الحياة لا تقاس بعدد مرات التنفس التي نأخذها، بل باللحظات التي نشهق فيها ونكاد نتوقف عن التنفس

sultanjudbirthdayحبيبي جود:
منذ تسع سنوات في هذا اليوم جئت إلينا كما تأتي قطرة الغيث لتروي
أرضا عطشى لم تشرب منذ قرون…
جئت إلينا غيمة ومطرا وفرحا…

ومنذ عام في هذا اليوم احتلفنا هنا في أمريكا بعيد ميلادك الثامن…
ذكرى ذلك اليوم تؤكد لي أن الحياة ليست بعدد سنينها بل بعمق اللحظات
التي تمرّ في تلك السنين..
لقد تجذرت كل لحظة في تلك الحفلة عميقا في ذاكرتي لترفدني بومضة فرح كلما احتجت إليها…
….
يقول أحدهم: الحياة لا تقاس بعدد مرات التنفس التي نأخذها، بل باللحظات التي نشهق فيها ونكاد نتوقف عن التنفس!
أذكر منذ حوالي عشرة أعوام دخلت محلا تجاريا لأشتري بعض المفروشات
على الباب كان ينتصب تمثال كبير لبوذا، وقفت أمامه ورحت أمعن النظر في بطنه المندلق والذي يؤمن أتباعه أنه مركز الحكمة،
وفي صحن الفواكه وبركة الماء التي توجد أمامه..
اقترب مني صاحب المحل، وسأل: هل تصلين؟
قلت: لا، وإنما أتأمل…
قال: اطلبي أمنية وستتحقق حكما…
ابتسمت، وطافت ذكرى أمك في ذهني ومتى تعلقها بالأمومة…
القيت سنتا، قطعة نقدية صغيرة، في بركة الماء، ورتلت أمنية أن تُرزق طفلا….
ليس من باب امتحان قدرة بوذا على تحقيق أمنيتي، بل من باب شغفي بأن أرى أختي أمّا..
الكون يحب الشغوفين بالحياة، ويرفدهم بها….
بعد تسعة أشهر من هذا الحدث، تسعة أشهر بالضبط، قطع الطبيب حبلك السري وأعلن بداية حياتك..
وأعلن معها موسم المطر في حياتنا…
لقد كانت تلك اللحظة واحدة من اللحظات التي شهقت فيها وكدت أتوقف عن التنفس من شدة الفرح…
ومازلنا بك نفرح..
…..
في عيد ميلادك اليوم…
أتمنى أن تبقى غيثا يروي أرضنا وحياتنا..
وأتمنى أن تعيش حياة ملؤها الصحة والنجاح وراحة البال..
وكل عام وأنت بخير…

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.