في الآونة الأخيرة ظهرت ظاهرة الرفق بالحيوان أكثر من أي وقتٍ مضى, وهنالك جمعيات أيضا تطلق على نفسها أسماء الحمير نظرا لعناد الحمير وصبرهن وعدم القدرة على تحويلهن عن رغباتهن, فمجتمع الحمير يعمل وفق رغبته ونشأته ولا يمكن ترويضه عكس رغباته وطبيعته, والمسلمون يعتبرون الحمار قاطع للصلاة,ولاحظوا معي,قاطع للصلاة,والحمار القاطع للصلاة على حسب رأي بعض الفقهاء, يكون هو الذكر وليس الأنثى, فأنثى الحمار لا تقطع الصلاة مطلقا, ومما يساء فهمه الإشارة إلى أن صوت الحمار مزعجا,أي نهيقه, وحسب الرأي الديني الحمار ينهق عند رؤيته للشياطين, وكان محمد شخصيا ينزعج من الحمار وصوته,إلا من حماره (يعفور) الذي أسلم وحسن اسلامه,ومات بعد عودت محمد من صلح الحديبية كما جاء في الأثر, وفي التقويم الجمهوري بمدينة باريس بفرنسا يعتبر يوم 6-10-أكتوبر هو يوم الحمير من كل عام, نظرا لأن تلك المجتمعات تطورت وأعطت الناس حقوقهم وتفرغوا بعد ذلك للحيوانات وأهمها الحمير ليعطوا كل حمار وحصان وجاموس حقه.
وكان الحمار في العصور الوسطى إحدى أهم وسائل النقل الداخلية والخارجية وكان يريح الإنسان من أحماله وأثقاله, ووجد الحمار تاريخيا قبل 12 ألف سنة في أفريقيا وبالذات في الصومال, وتم تدجينه في الشرق الآسيوي قبل 4000 سنة.ق.م., وأقدم موطن للحمار في بلادنا كان في الشام (دمشق) وفي الكتابات والمخطوطات (اليترولوجية) -وهو علم حساب الأعياد والمناسبات الدينية-وصف السومريون دمشق ب(مدينة الحمير) لكثرة تجارتها وتدجينها للحمير, واستعمل حليب الحمارة(الأتان) كغذاء ودواء لأكثر من ألفي سنة مضت, وأنا شخصيا سمعت من كبار السن أن أمهاتهم وأسلافنا كانوا قبل 100 عام يرضعون أطفالهم من حليب الحمارة, وقرأت مرة مقالة تتحدث عن هذه الظاهرة حيث أفادت بأن حليب الحمارة يحمل في داخله مضادات حيوية من النادر الحصول عليها,وهذا يفسر الظاهر العلمية التي تقول بأن الحمير من النادر أن تمرض وتتعطل عن العمل, لذلك بعض المؤسسات الحديثة والأحزاب ومن بينها الحزب الجمهوري الأمريكي يتخذ من الحمار رمزا له, وذلك مثالا للصبر وللطاعة ولعدم التعطيل عن العمل, وهنالك دراسات علمية تشير إلى أنه من الممكن استخلاص مقويات جنسية من جلود الحمير,وكان الرومان يستعملون الحمار في صلواتهم وقداسهم الديني الوثني, ومن المستحيل أو من النادر جدا أن يروض البشر الحمير ضد رغباتها أو إجبار الحمار على المسير حين لا تكون لديه الرغبة بالمسير, وأيضا لا يمكن إجبار الحمير على حمل البضائع إذا لم تكن لها رغبة بالحمل, وعدد الحمير حول العالم يقدر ب40 مليون حمار, وفي الصين وحدها ما يقارب ال10 ملاين حمار, واستعمله المهربون لتهريب الأسلحة والحشيش والمخدرات نظرا لعناده وصفاته,والحمار أيضا صديق للإرهابيين حيث استعمله الإرهابيون يفخخونه ويرسلونه إلى مواقع الجنود في أفغانستان ويفجرون الألغام التي يحملها عن طريق التحكم بصاعق التفجير عن بعد.
والمسيحيون صوروا المسيح كثيرا وهو راكب على حمار, ولكن بعد التطور أصبح الحصان رمزا للأرستقراطية بدل الحمار, ويقال بأن الرومان كانوا يفتخرون بركوبهم الخيل ويتباهون به رمزا للبذخ والإسراف والتبذير والأرستقراطية وبما أن المسيح كان متواضعا فلهذا السبب ركب على الحمار بدل الحصان واليهود يحترمون الحمار احتراما كبيرا, فقد أطلقوا أسم الحمار على ملك نابلس, تقديرا منهم لأعماله وأفعاله وفوق هذا كله وصفه محمد ببشاعة صوته, رغم أنني كشخص لا أجد صوته مزعجا أو مكروها بل على العكس أراه مقبولا وجميلا, ومن الممكن سماع صوت النهيق عن بعد ثلاثة كيلو متر, ويستعمله الحمار أو تستعمله الحمير أو الأحمر للتخاطب فيما بينها ويستعمله الحمار الوحشي للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات الأخرى الأقوى منه.
ومن المعروف عن محمد كثر مخالفته لليهود وللمسيحيين لكي يظهر بدين طابعه جديد وذلك لكي يقنع الناس أن الدين اليهودي دين محرف وبأن الدين المسيحي دين محرف, ولهذا السبب خالف اليهود في نظرتهم للحمار فاستنكر صوته, وكان اليهود إذا دخل أي رجل مدينة يثرب(المدينة المنورة) كانوا يجبرونه على النهيق عند الدخول وذلك لكي يعرفوا بأن الذي دخل المدينة اليوم رجل غريب ليس من أهلها,وكان دخول الغرباء من باب(ثنية الوداع), وكانوا أي اليهود يطلقون أسم(ثنية الوداع) على الباب الذي يدخل منه الغرباء, وعامدا متعمدا دخل محمد خِلافا لتعاليم اليهود ودخل المدينة(يثرب) من ثنية الوداع وغنى له المسلمون: طلع البدرُ علينا…من ثنية الوداع, وفي القرآن تحقير كبير للحمار كما ورد في سورة لقمان: { وَٱ-;—;–قْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱ-;—;–غْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱ-;—;–لأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱ-;—;–لْحَمِيرِ).
ولو كان بول البعير مفيدا كحليب الحمير, لوصفه محمد دواء للمرضى, ولكن قلة معرفته هو والمجتمع الذي عاش فيه جعله لا يدرك قيمة جلود الحمير كمقويات جنسية وقيمة حليب الحمير بما فيه من مضادات حيوية نادرة الوجود,ولو كانت الأخبار تأتي لمحمد من السماء فعلا كما يقال, نعم, لعرف قيمة الحمير,ولقال أو لو كان صحيحا لنزلت في الحمير آية قرآنية لا تتحدث عن صوت الحمار(النهيق) بأنه مزعج,وهذا دليل على أن القرآن لم ينزل من الله, بل هو أقوال بشر عاديين ثقافتهم محدودة جدا.
مواضيع ذات صلة: الحمير والبقر والتيوس