حين جاء السيل على الكعبة , كان بناء الكعبة من الطين,فهدم السيلُ جزء منها فاجتمعت قريش فيما بينها وقرروا بناء الكعبة من مالهم الحلال الطيب,فأخرجوا من هذا المال أرباح الدعارة والربا….إلخ,أي أنهم أخرجوا كل ما هو غير شرعي بنظرهم, فقصروا 3 أمتار لأن المال الحلال الذي جمعوه لم يكن يكفي لتلك الزيادة فتراجعوا عن الثلاثة أمتار وفتشوا عن الأخشاب وعن رجالٍ بنائين لديهم الخبرة في بناء الحجارة,فلم يجدوا إلا رجلا مصريا يقال له(عامر القبطي),وكان ذلك سنة 18 قبل الهجرة .
ولم يجدوا في كل مكة رجلا واحدا يبني لهم الكعبة, ولم يجدوا عندهم الأخشاب الكافية لصناعة سقف الكعبة,وبقوا يبحثون حتى جاءهم الفرج من الأقباط المسيحيين, حيث وجدوا رجلا قبطيا اشتراه أحد السادة في مكة كعبد,ويقال لهذا الرجل(عامر القبطي) ألذي أصبح بعد ذلك عبدا , واكتملت القصة في (جُدة) حيث تحطمت هنالك سفينة وفيها الكثير من الأخشاب فجلبوا أخشابها للرجل القبطي وبدأ القبطي في بناء الكعبة من الأحجار,وكان هذا النوع من البناء غير معروف عند أهل مكة ولكن هذا الرجل المصري القبطي كانت له خبرة في بناء البيوت من الحجارة.
وكان ارتفاع الكعبة أربعة أمتار و 32 سنتمر , والذي يزور الكعبة اليوم يجد ارتفاعها أكثر من ذلك بنحو 3 أضعاف , وحين أعادت قريش بنائها جعلوا ارتفاعها نحو 8 أمتار و 64 سنتمتر , وجعلوا لها مزرابا وسدوا بابها الخلفي واكتفوا لها بباب واحد , والذي يدخل الحرم المكي اليوم يراه بعد (الملتزمة) وارتفاعه نحو 3 أمتار و6 سنتمتر وعرضه نحو 168سنتمتر ….ويبلغ وزنه 280 كيلو من الذهب الخالص عيار 99.99.
ولم يكن للكعبة بناء متينا, فقد كان بناءها ينهدم بفعل الأمطار والرياح ولكثرة البناء وإدخال التطويرات,والهدم والبناء ثم الهدم والبناء ارتفعت أساساتها عن سطح الأرض مترين بعد أن كانت ملامسة لسطح الأرض وكانت بلا سقف فجعلت قريش لها سقفا ومزرابا والمزراب اليوم هو أيضا مثله مثل باب الكعبة مصنوع من الذهب الخالص , وارتفاع الكعبة اليوم هو 15 مترا وقد بدأ بنائها ب 4 أربعة أمتار .
وإذا كان فعلا إبراهيم الخليل قد بنا الكعبة فإنه من الطبيعي أن يبنيها قاعدة لوحدها دون جدران أو سقف فالدلائل التاريخية تشير إلى أن إبراهيم قد ولد سنة 1900قبل الميلاد وتوفي سنة 1800قبل الميلاد وقد امتاز الشرق الأدنى في ذلك الوقت ببناء المعابد بلا جدران أو أسقف وكانوا في تلك الفترة يكتفون برفع القواعد فقط لا غير وهو ما رفعه واستعمله إبراهيم في بناء الكعبة .
وفي عهد عبد الله بن الزبير طارت شرارة على الكعبة من جبل أبي قبيس ,وهو جبل خلف شعاب أبي طالب والذي يزور بئر زمزم يشاهد الجبل خلف شعاب أبي طالب وخلف بئر زمزم وما زال الجبل قائم إلى اليوم , وطارت الشرارة من جبل أبي قبيس إلى الكعبة فأحرقتها كلها فاجتمعت قريش وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير وقال لنهدمن الكعبة ونبنيها من جديد فخاف القوم أن يهدموها ومنهم من قال نرممها ولا نهدمها أي يصلحونها فقال عبد الله إذا هدم بيت أحدكم ألا يصلحه كما كان وأحسن مما كان ؟ فقالوا نعم . فبدأ هو فاعتلى هو عاليها وبدأ يرمي بحجارتها على الأرض حتى جاء على قواعدها وأعاد منها البناء وزاد الثلاثة أمتار والتي قصرت عنها قريش .
ولكن في عهد الملك الأموي عبد الملك بن مروان أعاد الكعبة وهدم منها 3 أمتار وسد الباب الخلفي الذي فتحه لها عبد الله بن الزبير .
إن بناء الكعبة اليوم هو نفسه بناء الحجاج بن يوسف الثقفي , والرجل القبطي الذي بناها لأول مرة من الحجارة المربوعة الشكل ذات الزاوية القائمة ب90ْ درجة,إن الكعبة اليوم ليست الكعبة التي بنتها الملائكة, لقد كانت الكعبة مبنية من الطين ولم يبنها من الحجارة إلا الرجل المصري والذي كان يقال له(عامر القبطي) وهذا الكلام مسندٌ في كتب السيرة النبوية في المصادر الإسلامية السنية.