الثورة في بلدان الربيع العربي هي حالات توائم سيامية مرتبطة عضويا ببعضها البعض بنسب متفاوتة … ولكن بتجرد وموضوعية مطلقة … الحالة في ” سورية والعراق ” مختلفة كليا وهي أشبه ما تكون بحالة توأم سيامية بقلب واحد … وأي تفكير في معالجة أحد الشقين منفردا أو فصلهما هي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد …!
سيناريو العراق المحتل بنصه وحذافيره وقبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على جغرافيا مشتركة في البلدين – بتجرد وموضوعية وصرف النظر عن التباين والإختلاف في وجهات النظر حول التنظيم أو التحفظات على أدائه ومنهجه – … يتكرر مع قادة وأمراء الفصائل المسلحة العاملة في الثورة السورية – المصطنعة والمدجنة – … بإشراف أمريكي ورعاية أممية – النظام الدولي – وضيافة و وساطة ” قطرية – تركية ” ومن ورائهما دول خليجية وإقليمية تتبادل الأدوار وتتقاسم المهام لدفعهم إلى قبول المشاركة في ما يسمى ” العملية السياسية ” – الحل السياسي – والتسوبات تحت شماعة ومشجب شعار الحفاظ على ” مؤسسات الدولة ” – العميقة – التي صممها وبناها النظام النصيري العميل خلال خمسة عقود في سورية والإحتلال الغاشم للعراق بعد إغتصابها وإستعمارها في حرب 2003 …!
وهنا لا بد من التنويه إلى سلبية المعارضة السياسية السورية – المصطنعة – تجاه الحراك الثوري في غرب العراق بعد العام الأول من إنطلاق ثورة الكرامة السورية وتجاهلة وعدم الإفادة منه والتعاون والتنسيق معه بناءا على تعليمات المصنع والمشغل – الداعم – … لخطورة هذا الأمر على الخطط والبرامج والمشاريع المستقبلية الدولية للمنطقة … ولأن في ذلك تعطيل وإفشال هذه الإستراتيجية الدولية في البلدين الشقيقين الجارين المتماثلين ….!
هذا والمؤسف أن نجاحا كبيرا قد تحقق لأصحاب ومنفذي وأدوات نظرية الحل السياسي في سورية بشكل واضح بداية بعملية التفاوض المباشر مع المحتل الإستيطاني الإيراني وتوقيع إتفاق ” الزبداني – الفوعة وكفريا ” والتي سبقها قبل عام صفقة حمص والذي لم تنكشف رسميا بنوده وتفاصيله بعد رغم دخوله حيز التنفيذ … وثانيا بإنضمام حركات وفصائل مسلحة عاملة في الثورة – مصطنعة ومدجنة ذات صبغة إسلامية – جهارا إلى ركب المعارضة السياسية – المصطنعة – و” الحل السياسي ” والمحافظة على ” مؤسسات الدولة ” كما كشف عنه في البيان الصحفي المشترك لما يسمى الهيئة السياسية لإئتلاف عملاء السفارات والنظام مؤخرا …!
إن نجاح تلك الإستراتيجية ودعوى المحافظة على ” مؤسسات الدولة ” و ” الحل السياسي ” الكاذب والمشاركة في اللهث وراء سراب ” العملية السياسية ” الوهمية في العراق سيفضى حكما إلى نجاحها في سورية … وفشلها في أحدهما سيحبطها في الشق الأخر نظرا للإرتباط العضوي الوثيق الجغرافي والديموغرافي وتطابق الظروف الموضوعية المحلية الذاتية الداخلية الفاعلة والمؤثرة والخارجية بنسب متفاوتة لا تؤثر على المضمون العام والمحصلة الكلية …!
فهل كانت مشكلة الثورة في البلدين إلا ما يسمى زورا ” مؤسسات الدولة ” – العميقة – في البلدين الشقيقين التوأمين القديمة سورية والمحدثة في العراق … وهل الأشخاص القائمين عليها أو الجماعات والأحزاب إلا أدوات مرحلية وتفاصيل وقضايا مرنة شكلية … وهل قامت الثورات ودفعت الشعوب كل هذا الثمن من أجل ذلك …!!!؟