ينضم مكتب الأمم المتحده للسلام في نيوزيلندا, لنا نحن السفراء العاملين فيه زيارات دوريه الى مختلف دور العباده للتعرف من خلالها على طبيعة تلك الأديان وعادات وتقاليد أهلها ومن يتبعونها . قبل أيام كانت لنا زياره لمعبد الطائفه الإبراهيميه الهنديه حيث تنتشر الطائفه في الهند وباكستان وبنغلاديش وسيريلانكا ويبلغ تعدداها حوالي 350 مليون نسمه
الإبراهيميون هم أتباع سيدنا ابراهيم عليه السلام وهم أقدم ديانه توحيديه على الأرض , إنتشروا شرقاً الى الهند وغرباً الى الجزيره العربيه حيث كان العرب يدعونهم بالأحناف
بسبب صعوبة الكتابه في زمن سيدنا ابراهيم حيث ترجح المصادر أن ولادته كانت تقريباً بين العام 2324 قبل الميلاد والعام 1850 قبل الميلاد ، أما المصادر اليهوديه فأفادت أن ولادته كانت 1900 عام قبل الميلاد , لهذا السبب كانت تعاليمه ودعوته تنقل شفاهاً بين الناس وبمرور الوقت تم نسيانها وإندثارها , لهذا يؤمن الإبراهيميون اليوم باليهوديه والمسيحيه والإسلام ويعتبرونها ثلاثة وجوه لديانة التوحيد الإبراهيميه ولا يفرقون بين أي منها
إستضاف الملتقى 3 رجال دين , حاخام يهودي أصله من جنوب افريقيا , وقس مسيحي نيوزيلندي الأصل , وإمام مسلم من جنوب افريقيا ليحدثنا كل منهم عن معنى التوحيد كما يفهمه من خلال دينه
في السابق وحين كانت المجتمعات مغلقه كان يحق للمرء أن يطرح وجهة نظره حتى لو كانت مغاليه أو فيها مساس بعقيدة الآخرين , أما في المجتمعات المعاصره حيث اختلاط القوميات والأجناس والأديان فيجب على المرء أن يكون متحفظاً حين يتحدث عما يعتقد به اذا كان في عقيدته مساس بمشاعر الآخرين أو عقائدهم
حسب قدم الديانه نهض الحاخام اليهودي فقال : نحن اليهود نفخر بأن ابراهيم هو أول أنبيائنا , عندها رد عليه مواطنه الإمام من مكانه وليس في دور حديثه , ومتخطياً دور القس المسيحي في الكلام , قائلاً له : ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما وما كان من المشركين
بقي الحضور وعددهم حوالي 200 شخص ينظرون في وجوه بعضهم خوفاً من تطور الموقف بين الرجال الثلاثه لكن الأمور مرت بسلام حين تدراكنا الموقف وفتحنا باب النقاش العام
بإعتباري العراقيه الوحيده بين الحضور , ومولد سيدنا ابراهيم في مدينة أور العراقيه , وُجه لي السؤال : هل يوجد ابراهيمون اليوم في العراق , وهل يعقل أن تكون ديانته منسيه في موطنه ؟ بينما أعدادهم في شبه القاره الهنديه تقدر بمئات الملايين ؟
كان تعليلي بمنتهى البساطه حيث قلت : الإبراهيميون متسامحون جداً مع الأديان التوحيديه الثلاثه , ربما توجد نسبة ضئيلة منهم اليوم في الشرق الأوسط , لكنهم بحكم تعايشهم مع اليهود والمسيحيين والمسلمين ذابوا في هذه الأديان وإندمجوا فيها بمرور الزمن
أما في شبه القاره الهنديه حيث يتعايشون مع أديان غير موحده فهم يبتعدون عنها وتبقى جالياتهم محافظه على توحيدها وعقيدتها رغم مرور الوقت
د. ميسون البياتي