وصلني سؤال آخر من السيدة بشرى من المغرب تقول:”مساء الخير أستاذنا العزيز أولا أشكرك على تقديم الكثير من الإجابات على أسئلتنا رغم وقتك الضيق، ثانياً أطلب منك أن لا تردّ على بعض المعتوهين الذين يريدون التشويش على المستفيدين من هذه الصفحة وأخص بالذكر الصلاعمة الذين لا يروا سوى وجهة نظرهم البئيسة، سؤالي لك أستاذي هو:
في سورة التوبة توجد آية تقول ” وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ” السؤال المطروح:
يخوضون في ماذا؟
فحرف الواو قبل كلمة “نلعب ” تفيد أن المنافقين كانوا يخوضون في شيء آخر بجوار اللعب. فما هو ياترى؟
أم هو خطأ في التنقيط كما رأينا في العديد من الكلمات؟
وشكرًا أستاذي الغالي.”
الجواب
أشكر الأستاذة بشرى على السؤال، وأتمنى أن لا نقدح في المختلفيين عنا بكلمات قد تجرح الكثيرين ككلمة “الصلاعمة” و”المعتوهين” وغيرها .
عبارة ” كُنَّا نَخُوضُ ” فعلا تحتاج إلى بيان؛ فالخوض يكون في شيء معين! وكما جاء سؤالك “يخوضون في ماذا؟” هل في الكلام؟ هل في المؤامرات؟ هل هل هل؟؟؟
لكن آخر الآية يوضح أولها ” تَسْتَهْزِئُونَ ” إذا هنا استهزاء جانب اللعب، وبالتالي يجب إعادة الكلمة لأصلها قبل التنقيط “ىحوص” فنجد أنسب قراءة فيلولوجية للكلمة هي “نحوص” أي نغمز ، والحَوَصُ ضيقٌ في مُؤْخر العين حتى كأنها خيطت، وقيل: هو ضيق مَشَقِّها، وقيل ضيق في إحدى العينين دون الأُخرى. انظر لسان العرب لإبن منظور ص 1050
والغمز إشارة للإستهزاء من المعارضين، وبالتالي يصبح المعنى “كنا نغمز ونلعب” وبنفس القراءة في سورة المدثر 45: “وَكُنَّا نَحُوصُ مَعَ الْحَائِصِينَ” بدلا من “وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ”، أي “كنا نستهزء مع المستهزئين” .
نزكي لكم قراءة ايضا: الباحث محمد المسيح يصحح اخطاء آيتين في سورة المرسلات
الباحث محمد المسيح يصحح خطأ في سورة مريم من القرآن الكريم