إيليا الطائي
يمكن ملاحظة التأثير البابلي قصة المارد بشيء من السهولة ، عند معرفة الأساطير البابلية بشكل جيد ، ومن خلال ذلك يمكن ملاحظة التأثير الرافديني بشكل جيد في حياة المجتمعات الشرقية بعد الاسلامية ، وهذا ما يدل على وجود تراث رافديني كان قائم في تلك المجتمعات الاسلامية التي اعتبرت إنها من انتجت هذه القصص .
يمكن ملاحظة وجود قصة شبيهة لقصة سندباد في النصوص المصرية القديمة مع تأثير رافديني بسيط ، كذلك يمكن ملاحظة وجود قصة شبيهة لقصة ولادة سرجون وهي قصة ولادة دارا أو داراب والتي استمدها الفرس وخصوصاً الفردوسي من التراث الرافديني في العراق .
أما عن موضوعنا الرئيسي وهو التأثير البابلي الرافديني في قصة المارد ، فيستم تلخيصه حسب ما يأتي :
– التشابه بالاسماء والقرآن : في الرواية الشرقية الحديثة ، اسم الشخصية الرئيسية هي “المارد” ، وأصل هذا الاسم جاء من اسم الإله البابلي “مردوك” “ماردوكو” ، كما نلاحظ ان كلمة “مارد” موجودة في كلمة “ماردوكو” ، كذلك ان احد القاب الإله مردوك الخمسون هو “ماروتو” ، ويمكن ملاحظة إنه في القرآن في سورة البقرة الاية 20 : ((وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)) ، يظهر ماروت هنا بصفة ملك اقترن بالسحر ، وكما في شخصية المارد السحار .
ويمكن ملاحظة ان اسم “نمرود” التوراتي جاء من تصحيف عبراني لاسم الاله مردوك .
– طبيعة الشخصية : في الرواية الشرقية الحديثة فإن المارد يقوم بمساعدة شخص ويحقق امانيه ، أما في التراث البابلي فيظهر الإله مردوك في قصة تشابه القصة الاولى ، وهذه القصة تدعى (لامجدن رب الحكمة) ، ومن خلال هذه القصة التي تبدأ بشكوى رجل العادل من فقدان ثروته ومكانته وهيبته وتحوله إلى فقير منبوذ من قبل الجميع ، ثم تكمل اللوحة الثانية الشكوى من الأمراض والآلام التي حلت به وأنهكت جسده ، ثم في اللوحة الثالثة تظهر شخصيات حلمية تطهره وتتوسط من أجله أمام الإله مردوك لمنحه الغفران والسعادة وتقديم القرابين للالهة .
ويمكن ملاحظة ان مصدر قصة ايوب التوراتية ايضاً هي من القصة اعلاه .