهم يراهنون على جهلكم لكي يمتصوا دمائكم وحين يأتي اليوم الحربي الموعود لا المذهب الشيعي يقدم لكم العون ولا السني كما هو حالهم الان.. يرونكم تذبحون يوميا ومنذ اكثر من 10 سنوات ومازالوا يسمعوكم خطب اكل عليها الدهر بعد ان غص ثم شرب الماء الملوث.

المرجعيات الدينية في العراق ،وليزعل من يريد ان يزعل فهذا شأنه، لم تقدم مايدل على انها تحترم العراقي وتحرص على عدم هدر دمه.

ولاتسألوني عن الدليل فكلكم تعرفون وكلكم تأكلون من دجاجاتهم المستوردة.

ليقرأ هذا الكلام من يتنابزون بالالقاب على الفيسبوك.

فاصل فالتوه:صدرت بحق المفتش العام لوزارة الصحة عادل محسن مذكرة القاء القبض قبل عشرين يوما وبدلا من ان يقاد الى القضاء باشر في عمله بعد عودته من اجازته التي قضاها خارج العراق ،والله يعلم كم من الدولارات ودعها في بنك المهجر خلال هذه الاجازة، وكأن أمر القاء القبض بحق حسنية خاتون.

ليش لا.. هذه دولة القانون التي هو احد اعضائها.

ليسقط القانون ويعيش قانون الغابة.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.