أن نتصرف وفق مصالحنا الخاصه فقط فهذا سلوك وغد , أما اذا وضعنا أنفسنا أولاً دون مراعاة الغير فهو سلوك دنيوي واطيء , التصرف وفق مصالح الغير مع مراعاة أنفسنا يعتبر تصرفاً فاضلاً , أما اذا قدمنا الخير للغير دون أن تكون لنا مصلحة فيه فهو سلوك نبيل
عبارة ( الشعور باللياقه ) تستعمل للتعبير عن شخصيات الناس , لمناقشة معنوياتهم وأخلاقياتهم , لأن من يحرصون على الشعور باللياقه مهذبون , محترمون , متسامحون . من يحرص على الشعور باللياقه هو شخص واعي ذو حس عالي وأخلاق مميّزه ويحظى بإحترام الغير
الحياة الديمقراطيه لها متطلبات ثلاثه كي تصبح حياة حقه , يجب أن تتمتع الحياة الديمقراطيه بالنظام , والتسامح , واللياقه . في أي إنتخابات رئاسيه أمريكيه يقوم المرشحون الخاسرون بتهنئة زملائهم الفائزين للتعبير عن سلوك لائق من قبل الخاسر , النبلاء البريطانيون يعدون رجالاً مثاليين لأنهم يحرصون دائماً على التصرف بشكل لائق , بينما شعوب أخرى قد لا تمتلك السلوك اللائق بسبب بعض التعقيدات الدينيه أو الإجتماعيه , لا يوجد إنسان لا يحرص على اللياقه لأنها أهم مكون من مكونات الشعور بالكرامه
لايجوز أن نتحدث بسوء عن شخص كانت لنا علاقة معه ثم إنتهت , قد يكون جاراً أو زميلاً أو صديقاً ثم حدث طاريء وفرّقنا , شعورنا باللياقة في أنفسنا يجب أن يمنعنا من إغتيابه بعد إنتهاء العلاقة معه
الوزراء والمسؤولون عليهم التصرف بلياقه داخل وخارج بلدانهم , لأن أي تصرف خالي من اللياقه مهما كان بسيطاً كفيل بإسقاط هيبتهم في أعين الناس . التصرف بنزاهه ولياقه دليل على السلوك المهذب
لا تجوز الحملقه فى شخص معاق ولا المبادره بمساعدته أو دفع كرسيه المتحرك إلا إذا لاحظنا أنه يعانى من صعوبة ما ويحتاج لمساعدة عندها يجب أن نسأله بشكل لطيف إذا كان فى حاجة لمساعدتنا , وكيف يمكن لنا ذلك ؟ لا يجوز أن نسأله أية أسئلة شخصية أو نبدى ملاحظتنا على حالته , ولا نتطرق فى الحديث معه عن مشاعره أو تطورات علاجه فغالباً ما يكون ذلك من الأشياء التى يحاول المعاقون تناسيها , يجب أن نتصرف بلياقه
اذا خسرنا وظائفنا فلا يجوز القيام بأمر أحمق مثل الصراخ أو تكسير الكمبيوتر بل يجب استخدام همتنا للإتصال بزملاء العمل للتعرف على الوظائف التي لا يتم الإعلان عنها , كما أن العلاقة الوديه مع المدير تتيح لنا الحصول على رسالة توصية جيده منه
لكي نصبح أكثر لياقة حين يتطلب منا الحديث أمام جمع من الناس , يجب أن نهيأ ما سنقوله ونتمرن على نطق الكلمات الصعبه , ونختار طبقة صوت مريحة لنا ونتحدث بهدوء , لأن الفأفأه والتأتأه والعبارت المتقطعه , ليست تصرفاً لائقاً عند مخاطبة الناس ولا تدل على شخصية قويه أو ثقة عالية بالنفس
رغم جميع الإحتياطات , قد نقع أحياناً في بعض الأخطاء أو الهفوات , ولهذا يجب أن نمتلك ثقافة الإعتذار ونقدمه في الحال بمشاعر ودوده . وفيما اذا كنا أغنياء أم فقراء , أمراء أو من عامة الناس , صغار أو كبار , حكماء أو أغبياء , علينا أن نفهم بأننا لن نحافظ على كرامتنا الإنسانيه دون التصرف والشعور باللياقه في تصرفاتنا
د. ميسون البياتي