الدكتاتور و المهرجين

basharaksisiالدكتاتور و المهرجين
لم يعرف التاريخ حاكما ديكتاتوريا خلى بلاطه من مهرج او اكثر , فالمهرج هو الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يضحك الملك او الامير والحاكم كأن يزين له سوء اعماله ويهزأ من خصومه واعدائه و يصورهم بصور حيوانات غبية تخافه وترتعد فرائصها منه
مع عصر التكنولوجيا الجديث لم يعد هنالك دور للمهرج فكل حكومة الحاكم الديكتاتور من وزراء ومستشارين مهرجون ولكنهم فاشلون بالتمثيل والابداع في فن التهريج لذلك يقوم الاعلام الرسمي للحاكم بهذا الدور
بين مصر و سوريا تنافس قوي بتهريج الاعلام الرسمي ويقف الاعلام اللبناني بقنوات التضليل على خط التماس يدخل لعبه التهريج كلما فترت عزيمة الاعلام الرسمي لدى الدولتين بابداع مستورد من وراء الحدود يقدم جرعات من الاعلام الكاذب يدفعك للضحك قبل ان يصدق الحاكم المعتوه ما يروجونه عنه من قصص بطولات خرافيه تجعل منه سوبرمان او غريندايزر او الوطواط
في سوريا الاعلام متمثلا بالقنوات الرسمية يقص عليك قصص خرافيه فمع كل ضربه يوجهه العدو الاسرائيلي يروج الاعلام بان الاسد قام بالرد في عقر اسرائيل و وجه لها ضربات قاصمه وهم يتحدون الاعلام الاسرائيلي ان يفصح عن تلك الضربات
تحدثوا عن الماسه الزرقاء وعن السفينة الالمانية للتجسس وعن شبكه التجسس التي القوا فيها القبض على عشرات ضباط الاستخبارات الامريكية والبريطانية والفرنسية والتركيه وعن الايفون والفلاشة وعن زلزال هز الكنيست وكاد ان تسقط جدرانه عبر قذيفة تحت الارض سارت مئات الكيلومترات على عمق مئات الامتار لتنفجر تحت الكنيست كرسالة تحذير وعن صواريخ اطلقها الروس كرمال عيون بشار حلقت فوق الاسطول الامريكي ثم قلبت احدى بوارجه فولى الاسطول الادبار
يتكلمون عن الفاتح بشار بأنه سيسترجع فلسطين ولواء اسكندرون والاندلس و ينادون به رئيسا للعالم في امبراطوريه سوريه لا تغيب عنها الشمس
في مصر الاعلام يستمد فنونه من فنون السينما المصريه العريقة ومن قصص كان يحبكها صلاح نصر ايام عبد الناصر فينسجون روايات لاشغال الناس من جهاز الايدز والكباب الى رجال يتواصلون مع كائنات فضائية ستأتي لتساعد السيسي ليتخلص من الاخوان الى مشايخ و بطاركه جعلوا منه رسولا وان الانبياء تزوره وتمنحه البركات اعلاميون لا يعرفون التاريخ فحسبوا ان صلاح الدين مازال في غزة يقاتل مع حماس واعلامي اخر اكتشف مؤخرا انه حمار و اخر اختراق مواقع داعش وكشف كيف تم تحضير عمليات الحرق والذبح للمعتقلين وافسد عليهم مواقعهم ومشايخ في اعلام تحلل له ما حرم الله وتحرم له على هواه ما احله الله
ولا اشك ان بشار و السيسي اصبحت متعتهم الوحيدة بعد ان فقدوا القدرة على الخروج الامن هو متابعه هذا الاعلام الهابط الذي يمنح كل منهما جرعة من الامل والامان الى فترة لن تطول مهما زين لهم الباطل سوء اعمالهم

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.