قام الغرب المسيحي بإشعال الحروب الصليبيه على الشرق الأوسط المسلم بسبب عدوان السلاجقه المتكرر على الدولة البيزنطيه المسيحيه بسبب طمع السلاجقه في إحتلال بيزنطه , بحجة أن السلاجقه فاتحون مسلمون .. هم الذين كانوا وثنيين الى ما قبل سنوات . التعدي السلجوقي إستعدى أمم أوربا على المسلمين , عندها قدمت جحافل الصليبيين ودكت حصون ومعاقل الشرق الأوسط , يدفعها هي أيضاً الطمع المغلف بغلاف الدين
ينتسب السلاجقه إلى سلجوق بن دقاق جد السلاجقة الأكبر، حكموا واحدة من دول الإسلام ظهرت في العهد العباسي ، وكان لهم دور كبير في تغيير الخريطة السياسية للمنطقة وإنقاذ الدولة العباسية بعد أن كانت قد فقدت معظم سلطتها في المنطقة خصوصاً في ظل سيطرة البويهيين عليها . يَعود أصل هذه القبائل إلى مناطق في وسط آسيا من مكان يُدعى ( استبس القيرغيز ) هجروها في القرن السادس الهجري مرتحلين إلى الغرب حيث استقروا في مكان قريب من نهر سيحون ، وهناك أعلنوا إسلامهم وشرعوا بمحاربة القبائل الوثنية في المنطقة ثم دخلوا في صراع طويل مع الغزنويين انتهى بانتصار السلاجقة وانكسار الغزنويين . انتشر السلاجقة غرباً وقضوا على البوهيهيين ثم مدوا سلطانهم إلى بلاد الشام والحجاز والأناضول وخاضوا حروباً كثيرة مع البيزنطيين والصليبيين . لكن بعد ذلك أخذت دولة السلاجقة بالانقسام والتشتت ، فتفرعت من الأسرة السلجوقية سلالات حكمت مناطق مختلفة من أهمِّها سلاجقة خراسان والروم والعراق والشام وكرمان
في العام 1096 هدد السلاجقه الدوله البيزنطيه وإمبراطورها ( أليكسيوس كومينوس ) فقام البابا أوربان الثاني بدعوة دول أوربا الغربيه الى قتال السلاجقه مدعياً أنهم يضطهدون المسيحيين في القدس التي إحتلوها عام 1071 , وربما كانوا يضطهدونهم بالفعل , من يدري ؟ فالتاريخ لا يكتب بأيادي أمينه دائماً . تحركت دول أوربا يدفعها الطمع المغطى بشعارات دينيه وهاجمت مدن الشرق الأوسط وإحتلت عددا منها لمئات من السنين
تحركت الحمله الصليبيه الأولى بإتجاه القسطنطينيه لدحر السلاجقه , وكانت غالبية المقاتلين في هذه الحمله من فقراء أوربا , قام السلاجقه بكسر قوتهم ودحرهم , عندها تزودت الحمله بالمزيد من الرجال والسلاح وتحركت نحو القدس في نفس العام 1096 وكانت تضم مقاتلين من مملكة فرنسا , والأمبراطوريه الرومانيه المقدسه , ودوقية أبوليا , ومملكة بريطانيا
كلما تقدمت الحمله نحو الشرق كان الجيش الروماني الكاثوليكي يهزم في طريقه العديد من فرق الجيش السلجوقي ويحتل كثير من المدن , ثم فرض الحصار مدة 6 أشهر على أنطاكيه منذ أكتوبر 1097 وحين تمكنوا من دخول المدينه ذبحوا أهلها ونهبوها ثم ارتحلوا مباشرة من أنطاكيه الى القدس
وصل الجيش المسيحي الى القدس في 7 حزيران 1099 وكان قد خسر الكثير من قواته خلال المعارك السابقه , وكانت القدس محصنة بشكل ممتاز لهذا لم يقع القتال في القدس منذ البدايه بل فرض عليها الحصار , وكانت القدس وقتها تحت حكم الفاطميين الذين طردوا السلاجقة منها وإحتلوها عام 1098
في 13 تموز 1099 تمكن الصليبيون من بناء 3 أبراج ملاصقه لسور القدس ليتمكنوا من تسلقها والقفز الى داخل المدينه . تمكنت قوة صغيره من التسلل الى المدينه عبر الأبراج وقامت عنوة بفتح بوابة القديس ستيفان في سور القدس فدخل منها 1300 فارس صليبي و11 ألف من المشاة الذين قاموا على الفور بقتل الآلاف من سكان القدس وسرقوا ذهبها ونفائسها , وكانوا يشقون بطون المسلمين بسيوفهم لأنهم ظنوا أن المسلمين قد إبتلعوا ليراتهم الذهبية لإخفائها , وحين كانوا يحرقون الجثث كانوا يبحثون بين الرماد عن قطع محتملة للذهب
قوات مصريه وصلت الى القدس لقتال الصليبيين لكنها هزمت وقام الصليبيون بتعيين أول حاكم لهم على القدس وهو فارس فرنسي يدعى ( غودفري أوف بويلون ) رافضاً قبول لقب الملك لإعتقاده أن السيد المسيح هو الملك , ومستعيضاً عن هذا اللقب بتسمية : حامي القبر المقدس . القبر المقدس هو المكان الذي سُجيَّ فيه جسد السيد المسيح بعد إنزاله من على الصليب
حتى العام 1272 كانت 9 حملات صليبيه قد غزت القدس ولم تتوقف إلا عند إنسحاب الملك البريطاني أدوارد الأول أبن هنري الثالث من القتال وتقريره العوده الى بلاده . بقيت مملكة القدس الصليبيه قائمه حتى عام 1291
حين إستعاد صلاح الدين الأيوبي القدس من الصليبيين عام 1187 لم يتمكن من إستعادة عكا منهم بل بقيت في إيديهم 100 عام اخرى وكان الصليبيون قد احتلوا عكا في سنة 1191
في العام 1298 قامت جيوش من مصر والشام مزوده بالمنجنيقات بمحاصرة عكا وتثقيب سورها فخاف الصليببيون الذين فيها وهرب قسم كبير منهم الى قبرص بينما قتل الباقون وإنتهت الحملات الصليبيه
د. ميسون البياتي