اذا جاز لنا أن نشبه البشر بسرب من الحمام , فعلينا أن نلاحظ أن الحمام ينقسم الى نوعين . النوع الأول حالما يطلق في سماء الحريه فهو يضل طريقه ولا يعرف من أين يذهب ولا كيف يعود ولهذا يصبح عرضة لمن يصيد ولهذا يسمى هذا النوع من الحمام في العديد من اللغات : حمام الطبق , لأنه من شدة حيرته ينتهي وجبة غذائية في فم أحد الآكلين
النوع الثاني من الحمام هو ما نطلق عليه تسمية : الحمام الزاجل , وهو حمام يعرف طريقه في الذهاب والإياب , وحتى لو طار عدة كيلو مترات فهو يبقى قادراً على الإستدلال على وجهته
البشر لا يختلفون عن الحمام في هذين النمطين .. هناك بشر ما أن تعطيه حريته تجده يرتكب الكثير من الأخطاء , وهناك غيرهم يبقون محافظين على مسيرة واعية متماسكه
أثناء الحروب إذا وجد القائد جيشه من نوع ( حمام الطبق ) فعليه أن يلوم نفسه ويحاسب التدريب الذي منحه لهذا الجيش قبل المعركه لأن عرق التدريب يقلل دماء المعركه
في الوظائف المدنيه اذا وجد المدير أن مرؤوسيه من نوع ( حمام الطبق ) فعليه فوراً أن يقوم بتسريحهم الى وظائف أكثر بساطه من أجل تلافي الكثير من الخساره , ويجب أن نشكر المدير هنا لأنه تمكن من تشخيص عيوبهم قبل إستفحال أخطائهم .. العمل الناجح يحتاج الى فريق عمل متمكن يشبه الحمام الزاجل وإداره واعيه لتحقيق مستقبل زاهر لهذا العمل
قبل أن نخطو أية خطوه علينا تحديد وجهتنا ووضع علامات على الطريق نستدل بها في الذهاب والإياب كي لا نصبح يوماً حمام طبق ولقمة سائغة في أفواه الاكلين
د. ميسون البياتي