فرشيد اسدي
لأكثر من ست سنوات، يقتل بشار الأسد وبتدخل مباشر من النظام الايرني وحلفائه أبناء الشعب السوري الذين يطالبون بحريتهم وكرامتهم. وارتكب النظام الايراني الذي تدخل منذ عام 2011 للقضاء على الثورة السلمية للشعب السوري، بالحرس الثوري وحزب الله والمليشيات الاجرامية الأخرى وحلفائه، أكبر الجرائم ضد الشعب السوري بعد الحرب العالمية الثانية.
وكانت حصيلة هذه الحرب الفتاكة، قتل أكثر من نصف مليون شخص واصابة مئات الآلاف وتشريد عشرة ملايين ومليون طفل يتيم في هذا البلد.
وعلى الرغم من التضحيات التي قدمها الشعب ومقاتلو المعارضة المعتدلون السوريون، فإن مستقبل سوريا أصبح الآن متشابكا بشكل وثيق مع التعاملات الدولية، ومنذ سنوات عديدة، عقدت مؤتمرات دولية تحت أسماء وأرقام مختلفة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية واحدا تلو آخر دون نتيجة محددة. وفي آخر تحول من هذا النوع ذكرت وكالة الانباء الدولية أن دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، التقيا وتباحثا على هامش اجتماع مجلس التعاون الاقتصادي لمنطقة اسيا – الباسفيك في فيتنام في 11 تشرين الثاني / نوفمبر وأصدرا بيانا مشتركا بشأن الوضع في سوريا واصفين الاتفاق بأنه مهم مشددين على حل سياسي. كما وبموازاة ذلك تم ابرام اتفاق ثلاثي للحد من التوترات في جنوب سوريا. وبينما أعلن مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية انسحاب الميليشيات التابعة للنظام الايراني من المنطقة ضمن شروط الاتفاق، الا أن المسؤولين الروس نفوا على الفور هذه التصريحات واعتبروا وجود عناصر النظام الايراني في سوريا أمرا شرعيا.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن الآن هو ما مدى استمرار هذه الدورة ومتى ستصل الى مصير نهائي لانهاء معاناة أمة تضررت بشدة. ويجب أن نرى لماذا لا يوجد حل للمشكلة السورية وليس هناك افق واضح له؟
وقبل أي اجراء، يجب ازالة العامل الذي يلعب أكبر دور في منع انتهاء الحرب واقرار السلام.
وعلى سبيل المثال حاله حال شخص اصيب في حادث مروري بجروح مختلفة واصابة في الرأس والدماغ وهو في غيبوبة، فان تضميد الجروح السطحية في اليد والساق لا تحل مشكلة منه ولا تنقذ المصاب طالما لا تعالج اصابته في الدماغ، بل قد يفقد حياته بضياع الوقت.
وبينما الدور المدمر والعبثي لقوات الحرس وميليشياتها لا خافي على أحد فان عدم طردها وعدم فقء عين الفتنة، يأتي بمثابة الضرب على الحديد، بل يعد اغاثتهم من دون قصد لتثبيت استقرارهم في سوريا وهذا هو السبب الحقيقي لعدم تحقيق أي جهد خير لايجاد حل سياسي لقضية سوريا الجريحة.
لذلك طالما لا يتم النظر بجدية في هذا العنصر، فان أي اتفاق مؤقت أو زيادة في عدد المؤتمرات لن يعالج مشكلة، ولا يمكن تحقيق جهود أخرى الا في هذا الاتجاه. ومن المؤكد أن هذه الحقيقة ليست خافية على الاطراف الدولية المعنية بالقضية السورية. بصرف النظر عن اولئك الذين لديهم مصالح في بقاء الوضع الحالي، وهناك أطراف أخرى تريد نهاية حقيقية لهذه المأساة الانسانية الا أنهم مسكوا العصا من الوسط وليسوا على استعداد لدفع ثمن هذه الجراحة. وهم غافلون عن أنه سيكون الثمن أغلى في المستقبل مالم يتم معالجة الحالة في أسرع وقت.
أي شكوك في صحة هذا المنطق يشير الى عدم معرفة السبب الحقيقي للاصرار الايراني وقوات الحرس على حفظ بشار الأسد مهما كلف الثمن. وهو القلق الذي يساور النظام الايراني الذي أعلنه مسؤولو النظام مرارا وتكرارا بأن الحرب في سوريا والعراق و… هو الضمان لبقاء حكومتهم في طهران. لذلك انهم لن يتخلوا بسهولة عن هذا العامل الكفيل ببقاء نظامهم الا أن يواجهوا قوة تجبرهم على ذلك. ان الحل في سوريا يكمن في طرد قوات الحرس وحزب الله وغيره من مرتزقة النظام الايراني من سوريا بكل حزم. وهذا ما أكده الشعب السوري والمعارضة السورية مرارا وتكرارا.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- اصل الحياة
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :